الجيش يواصل تقدّمه في منطقة الجورة والعسالي والحجر الأسود بعد كسر تحصينات الإرهابيين وتكبيدهم خسائر كبيرة.. وضباط سوريون جاهزون لاستخدام «إس 300»

اعتبر وزير الخارجية سيرغي لافروف، أن الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لسورية غير مشروعة، وعرقلت الجهود المبذولة لتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي للتسوية هناك.

وأشار سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره القبرصي في موسكو اليوم، إلى تشابه مواقف روسيا وقبرص بخصوص الأزمة السورية وشدد على ضرورة تنفيذ القرار 2254.

وقال: «لقد تحدثنا عن الجهود التي تبذلها روسيا، بما في ذلك مع إيران وتركيا في إطار عملية أستانة وفي سياق المؤتمر الأخير للحوار الوطني السوري في سوتشي، من أجل تهيئة أفضل الظروف لبدء تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي هذا».

وأضاف: «الجهود الهادفة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي تعثرت بشكل جدي، نتيجة ضرب الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا اللاشرعي لسورية في 14 أبريل، منتهكين القانون الدولي بذلك أيضا».

وكانت الخارجية الروسية أعربت عن قلقها إزاء النهج العدواني للولايات المتحدة وحلفائها ضد سورية، الهادف إلى تقسيمها في ظل تفاقم الوضع الإنساني فيها.

وقال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وافريقيا ميخائيل بوغدانوف الجمعة: «نشعر بقلق شديد من إمكانية تفاقم الوضع في سورية على خلفية المسار العدواني الذي انتهجته واشنطن وحلفاؤها».

وأضاف: «الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، أظهرت أنها في حقيقة الأمر تستخدم الخطاب الإنساني وهزيمة الجهاديين لتبرير وجودها العسكري في سورية، وتغطية مخططاتها لتفكيك هذا البلد».

إلى ذلك، بحث الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع مبعوث الصين الخاص إلى سورية شيه شياو يان التطورات المتعلقة بالوضع في سورية.

وقال شيه في مؤتمر صحافي بعد اللقاء في موسكو أمس، «كان اللقاء جيداً جداً مع بوغدانوف وكانت المباحثات معمقة حول الوضع القائم في سورية»، مشيراً إلى أن روسيا شريك استراتيجي للصين ويجب عليهما التنسيق وإجراء مشاورات وبحث القضايا المرتبطة بالوضع في سورية.

وكان شيه أكد في مؤتمر صحافي أول أمس، في بروكسل ضرورة أن تستمر اجراءات مكافحة الإرهاب في سورية بالتوازي مع وقف الأعمال القتالية.

من جهة أخرى، أكد بوغدانوف خلال أعمال المائدة المستديرة في الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية أمس، أن التصرفات العدوانية للولايات المتحدة وحلفائها تتسبب بتدهور الأوضاع في سورية.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن بوغدانوف قوله «نشعر بقلق شديد من إمكانية تدهور الوضع في سورية نتيجة النهج العدواني الذي تتبعه واشنطن وحلفاؤها».

وأضاف بوغدانوف «أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أثبتت أنها في حقيقة الأمر تستخدم الخطاب الإنساني وتسوّق التبريرات لوجودها العسكري في سورية بحجة إلحاق الهزيمة بالجهاديين كغطاء لمخططاتها الرامية إلى تقسيم البلاد».

وأشار بوغدانوف إلى أنه «بفضل تدابير الردع السياسية والعسكرية التي اتخذتها روسيا من خلال القنوات المختلفة والكفاءة المهنية التي أظهرتها وسائل الدفاع الجوي السوري تمت الحيلولة دون وقوع أضرار كبيرة نتيجة العدوان الثلاثي على سورية الذي جرى في 14 الشهر الحالي ولم يحقق منفذو العدوان نتائج تذكر».

إلى ذلك قال بوغدانوف «إن وزراء خارجية روسيا وإيران والنظام التركي سيناقشون في اجتماعهم اليوم السبت في موسكو التحضير للجولة التاسعة من محادثات أستانة حول سورية والتي من المخطط إجراؤها منتصف أيار المقبل».

وقال بوغدانوف «العمل مستمر سيكون هناك اجتماع لوزراء خارجية الدول الضامنة الثلاث في عملية أستانة «روسيا وتركيا وإيران» وستجرى مناقشة الخطط المستقبلية والاجتماع المخطط له في منتصف أيار على أعلى مستوى في أستانة».

ميدانياً، الجيش السوري والقوات الرديفة من فصائل وتشكيلات عسكرية متطوعة فلسطينية، ودفاع وطني، ما زالوا يحققون تقدماً تدريجياً على محاور عديدة من مخيم اليرموك والحجر الاسود.

فقد واصلت وحدات من الجيش السوري تقدّمها في ملاحقة التنظيمات الإرهابية في منطقة الحجر الأسود، وذلك في إطار العمليات العسكرية الرامية الى اجتثاث الإرهابيين بشكل كامل من جنوب دمشق.

وأفاد مصدر حربي بأن وحدات الجيش السوري بإسناد من سلاحي الجو والمدفعية واصلت تقدمها في محاور عدة بمنطقة الجورة والعسالي والحجر الأسود جنوب دمشق بعد كسر تحصينات الإرهابيين الأساسية في المنطقة.

وأشار إلى أن وحدات الجيش كبدت المجموعات الارهابية على هذه المحاور خسائر في الافراد ودمرت اسلحة وذخائر كانت بحوزتهم.

ولفت المصدر الحربي إلى أن وحدات الاقتحام معتمدة على عمليات رصد محكمة تنفذ خططها الميدانية باستهداف محاور تحرك المجموعات الارهابية بالتنسيق مع سلاحي الطيران والمدفعية محدثة شللاً في خطوط إمدادها.

وأوضح أن عمليات الجيش العسكرية مستمرة حتى استعادة السيطرة على جنوب دمشق وتأمين الأحياء المجاورة التي تتعرض لاعتداءات بالقذائف من قبل التنظيمات الإرهابية.

وتمكنت وحدات الجيش البرية خلال الايام الماضية من كسر دفاعات التنظيمات الإرهابية وقطع العديد من خطوط إمدادها بعد اشتباكات عنيفة سقط خلالها العديد من الإرهابيين بين قتيل ومصاب وتدمير العديد من الآليات والمقار بما فيها من ذخيرة وعتاد.

وفي السياق، قالت مصادر ميدانية مطلعة إن العسكريين السوريين من ضباط الدفاع الجوي السوري استكملوا تدريباتهم التقنية لإدارة واستخدام منظومة الدفاع الصاروخية الروسية المتطورة إس 300 التي سيتم تسليمها للجيش السوري تنفيذاً لاتفاقية بين دمشق وموسكو كان قد جرى توقيعها خلال سنوات سابقة.

وأكدت المصادر أن عسكريين من قوى الدفاع الجوي السورية حصلوا في روسيا على التدريبات اللازمة للتعامل مع هذه المنظومة واعتراض الطائرات والأهداف الصاروخية المعادية وإسقاطها.

وتابعت المصادر بالقول إن قرار موسكو تسليم الجيش السوري منظومة الـ إس 300 جرى اتخاذه قبل الهجوم الثلاثي الأميركي الفرنسي البريطاني فجر يوم 14 نيسان/ أبريل نيسان الحالي ضمن خطة روسيا لدعم منظومة الدفاع الجوية السورية، وأن هذا الهجوم سرّع من إجراءات نقل الـ إس 300 لتكون تحت استخدام الجيش السوري وضباطه وعناصره.

وذكرت المصادر أنه وفي حال أُضيفت منظومة الـ إس 300 لبقية المنظومات التي تمتلكها الترسانة الصاروخية السورية فإنه سيُصبح بإمكان دمشق اعتراض هجوم صاروخي واسع على الأراضي السورية، وأن الـ إس 300 ستُضاف إلى منظومات أخرى تمتلكها دمشق أبرزها «البانتسير، و الباتشورا، و البوك» وجميعها كانت فعالة في اعتراض صواريخ أميركية ليلة الرابع عشر من نيسان الحالي.

وكانت صحيفة «هآرتس» العبرية أنه في حال حصلت دمشق على نظام الدفاع الصاروخي الروسي «إس 300» فإنه سيكون بمقدورها إسقاط المقاتلات الحربية في سماء «إسرائيل».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى