بيان «الدول الضامنة» يؤكد احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها
شدّد وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران على التمسك بسيادة ووحدة الأراضي السورية، وأكدوا عزمهم على مواصلة الجهود في إطار مسار أستانة للتسوية في سورية.
وصدر في أعقاب مباحثات وزراء الخارجية الروسي سيرغي لافروف والتركي مولود جاويش أوغلو والإيراني محمد جواد ظريف في موسكو بيان مشترك، جاء فيه ما يلي:
أكد الوزراء تمسكهم بسيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، مشددين على أنه على الجميع احترامها.
أشار الوزراء إلى أنهم يهدفون إلى تعزيز التنسيق بينهم على أساس البيانين المشتركين لرؤساء إيران وروسيا وتركيا الصادرين في 22 نوفمبر 2017 و4 أبريل 2018.
اتفق الوزراء على تكثيف الجهود المشتركة بهدف تحقيق تسوية سياسية طويلة الأمد في سورية، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، ومن خلال الاستفادة من آليات عملية أستانة.
أكد الوزراء فاعلية إطار أستانة باعتباره المبادرة الدولية الوحيدة التي أدت إلى تحسين الأوضاع في سورية، في ما يخص:
محاربة الإرهاب وتخفيض مستوى العنف وتهيئة الظروف لإقامة الحوار السوري. وقرّروا عقد لقاء دولي جديد على المستوى العالي في أستانة في مايو المقبل.
أشار الوزراء إلى أهمية مساهمة عملية أستانة في إحراز تقدم حقيقي في التسوية السياسية في سورية، واتفقوا على إجراء مزيد من المشاورات لممثلي روسيا وتركيا وإيران مع الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى سورية بهدف إطلاق عمل لجنة صياغة الدستور في وقت قريب.
أكد الوزراء عزمهم على مواصلة التعاون بهدف القضاء نهائياً على «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرهما من التنظيمات والجماعات والأفراد المرتبطين بـ «داعش» و«القاعدة». ودعوا كافة فصائل المعارضة السورية المسلحة للنأي بنفسها عن تلك التنظيمات.
شدّد الوزراء على أهمية الجهود لخفض التصعيد، وأكدوا التمسك بنظام وقف إطلاق النار.
رفض الوزراء كل المحاولات لتهيئة واقع جديد على الأرض بذريعة محاربة الإرهاب، مؤكدين عزمهم التصدي للخطط الانفصالية الرامية إلى تقويض سيادة ووحدة أراضي سورية.
أدان الوزراء بحزم استخدام السلاح الكيميائي في سورية وطالبوا منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بأن تحقق في كافة التقارير بشأن استخدام السلاح الكيميائي بشكل مهني وفي الوقت المناسب.
جدّد الوزراء تأكيد التزامهم بمواصلة الجهود المشتركة لحماية المدنيين في سورية وتحسين الأوضاع الإنسانية، والمساهمة في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين لها.
دعا الوزراء المجتمع الدولي وقبل كل شيء الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية لزيادة المساعدات لسورية، بما يخدم مصلحة جميع السوريين، بما في ذلك المساهمة في إزالة الألغام وإعادة إعمار المواقع الحيوية ومنشآت البنية التحتية والحفاظ على التراث التاريخي.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان أن العدوان الثلاثي غير الشرعي ضد سورية أعاد بالتقدم الذي تم تحقيقه في أستانة وسوتشي للوراء.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية أن «الوزيرين ناقشا بالتفصيل تطورات الأوضاع في سورية بعد قصفها من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا».
وشدد لافروف على نظيره الفرنسي بأن «الضربات غير الشرعية على الأراضي السورية يوم 14 نيسان/ أبريل، عشية وصول مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أعادت إلى الوراء التقدم الذي تحقق بجهود كبيرة في أستانة وسوتشي من أجل التسوية السياسية للأزمة السورية».
وأشار لافروف إلى أن «روسيا لا تزال منفتحة على الحوار مع كافة الشركاء من أجل إيجاد حل عادل للأزمة على أساس مقبول بالنسبة لجميع الأطراف، ووفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254».
كما أطلع لافروف نظيره الفرنسي على نتائج مباحثاته مع وزيري الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو والإيراني محمد جواد ظريف في موسكو السبت.
إلى ذلك، كشفت مصادر بالتوصل إلى اتفاق جنوب دمشق بعد اجتماعات بين لجنة الفصائل المسلّحة الموجود هناك باستثناء داعش مع الجانبين السوري والروسي.
وأضافت المصادر أن الاتفاق يقضي بدخول الجيش السوري لتسلم النقاط بين يلدا وأماكن وجود تنظيم «داعش» في مخيّم اليرموك والحجر الأسود، كما يشمل دخول حافلات لنقل الراغبين بالخروج من جنوب دمشق من عسكريين ومدنيين بدءاً من غد الثلاثاء، وذلك باتجاه ثلاث مناطق، هي إدلب وجرابلس ودرعا.
مصادرنا أشارت إلى أنه من المتوقّع خروج مسلّحي «جيش الإسلام» إلى جرابلس و«جيش أبابيل حوران» إلى درعا وباقي المسلّحين إلى إدلب، مؤكدةً أنه سيتم تسليم السلاح الثقيل والمتوسط للجيش السوري، كما ستدخل مؤسسات الدولة إلى المناطق التي سيخرج منها المسلّحون.
ولفتت مصادر إلى أن العمليات العسكرية ضد «داعش» في منطقتي الحجر الأسود واليرموك ستتواصل حتى استسلامه وترحيله إلى خارج ريف دمشق.
وكان الجيش السوري حرّر أحياء القدم والعسالي والجورة على الأطراف الجنوبية لمدينة دمشق. وأوضحت أن الجيش استهدف بنيرانه ما تبقى من تنظيمات إرهابية في الحجر الاسود جنوب العاصمة.
فيما أفادت وكالة «سانا» الرسمية بالتوصل إلى اتفاق في مخيم اليرموك جنوب دمشق بين المجموعات المسلحة والدولة السورية، وأشارت إلى أن الاتفاق ينص على «خروج إرهابيي مخيم اليرموك إلى إدلب وتحرير المحاصرين في بلدتي كفريا والفوعة والبالغ عددهم نحو 5 آلاف على مرحلتين».
وأوضحت «سانا» أن المرحلة الأولى من الاتفاق تقضي بتحرير 1500 من أهالي كفريا والفوعة المحاصرين، بالإضافة إلى تحرير مخطوفي بلدة اشتبرق بريف إدلب على مرحلتين وعددهم 85 من النساء والشيوخ والأطفال.
ويبدأ تنفيذ الاتفاق فجر اليوم الاثنين على أن تستكمل جميع بنوده قبل بداية شهر رمضان المقبل.
وفي السياق، تمّت أمس، تسوية أوضاع 156 شخصاً من ريف حمص الشمالي وسط سورية بعد أن سلّموا أنفسهم وأسلحتهم للجهات المختصة، تزامناً مع تعزيز الجيش السوري قواته في المنطقة قبل تطهيرها من الإرهابيين.
وذكرت وكالة «سانا» السورية أن المسلحين الذين تمّت تسوية أوضاعهم، من سكان بلدة تلبيسة ومدينة الرستن شمال مدينة حمص، وأن التسوية جاءت في إطار المصالحات المحلية وبعد أن سلموا أنفسهم وأسلحتهم للجهات المختصة وتعهّدوا بنبذ أي عمل يمسّ أمن المنطقة.
وسوّت الجهات المختصة في 21 شباط الماضي أوضاع 135 مطلوباً من مدينة الرستن وبلدة تلبيسة سلّموا أنفسهم وأسلحتهم كذلك.
وتأتي هذه التسويات بالتوازي مع استمرار تقدم الجيش السوري وإرساله تعزيزات عسكرية إلى ريف حمص الشمالي تحضيراً لتطهير المنطقة من فلول الزمر الإرهابية والمسلحة التي ترفض التسوية.
وفي هذه الأثناء، استهدف المسلحون أمس حي وادي الذهب وحي كرم اللوز في مدينة حمص، بقذائف صاروخية تسبّبت بإصابة مدنيين بجروح بليغة.
كما قصفوا الأراضي الزراعية المحيطة بقرية المختارية في ريف حمص الشمالي من دون وقوع إصابات.