المطلوب أثناء عقد المجلس الوطني الفلسطيني وبعده
جاك خزمو
لا نقاش حول شرعية أو عدم شرعية عقد الدورة الجديدة للمجلس الوطني، لأنه سيُعقد مهما كانت الاجتهادات والأفكار والخلافات، ومهما كانت طبيعة مقاطعة جلساته، ولكن الأهم من عقد المجلس هو أن تكون النقاشات والتداولات بمستوى حضاري، وأن تصدر عنه قرارات مصيرية وتاريخية تتناسب، لا بل تتماشى، مع الثوابت الوطنية لشعبنا الفلسطيني.
المطلوب من أعضاء المجلس أن يكونوا مهذّبين في كلماتهم من دون كلمات جارحة، أو شتائم، لأننا بحاجة الى تعاضد، والى تماسك، والى وحدة حالٍ. فلا نريد أن نشقّ المجلس، فيكفي ما نعانيه من الانقسام الذي أضعناه وأساء الى قضيتنا ومواقفنا.
المطلوب أن تُبحث استراتيجية عمل، وأن يتم تنفيذها في أقرب وقت، لأنه من الضروري أن تكون القرارات أو التوصيات نافذة، وليست مجرد حبر على ورق!
المطلوب من المجلس الوطني أن يضع خطة من أجل إنهاء الانقسام، ويجب أيضاً تفعيل منظمة التحرير، وتوسيع دائرة عضويتها لتشمل جميع الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية على الساحة الفلسطينية. ويجب أن يعتمد سياسة احتواء جميع القوى، ورفض إقصاء أية جهة حتى ولو تم الاختلاف أو الخلاف معها، لأنه من الواجب والضرورة أن يكون شعبنا الفلسطيني موحّداً، وأن يكون هناك حق في التعبير عن الرأي من دون حساب أو رقيب، إلا إذا كان ذلك خارجاً عن ثوابتنا الوطنية الأساسية!
وبعد انتهاء أعمال هذه الدورة لا بدّ من وقف التلاسن والتراشق بالتصريحات حول هذه الدورة وتوصياتها وقراراتها، لأنه من الضرورة أن نكون عند مستوى المسؤولية، فالتحديات خطيرة وكبيرة، والتآمر على القضية العادلة جارٍ من كل حدب وصوب، ولذلك تجب الاستفادة من القرارات والتوصيات الجيدة، والتغاضي عن أي توصية قد تكون مدار جدل، إذ يجب تركها جانباً والعمل على البناء والتوحيد ورص الصفوف قدر الإمكان، والى أبعد الحدود في هذه الفترة الصعبة والعصيبة جداً.
كل الأمل والثقة في أن تتحلّى قيادات القوى والفصائل الوطنية والإسلامية على ساحتنا الفلسطينية بالحكمة والاتزان، وأن تعمل على توحيد الصف، وأن تتحمّل المسؤولية الملقاة على عاتقها أمنيات وتطلعات شعبنا الفلسطيني وليس أمنياتها الذاتية والخاصة.
ناشر ورئيس تحرير مجلة البيادر المقدسية