مفتاح أبواب النجاح للأطفال الفقراء!
أفادت دراسة أميركية حديثة بأن الفضول يمثل مفتاح النجاح الذي يقود الأطفال لفهم الرياضيات والقراءة جيداً في طفولتهم المبكرة، خاصة بين الأطفال الذين يعيشون في مجتمعات فقيرة.
وأجرى الدراسة باحثون في جامعة ميشيغان الأميركية.
ولكشف العلاقة بين الفضول والنجاح الأكاديمي، تابَعَ الباحثون 6 آلاف و200 طفل بداية من عمر 9 أشهر حتى وصلوا إلى مرحلة رياض الأطفال، وهي المرحلة التي تسبق المرحلة الابتدائية.
وأجريت مقابلات مع آباء وأمهات الأطفال خلال الزيارات المنزلية لأبنائهم، وتمّ تقييم الأطفال عندما كانوا في عمر 9 أشهر وفي عمر سنتين، بالإضافة إلى التقييم الثالث، الذي أُجري في مرحلة رياض الأطفال، حيث تمّ قياس مهارات الرياضيات والقراءة والسلوك لدى الأطفال.
ووجد الباحثون أن الأطفال الفضوليين يحققون معدلات أفضل في التحصيل الأكاديمي، وجاءت النسب الأكبر في معدلات النجاح بين الأطفال من خلفيات اجتماعية واقتصادية فقيرة.
وقالت الدكتورة برايشي شاه، قائدة فريق البحث، إن «هذه الدراسة تعتبر أول بحث يربط بين الفضول والنجاح الأكاديمي المبكر بين الأطفال الصغار».
وأضافت شاه، أنه بالنسبة للأطفال من المجتمعات الأكثر فقرًا، فإن الفضول أكثر أهمية بالنسبة لهم لتحقيق الإنجاز الأكاديمي المرتفع، مقارنة بالأطفال من خلفيات أكثر ثراء، وقد تسدّ هذه الميزة فجوة الإنجاز المرتبطة بالفقر.
وشدّدت على أن الأطفال الذين ينشأون في ظروف اقتصادية مرتفعة يحصلون على أدوات أكثر لتنمية مهارات القراءة والإنجاز الأكاديمي والرياضيات، بينما ينشأ الأطفال في المجتمعات الفقيرة في بيئات أقل تحفيزاً.
وقالت شاه: «في مثل هذه الحالات، فإن الدافع وراء التحصيل الدراسي مرتبط بدافع الطفل للتعلم، وبالتالي فإن فضوله وشغفه بالتعلم يجعله يحقق مستويات أفضل لتعزيز الإنجاز الأكاديمي في سن مبكرة».
وأشارت إلى أن «نتائج الدراسة تثبت أن بعد السيطرة على العوامل الأخرى المرتبطة بالإنجاز الأكاديمي، يستمر الفضول في تقديم مساهمة صغيرة، ولكنها ذات مغزى لتعزيز النجاح الأكاديمي للأطفال».
ونوّهت بأن «هناك مجموعة واسعة من المهارات التي تُسهم في زيادة الإنجاز الأكاديمي والاجتماعي بالنسبة للأطفال، وتشمل الإبداع والخيال والمثابرة والانتباه إلى المهام، فضلاً عن القدرة على تشكيل العلاقات وإدارة المشاعر».
مجلة سبرينغر نيتشر