عشق الصباح
عشق الصباح
قالت: مع مرور الزمن عطرك لم يغادر أمكنتي.
وحيدة كانت، البرد طاعن والريح الشمالية يلفحان وجهها، ويداعبان شعرها المنسدل على كتفيها بجنون. قلبها ينتفض كعصفورة بلّلها الماء. وقفت تنظر إلى البحر، تسحرها هذه العلاقة الأزلية بين الشمس والبحر واللازوردية، تنقلها إلى عالم من الطقوس الخيالية، الحالمة، حين كانت تجلس على شاطئ البحر بعيداً عن صخب المدن والضجيج ورقابة العيون، تسترسل في تأمّلاتها الحالمة، تعيد ترتيب تفاصيل حياتها، يأخذها خيالها إلى الماضي، لكنّها ما تلبث أن تعود إلى الواقع. كلّما ودّعت البحر تشعر أنها تتلهف إليه. كأنها خلقت لتبقى على الشاطئ.
رائحة البحر تدفع غريزتها الأنثوية لتعيش بحرّيتها كما يشاء الهوى. حياتها يشوبها الغموض. تشبه موج البحر بعلاقته الأزلية مع الزرقة والملح. تخيّلت نفسها تراقصه وهي تتلوّى بخصرها بين ذراعيه منتشية. علي، لم يتركها.. هي روحه العاشقة لبّت نداء الوطن. وحنين متيقنة بأنه لم يكن يريد تركها تواجه قدر الانتظارات. ولكنه كان يعيش سورية أكثر!
أيها الموج خذني إليه، لا أستطيع أن أتنفّس هذا الهواء إذا لم يكُ يخبّئ عطره فيه. كان ويبقى قدري!
حسن ابراهيم الناصر