بيونغ يانغ تحذّر واشنطن من استخدام لغة التهديد وهايلي تعتبر خيار الحرب لا يزال وارداً
وجّهت كوريا الشمالية تحذيراً شديد اللهجة إلى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أنذرته فيه بـ «وجوب التخلي عن لغة التهديد، والوعيد والضغوط، قبل اللقاء المتوقع مع رئيسها كيم جونغ أون».
ويأتي هذا التحذير قبيل انعقاد أول لقاء بين الرئيس الأميركي والرئيس الكوري الشمالي، في محاولة لنزع فتيل التوتر بين البلدين وإحلال السلام والمصالحة في شبه الجزيرة الكورية.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الكورية الشمالية، في بيان، أمس: «إنّ على الولايات المتحدة أن تتوقف عن استخدام عبارات الضغط وأيّ عبارات تتعلق بـ تهديدات عسكرية أميركية تجاه بيونغ يانغ قبيل القمة المتوقعة بين قائدَي البلدين».
وتابع «على الولايات المتحدة ورئيسها ترامب أن يتوقفوا تماماً، عن أيّ تصريحات متعمّدة يمكنها أن تثير غضب كوريا الشمالية، هذا لو كانوا يرغبون في السلام معها».
وأوضح قائلاً: «واشنطن تسعى لتضليل الرأي العام، بالترويج لفكرة أنّ تعهد كوريا الشمالية بنزع السلاح النووي، نتج عن العقوبات وغيرها من الضغوط، كما أنّ واشنطن تسعى لتدمير المناخ الجيد الحالي بمحاولتها نشر وحدات عسكرية في شبه الجزيرة الكورية».
واستطرد: «لا يمكننا تأويل ذلك، إلا أنه يشكل محاولة خطيرة لتدمير جو الحوار، الذي تحقق بصعوبة، ويبدو أنّ واشنطن تسعى لإعادة الوضع إلى نقطة الصفر».
وكان ترامب قد أعلن قبل يومين، أنه سيلتقي مع رئيس كوريا الشمالية، في المنطقة الحدودية المحايدة، التي شهدت أول لقاء جمع رئيسي كوريا الجنوبية والشمالية.
وفي تطور يعتبر تقدماً كبيراً في تسوية القضية الكورية، أعلن كيم جونغ أون، 21 نيسان، تجميد بلاده للتجارب النووية وإغلاق ميدان التجارب الصاروخية الباليستية، في خطوة لقيت ترحيباً كبيراً في العالم.
من جانبه، تعهّد ترامب وأعضاء إدارته، تعليقاً على هذا الإجراء، بأن تواصل الولايات المتحدة ممارسة أقصى الضغوط الممكنة على كوريا الشمالية حتى اتخاذها خطوات حقيقية ملموسة لنزع الأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية.
على صعيد أميركي، أعلنت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، «أنّ خيار الحرب مع كوريا الشمالية لا يزال على طاولة إدارة الولايات المتحدة، رغم التقدم الأخير في حل هذه القضية».
وقالت هايلي، خلال مقابلة مع قناة «CBS» الأميركية، أمس، رداً على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة الأميركية، ومندوبتها إلى الأمم المتحدة، بالذات، مستعدة للحرب مع كوريا الشمالية: «أعتقد أنّ الإدارة الحالية خلقت أسلوباً في التعامل مع كوريا الشمالية كان من شأنه تذكيرها بماذا بالضبط يمكن أن يحدث معها حال تهديدها الولايات المتحدة».
وأضافت هايلي: «لا أحد يريد حرباً، الرئيس لا يريد حرباً، أنا لا أريد حرباً، ليس هناك أحد يرغب في نشوبها، لكن هذا الخيار لا يزال وارداً».
تأتي تصريحات هايلي في الوقت الذي بدا فيه تراجع حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية قبل عقد القمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ورئيس كوريا الشمالية، كيم جونغ أون.