خامنئي لترامب: خسئ مَنْ يهدّد الشعب الإيراني.. وإبقاء الصفقة يتطلّب تقديم الأوروبيين ضمانات كافية روحاني: أوروبا تملك فرصة محدودة جداً لحفظ الاتفاق النووي
رغم دعوات حلفاء واشنطن الأوروبيين إلى الحفاظ على الاتفاق المبرم بين إيران ومجموعة «5+1» إثر مفاوضات ماراثونية في عام 2015، إلا أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن أول أمس، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات المجمّدة بموجب هذه الصفقة على طهران.
خامنئي
شنّ المرشد الأعلى للثورة الإسلامية السيد علي خامنئي هجوماً حاداً على الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقراره ترك الاتفاق النووي، وقال «إنّ إبقاء الصفقة يتطلب تقديم الأوروبيين ضمانات كافية لطهران».
وشدّد خامنئي، في كلمة له أمام حشد من المعلمين بمناسبة يوم المعلم الوطني، على أنّ «الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي أمس، تضمن أكثر من عشر أكاذيب»، وتابع مخاطباً الرئيس الأميركي: «أقول لترامب نيابة عن الشعب الإيراني: خسئت لتهديدك الشعب الإيراني والنظام الإسلامي».
وأشار المرشد الأعلى إلى أنّ «على ترامب أن يدرك أن قراره كان خطأ كبيراً»، مضيفاً أنّ «قبول طهران بالاتفاق النووي لم يضع حداً لعداء الولايات المتحدة لها، لأنّ الثورة قطعت أيديها».
وقال خامنئي: «إنّ الخلافات بين إيران والولايات المتحدة ليست مرتبطة في الواقع بالطاقة النووية»، مضيفاً أنّ «هذه هي مجرد ذريعة تلجأ إليها واشنطن».
واتهم المرشد الأعلى الولايات المتحدة بـ «السعي إلى إجبار زعماء المنطقة على تنفيذ أوامرها»، موضحاً أنّ «ترامب بعث قبل أيام برسالة إلى زعماء الخليج العربي، حيث طالبهم بتعويض سبعة تريليونات دولار أنفقتها واشنطن عليهم».
وشدّد خامنئي على أنّ «الولايات المتحدة لا تستطيع مخاطبة الشعب الإيراني بأساليب كهذه»، مؤكداً أنّ «إيران تبقى صامدة ومقتدرة رغم جميع التهديدات».
وقال: «إيران باقية بينما ترامب سيموت وستنهش جثته الأفاعي والديدان».
ولاحظ المرشد الأعلى «أنّ إبقاء الصفقة النووية لا يبدو منطقياً دون حصول إيران على ضمانات كافية من فرنسا وألمانيا وبريطانيا»، مقراً بأنّ «طهران لا تثق بالدول الأوروبية الثلاث بشأن الاتفاق النووي مثلما لم تثق سابقاً بالولايات المتحدة».
وأعرب خامنئي عن «إصرار الجمهورية الإسلامية على تطوير برنامجها النووي السلمي»، مشيراً إلى أنّ «بلاده ستحتاج بعد أعوام عدة، حسب دراسات الخبراء، إلى 20 ألف ميغاواط من الطاقة الكهروذرية».
روحاني
بدوره، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون «أنّ أوروبا تملك فرصة محدودة جداً لحفظ الاتفاق النووي»، مشدّداً على «ضرورة ضمان منافع إيران، من هذا الاتفاق بشكل واضح وصريح».
ونقل موقع الرئاسة الإيرانية عن روحاني قوله في اتصال هاتفي مع ماكرون، أمس «أوروبا تملك فرصة محدودة جداً لحفظ الاتفاق النووي وإعلان التزامها به».
وأضاف روحاني «الاتفاق النووي اتفاق دولي، ونقض الولايات المتحدة الأميركية له بشكل متكرر سوف يسجل في التاريخ».
ونقل الموقع عن ماكرون قوله «أوروبا تعارض انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، وتعمل بشكل منسجم للحفاظ على هذا الاتفاق».
وأوضح الرئيس الإيراني أنّ «التعاون بين فرنسا وإيران، مهم، من أجل حفظ الأمن في المنطقة».
حاتمي
كذلك، أكد وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية، العميد أمير حاتمي، أنّ «الموقف السخيف وغير المهذب للرئيس الأميركي لن يجد آذاناً صاغية في العالم».
وأشار الوزير حاتمي إلى أنّ «الشعب الإيراني سيواصل نهجه المشرف بإرادة وعزم ثابتين».
وفي كلمة له أمام مسؤولين في وزارة الدفاع، أمس، ورداً على انسحاب ترامب من الاتفاق النووي قال حاتمي: «إنّ موقف ترامب أظهر أن هذا الشخص لا يحترم مطلقاً تعهدات بلاده»، معتبراً أنّ «اتخاذ مثل هذه السياسات، سوف يزيد من عزلة الولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى، ويسهم في زعزعة الثقة بأميركا في الساحة الدولية».
ولفت وزير الدفاع إلى أنّ «الولايات المتحدة حاكت وخلال 40 عاماً المؤامرات والدسائس ضدّ الشعب الإيراني»، منوهاً بأنّ «الانسحاب من الاتفاق النووي، دليل على المواقف الشريرة، التي تكنها أميركا ضدّ إيران».
واعتبر حاتمي أنّ «هذا الموقف الأميركي أكد مجدداً صدق وصف الإمام الخميني الراحل بأنها الشيطان الأكبر ».
وأكد الوزير الإيراني قائلاً: «إنني أتعهد للشعب الإيراني الشريف، وقائد الثورة الإيرانية، بالعمل على تعزيز القدرات الدفاعية والارتقاء بمستوى القوة الصاروخية رغم أنف الحاقدين».
لاريجاني
فيما قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني «إنّ قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي يدلّ على عدم التزام الأميركان بتعهّداتهم» واصفاً هذه الخطوة بأنها «كشفت من جديد للعالم عن وجه أميركا الحقيقي».
وخلال اللقاء مع المعلمين النموذجيين، أمس، نوّه لاريجاني بتصريحات قائد الثورة الإسلامية اليوم في جامعة المعلمين مؤكداً أنّ «سماحته حدّد المسار بصورة مميزة ووضع استراتيجية واضحة لمستقبل البلاد في ضوء قرار أميركا الأخير ».
وأكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي «ضرورة استخلاص العبر من هذا القرار الأميركي بأنّ «الغرب ينظر من منطلق القوة إلى سائر البلدان».
وتابع قائلاً، «إنّ الغربيين يعمدون إلى تطبيق كافة قضايا العالم مع مصالحهم ومتى ما شعروا بأنّ الأمور لا تتناغم ومآربهم سيقومون بتغيير المعادلات».
وفيما أكد أنّ «الاتفاق النووي أُبرم بناء على طلب من الغرب، وذلك من خلال مفاوضات استغرقت فترة مديدة»، أعرب لاريجاني عن «أسفه من أنّ الغربيين اليوم يصفون هذا الاتفاق الذي صادقت عليه الأمم المتحدة بأنه مخلّ بالأمن العالمي».
وأكد أنّ «تعامل الغرب مع القضايا الدولية يؤدي إلى زعزعة الأمن وشرخ المجتمع الدولي»، مبيّناً أنّ «هؤلاء لن يلتزموا بتعهداتهم».
وشدّد رئيس مجلس الشورى الإسلامي على أنّ «الشعب الإيراني سبق له وأن جرّب ظروفاً عصيبة جداً أكثر من الوضع الراهن»، لافتاً إلى أنّ «قرار ترامب سيسجله التاريخ وسيتذكر الجميع بأنّ أميركا انتهكت التعهدات التي وعدت بها، وهي لن تلتزم بالقوانين والضوابط الدولية».
جعفري
من جهته، أكد القائد العام للحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري، «أنّ انسحاب أميركا من خطة العمل المشتركة الشاملة الاتفاق النووي أثبت أنّ موضوع تخصيب اليورانيوم كان ذريعة والقضية الرئيسية عندها هي قدرات إيران الدفاعية والصاروخية، وكذلك تأثير الجمهورية الإسلامية الإيرانية على المنطقة».
وخلال الملتقى الوطني الأول للجيش، أضاف اللواء جعفري أمس، «أننا نستبشر خيراً بالانسحاب الأميركي الخبيث من الاتفاق النووي، رغم أنها كانت قد فقدت مصداقيتها قبل ذلك».
وتابع قائلاً، «إنه اتضح جلياً وثبت من جديد بأنّ أميركا متغطرسة ولا يمكن الوثوق بها في أي مفاوضات»، مؤكداً أنّ «إثبات هذه القضية يحظى ببالغ الأهمية».
وشدّد بالقول «إنّ انسحاب أميركا من الاتفاق النووي يحظى بأهمية بالغة في مستقبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، داعياً الجميع إلى الحفاظ على الوحدة والتنسيق وكذلك المضي قدماً نحو تعزيز القدرات المحلية والتركيز على الطاقات التي تتمتع بها البلاد».
وفيما أعرب عن أمله بـ «انتهاء مهلة الأسبوع أو الأسبوعين التي حددها رئيس الجمهورية ليلة أول أمس»، وأضاف «أنه من الواضح بأنّ أوروبا وعند الانتخاب بين إيران وأميركا تختار الأخيرة لأنها تابعة لأميركا وعاجزة عن اتخاذ قراراتها بشكل مستقلّ وحر».
وأكد أنّ «إيران تقف اليوم في وجه غطرسة الأعداء وكذلك الجماعات الإرهابية في المنطقة. وهذا الصمود أدّى إلى عجزهم في تقدّم الثورة الإسلامية كما كان في السابق»، داعياً القوات المسلحة إلى «المزيد من الاهتمام بارتقاء قدراتها الدفاعية».
وفي جانب آخر من تصريحاته أضاف اللواء جعفري «أنّ عامل القوة لإيران ما قبل الثورة الإسلامية، كان يتمثل في التبعية لأميركا، لكن إيران وبعد انتصار الثورة الإسلامية باتت تستمدّ قوتها من الاعتماد على الكوادر البشرية الفاعلة والأجهزة العسكرية محلية الصنع لا سيما في مجال القدرات الصاروخية الرادعة».
ذو النور
من جانبه، أعلن رئيس اللجنة النووية في مجلس الشورى الإسلامي، مجتبي ذو النور، عن «صياغة وإعداد مشروع بصفة عاجلة جداً يلزم الحكومة بتنفيذ قانون الإجراء المناسب والمتبادل بعد خروج أميركا من الاتفاق النووي».
أوضح ذو النور «أن مشروع القرار يتضمّن 3 أجزاء، لافتاً إلى أن «نواب المجلس وقعوا مشروع القرار هذا بمختلف توجّهاتهم السياسية».
وأضاف أن «المشروع يلزم الحكومة بأن تأخذ الضمانات اللازمة من الأوروبيين ومجموعة 5+1 ما عدا أميركا، وبطبيعة الحال فإن هذه الضمانات يجب أن تكون كاملة وشاملة ومتقنة».
وتابع رئيس اللجنة النووية البرلمانية، أنّه «تمّ التأكيد في ملحوظة المشروع أن المفاوضات مع الأوروبيين لا ينبغي أن تستغرق أكثر من شهر واحد».
وقال إنه «لو لم يعطَ الأوروبيون الضمانات أو أعطوا الضمانات ومن ثم انتهكوها، فبإمكان الحكومة أن تشرع بدورة الوقود الكاملة، أي أننا كلفنا الحكومة بزيادة طاقة تخصيب اليورانيوم إلى أكثر من 190 ألف سو».
يُذكَر أن «سو» Seperative Work Unit ، هو وحدة الفصل أو مقدار سرعة وقدرة الفصل السنوية لليورانيوم 235 من اليورانيوم 238 والذي يتمّ قياس إنتاجه بحسب الكيلوغرام.
الوكالة الدولية
في السياق نفسه، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية «إنّ إيران ملتزمة ببنود الاتفاق النووي، حتى الآن»، مشيرة إلى أنها «تنفذ الالتزامات التي تعهّدت بها مع الدول الكبرى المشاركة في الاتفاق».
وذكرت الوكالة، أمس، «أنّ طهران مستمرة في تنفيذ التزاماتها الخاصة بالاتفاق النووي مع القوى الكبرى».
واعتبر رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، «أنّ اتفاق إيران النووي، من أقوى الاتفاقيات العالمية، التي تمّ التوصل إليها»، مشيراً: «تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزام إيران ببنود هذا الاتفاق، بناء على الفحص الدقيق الذي تقوم به للمنشآت الإيرانية، بناء على الاتفاق».
ووقعت إيران على الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة الأميركية والدول الكبرى على الاتفاق النووي عام 2015، في عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، لكن الرئيس الحالي دونالد ترامب يعتبره من أسوأ الاتفاقات على الإطلاق.
ترامب
في حين، توعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران بـ»تداعيات في غاية الخطورة» إذا شرعت في تطوير برنامجها النووي العسكري.
وشدد ترامب، أثناء اجتماع في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، بعد يوم من إعلانه عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع طهران، على أنه «إذا لم تتفاوض إيران، فإن شيئاً ما سيحدث لها»، مؤكداً أنّ «العقوبات الأميركية ضد إيران ستدخل حيز التنفيذ قريباً جداً».
ماكرون
فيما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من اتفاق إيران النووي الموقع في 2015 «خطأ».
وقال الرئيس الفرنسي، أمس، «إنّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الانسحاب من اتفاق إيران النووي الموقع في 2015 كان خطأ، وإنه ينبغي لأوروبا التمسك بالاتفاق ومناقشة توسيع نطاقه».
وقال ماكرون لمحطة «إيه.آر.دي» التلفزيونية الألمانية، وفق ترجمة ألمانية «ينبغي أن نعمل مع شركائنا لمنع تصاعد التوتر في المنطقة».
وأضاف «لذلك من الضروري اليوم أن نوسّع على الفور موضوعات النقاش حتى يتسنى لجميع الأطراف المضي صوب اتفاق أوسع نطاقاً في وقت ما».
فيما أكد ماكرون لنظيره روحاني «رغبة فرنسا في الحفاظ على الاتفاق النووي بجوانبه كافة».
وذكر بيان للرئاسة الفرنسية، مساء أمس، أنّ «ماكرون أكد لروحاني خلال اتصال هاتفي رغبة فرنسا في الحفاظ على الاتفاق النووي بجوانبه كافة، مؤكداً ضرورة قيام إيران بالمثل».
وأضاف البيان أن «ماكرون أكد للرئيس الإيراني رغبة بلاده في بدء محادثات على نطاق واسع مع كل الأطراف المعنية، انطلاقاً من اتفاق 2015 النووي، للتوصل لإطار يكون لمصلحة الجميع، حول ما بعد الاتفاق النووي عام 2025، وأنشطة إيران البالستية، ودورها في المنطقة».
وكشفت الرئاسة الفرنسية عن أن «وزير الخارجية جان إيف لودريان ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف يلتقيان قريباً لبدء المحادثات».
لافروف
كذلك، أعلن القائم بأعمال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، «أنّ روسيا تبقى ملتزمة بخطة العمل الشاملة المشتركة حول البرنامج النووي الإيراني».
وقال لافروف للصحافيين، رداً على السؤال حول هذا الأمر: «نعم».
ماتيس
في الأثناء، تعهّد وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، بأن «تواصل الولايات المتحدة العمل المشترك مع حلفائها وشركائها لمنع إيران من الحصول على الأسلحة النووية».
وقال ماتيس، في تصريحات صحافية أدلى بها أمس، قبيل جلسة في الكونغرس الأميركي: «إننا سنواصل العمل المشترك مع حلفائنا وشركائنا لضمان عدم تمكّن إيران أبداً من الحصول على الأسلحة النووية».
كما شدّد وزير الدفاع الأميركي على أنّ «الولايات المتحدة ستعمل أيضاً مع الآخرين لحل قضية دائرة النفوذ الإيراني المخرب في المنطقة»، بحسب زعمه.
وأضاف ماتيس: «إن هذه الإدارة ما زالت متمسكة بضرورة حماية أمن مواطنينا ومصالحهم وازدهارهم باعتبار ذلك أولوية أساسية».
أردوغان
في حين، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، «أنّ أميركا لم تلتزم بالاتفاق النووي الإيراني، وأنها ستكون الخاسرة بانسحابها من الاتفاق».
وقال أردوغان، أمس، «إنّ أميركا ستكون الخاسرة لأنها لم تلتزم باتفاقية هي من أبرمتها». وأضاف: «لا يمكن تعطيل أو إبرام الاتفاقيات الدولية بشكل كيفي».
قطر
من جهة أخرى، دعت قطر أطراف الاتفاق النووي مع إيران لـ «ضبط النفس وتغليب الحكمة وتسوية الخلافات عبر الحوار»، منوهة بـ «ألا يجري إخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي عبر تصعيد لا تتحمّله شعوب المنطقة».
وقالت الخارجية القطرية، في بيان صدر عنها أمس، رداً على إعلان الولايات المتحدة انسحابها من الصفقة النووية مع إيران: «إن دولة قطر تتابع عن كثب تطورات ملف الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015 بين إيران ودول 5+1 والذي أقرّه مجلس الأمن الدولي في قراره رقم 2231».
وأضافت الوزارة: «دولة قطر مثل بقية دول الخليج العربي لم تكن طرفاً في هذا الاتفاق، ولكنها بحكم موقعها الجغرافي وعلاقاتها السياسية والتاريخية مع أطراف الاتفاق، معنية بشكل مباشر بأية تداعيات للقرارات التي تتخذها هذه الأطراف».
وأكدت الخارجية القطرية في هذا السياق «أنّ الأولوية الأساسية هي إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي، وتجنيب دخول القوى الإقليمية في سباق تسلح نووي لا تُحمد عقباه».
وتابعت: «هنا تذكر دولة قطر أن التحرك الجماعي في إطار المجتمع الدولي هو الضمان الأساسي لإيقاف سباق التسلح النووي المحتمل في حال دخلت الأطراف المختلفة في هذا السباق كنتيجة لفقدان الثقة بينها».
وشدّدت على أن «عملية إخلاء المنطقة من السلاح النووي تستهدف بالدرجة الأولى إرساء أسس السلام والاستقرار بشكل يساهم في الحفاظ على الأرواح، بل والدفع بعملية التنمية من أجل رخاء جميع شعوب المنطقة… وعلى جميع الفاعلين مراعاة ألا يكون ثمن إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي هو التصعيد الذي لا تتحمّله شعوب المنطقة المثقلة بالصراعات».
وأشارت قطر في البيان إلى أنّها «تثمن جهود جميع الفاعلين الدوليين والإقليميين وشركاء الاتفاق الذين يسعون لنزع فتيل أي تصعيد محتمل والذين يسعون لحلول تضمن إخلاء المنطقة مِن السلاح النووي»، معتبرة أن «من مصلحة جميع الأطراف ضبط النفس والتعامل بحكمة وتأنٍّ مع الموقف ومحاولة تسوية الخلافات القائمة من خلال الحوار».