روحاني: فرص أوروبا محدودة.. ولافروف: انسحاب واشنطن يتناقض مع قرارات مجلس الأمن
زادت التوقعات باندلاع صراع إقليمي عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الثلاثاء «انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران».
وصورت إدارة ترامب موقفها المعارض لهذا الاتفاق بأنه «في جانب منه رد على تدخلات طهران العسكرية في المنطقة»، وهو ما يعزز موقف «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتشدد من إيران».
فيما وقفت الدول الخمس الموقعة على الاتفاق النووي في مواجهة مع قرار ترامب معتبرة أنه «مخالف للمبادئ الدولية»، رافضة الانسحاب من الاتفاق.
روحاني
في هذا الصّدد، أشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، إلى أنّ «هناك فرصة محدودة أمام أوروبا لتعويض خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي».
وقال روحاني أمس، خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، «هناك فرصة محدودة أمام أوروبا لتعويض خروج أميركا من الاتفاق النووي».
وأضاف «قواتنا المسلحة مستعدّة للدفاع عن وحدة إيران، وأميركا ستخسر بخروجها من الاتفاق»، مشدداً «يجب أن نقف في وجه التصرف الأحادي لأميركا»، بالخروج من الاتفاق النووي.
أردوغان
فيما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسن روحاني أنه «يعتبر القرار الأميركي الانسحاب من الاتفاق النووي مع طهران، قراراً خاطئاً».
وذكرت مصادر في الرئاسة التركية «أنّ أردوغان أشار في حديثه مع روحاني إلى أن تركيا تدعو للحفاظ على خطة الأعمال المشتركة الشاملة»، في إطار الاتفاق.
لافروف
وأشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أنّ «إيران وإسرائيل أكدتا عدم رغبتهما بالتصعيد».
وقال لافروف عقب لقائه مع نظيره الألماني هايكو ماس، أمس، «إنّ روسيا تؤيد إجراء مشاورات من أجل تحديد الخطوات، التي ستسمح بالحفاظ على الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني».
وصرّح لافروف «نحن نعتقد أنه من المهم قدرة بقية المشاركين في خطة العمل على تقييم الوضع بسرعة وإجراء المشاورات اللازمة، واتخاذ خطوات تسمح بالحفاظ على هذه الوثيقة الهامة والضرورية للاستقرار الإقليمي والحفاظ على نظام عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل. واتفقنا على إجراء اتصالات مع زملائنا الألمان».
وأشار لافروف إلى أنّ «انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي يتناقض مع قرارات مجلس الأمن الدولي»، مشدداً على «ضرورة دراسة عواقب هذه الخطوة».
وأعرب عن «قلق روسيا من قرار الإدارة الأميركية»، مشيراً إلى أنّ «الجانب الروسي ثمن رد فعل الحكومة الإيرانية المتزن».
فيما وصف قرار الإدارة الأميركية الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، بأنه «يشكل خرقاً لقرار مجلس الأمن»، مضيفاً «أنّ العقوبات الأميركية ضدّ طهران أحادية الجانب ولا صلة لها بالمجلس».
المسؤول الروسي شدّد على أنّ «إلغاء مجلس الأمن العقوبات بحق ايران لا يخضع لإعادة النظر».
ريابكوف
أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، «أن روسيا ستواصل تطوير العلاقات مع إيران على الرغم من عزم واشنطن إعادة فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية».
وقال ريابكوف في أعقاب مشاوراته مع نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في طهران، اليوم الخميس، تعليقاً على آفاق التعاون الروسي الإيراني في ظل خطط واشنطن لإعادة عقوباتها: «نحن مصمّمون على مواصلة تعميق العلاقات المتعدّدة الجوانب مع إيران، كما جاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية فور تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب».
وأضاف ريابكوف «أن الجانبين أكدا الالتزام بخطة الأعمال المشتركة الشاملة». وقال: «أكدنا على ضرورة التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مثلما كان الأمر حتى الآن. وهذا التعاون الفعال والمثمر إنجاز بالغ الأهمية في السنوات الأخيرة».
واستطرد قائلاً: «بحثنا أيضاً عملنا في مختلف المجالات للتعاون مع إيران على خلفية الوضع الجديد، وكيفية حماية عملنا هذا، وضمان استمرار هذا العمل وتحقيق التقدم فيه».
واعتبر أن القرار الأميركي يهدف، على ما يبدو، إلى عرقلة العمل في مجال النفط، مشيراً إلى أن روسيا ستعمل مع إيران على إيجاد حلول مشتركة للحد من تأثير القرارات الأميركية على سوق النفط وعمل أوبك+ والمشاريع الثنائية.
ومع ذلك، أعرب ريابكوف عن اعتقاده بأنه من السابق لأوانه الحديث عن تداعيات القرار الأميركي على صفقة تقليص إنتاج النفط لدول أوبك+.
وأشار ريابكوف إلى أن موقف «الترويكا» الأوروبية بريطانيا وألمانيا وفرنسا وموقف الاتحاد الأوروبي يتسمان في الوقت الحالي بأهمية بالغة. وأضاف: «ندعو شركاءنا الأوروبيين إلى التحلّي بأقصى درجة من المسؤولية في ما يخصّ هذا الوضع».
بالإضافة إلى ذلك، جاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية صادر في أعقاب مشاورات ريابكوف مع عراقجي، أن الجانبين اتفقا على «مواصلة التنسيق بشأن هذا الموضوع، بما يتيح الحفاظ على المستوى المطلوب للتعاون الثنائي، وبحثا بعض المسائل الأخرى ذات الاهتمام المشترك».
ماس
من جهته، دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى «البحث عن سبل الحفاظ على الاتفاق النووي».
كما تطرّق إلى تطورات الجبهة السورية قائلاً «ننظر بقلق بالغ لتقارير عن الهجمات في الجولان».
الخزانة الأميركية
في حين، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات جديدة أمس، على «ستة أشخاص» قالت «إنه تربطهم صلة بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني فضلاً عن ثلاثة كيانات إيرانية»، بعد أيام من انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني.
وقالت وزارة الخزانة في بيان على موقعها الإلكتروني «إن معاقبة الأفراد الستة والكيانات الثلاثة جاءت بموجب التشريعات الأميركية التي تستهدف بشكل خاص الإرهابيين الدوليين المشتبه بهم والنشاط المالي الإيراني».
ميركل
قال متحدث باسم الحكومة الألمانية أمس، إنّ «المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حثا إسرائيل وإيران على ضبط النفس لتجنب مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط».
وقالت ميركل في كلمة أثناء تسلم ماكرون لجائزة شارلمان الرفيعة في ألمانيا «نعلم أن الوضع معقد للغاية».
وأضافت «التصعيد على مدى الساعات القليلة الماضية يظهر لنا أن الأمر يتعلق بالحرب والسلام. وليس بوسعي سوى دعوة كل الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس».
وذكر المتحدث أنّ «ميركل وماكرون ناقشا الهجمات الصاروخية الإيرانية على مواقع إسرائيلية وردّ إسرائيل خلال اجتماع قبل المراسم مباشرة». وأضاف المتحدث «دعوا إلى التحلي بالحكمة وعدم التصعيد في المنطقة».
وفي كلمتها عن ماكرون حثت ميركل الاتحاد الأوروبي على «تحسين سياساته الخارجية والدفاعية»، قائلة «إنّ أوروبا لم يعد بوسعها الاعتماد بشكل كامل على الولايات المتحدة لحمايتها».
وقالت «دعونا نواجه الحقيقة. أوروبا لا تزال صغيرة السنّ فيما يتعلق بالسياسة الخارجية المشتركة وسيكون مهماً لوجودها تحقيق تقدم في هذا الشأن، لأن طبيعة الصراعات تغيرت بالكامل منذ نهاية الحرب الباردة».
وفي إشارة للحرب في سورية قالت ميركل «إن الكثير من الصراعات الدولية تستعر على أبواب أوروبا».
وأضافت «لم يعد الوضع هو أن الولايات المتحدة ستحمينا ببساطة. بدلاً من ذلك يتعين على أوروبا أن تأخذ مصيرها بأيديها. هذه مهمتنا في المستقبل».
ماكرون
وكرّر ماكرون الدعوة لوضع سياسات خارجية ودفاعية مشتركة في أوروبا، وقال دون أن يشير لدولة بعينها «اخترنا أن نبني السلام في الشرق الأوسط. لكن قوى أخرى… لم تفِ بوعودها».
وأضاف «علينا أن ننجح في بناء سيادتنا والتي ستكون في هذه المنطقة ضماناً للاستقرار».
جونسون
أدان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون «الهجمات الصاروخية الإيرانية على قوات إسرائيلية» وحث الجمهورية الإسلامية على «الكفّ عن أي تصرفات قد تزعزع استقرار المنطقة».
وقال جونسون «المملكة المتحدة تدين بأشد العبارات الهجمات الصاروخية الإيرانية على القوات الإسرائيلية. ندعم بقوة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، بحسب قوله.
وأضاف «ندعو إيران للكف عن أي تصرفات لا تؤدي سوى لزيادة عدم الاستقرار في المنطقة. من المهم تفادي مزيد من التصعيد الذي لن يكون في مصلحة أحد».
رحماني فضلي
من جهته، قال وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي، وفي معرض تعليقه على قرار واشنطن بالانسحاب من الاتفاق النووي، قال «إنّ نقض العهد من جانب أميركا يشكل بمثابة انتصار للجمهورية الإسلامية الإيرانية».
وفي تصريح له أمس من محافظة قم المقدسية جنوب طهران ، نوّه رحماني فضلي إلى أنّ «جميع الدول الأوروبية أصدرت بيانات في هذا الخصوص، متهمة أميركا فيها بنقض العهود ومؤكدة على أحقية إيران الأمر الذي يجسد انتصاراً بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية».
وقال وزير الداخلية، «إنّ إيران ونظراً إلى نهجها السيادي ورفضها لنظام الهيمنة، فقد واجهت تحديات وضغوطاً منذ انتصار الثورة لتبلغ ذورتها في الوقت الراهن، وذلك نظراً إلى تعاظم قدرات الجمهورية الإسلامية إلى أكثر مستوياتها اليوم».
وفي السياق نفسه، تطرق رحماني فضلي إلى «محاولات الأعداء لنشر سياسة الرهاب من إيران في العالم»، مصرّحاً أنه «من دواعي الفخر والاعتزاز بأننا حافظنا على استقلالنا وحريتنا وتمكنا من الدفاع عن سياساتنا المبدئية»، ومؤكداً في الوقت نفسه «أهمية التعاون مع بلدان العالم لمواصلة هذه الأهداف».
وفي جانب آخر من تصريحاته، أشار وزير الداخلية إلى «الدعم السياسي والاستشاري الذي تقدّمه الجمهورية الإسلامية إلى سورية»، مؤكداً أنّ «هذا التعاون وخلافاً لما يروج له الأعداء جاء بطلب من الحكومة السورية نفسها».
كما أشار رحماني فضلي إلى «ضرورة تعزيز الجانب الاقتصادي في البلاد»، لافتاً في هذا السياق إلى «توجيهات قائد الثورة الإيرانية».
وتطرّق أيضاً إلى «توسع نطاق عمليات تهريب المخدرات في العالم»، مؤكداً أنّ «الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة متورطة في هذه العمليات، وذلك في سياق أهدافها الرامية إلى توسيع نطاق الإرهاب في العالم».
ونوّه وزير الداخلية إلى أنّ «مكافحة المخدرات تقع على سلّم أولويات الجمهورية الإسلامية، وهو ما يؤكد عليه سماحة قائد الثورة الإيرانية أيضاً».
سلامي
بدوره، قال نائب قائد قوات حرس الثورة الإسلامية العميد حسين سلامي: «إن انسحاب أميركا من الاتفاق النووي والقضايا الصاروخية ما هي إلا ذرائع لتسليم الشعب الإيراني أمام مطالب أميركا غير الشرعية».
وأضاف العميد سلامي أمس: «وضعت الولايات المتحدة، إيران في قلب عقوباتها الاقتصادية نتيجة لانسحابها، وهو ليس حدثاً مهماً».
وأضاف: «الأميركيون يمارسون كل ما في وسعهم لمدة 40 عامًا في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والحرب النفسية ضد الشعب الإيراني، ولم يحققوا أدنى مستوى من النجاح في هذا المجال منذ ذلك الحين».
وقال: «لكن حقيقة انسحاب أميركا هي لإخضاع الشعب الإيراني لمطالبها غير المشروعة».
وتابع: «المهم في هذه الحرب الاقتصادية ليس الدبلوماسية، إن الحل لهذه الحرب هو ازدهار شجرة المقاومة الوطنية».
وصرّح نائب قائد الحرس الثوري، بـ «أنّ المعركة الاقتصادية للعدو ليست لها آلية خارجية، إننا على ثقة بأنّ الأوروبيين سيطيعون الولايات المتحدة من الناحية العملية، على الرغم من أنهم يظهرون بقاءهم في الاتفاق النووي».
وقال العميد سلامي: «الأمل في أن تخلق الدبلوماسية وسيلة للحفاظ على الاتفاق النووي، لا يمكن أن يكون حقيقة».
وتابع: «إننا ندعو الدبلوماسيين الإيرانيين الأعزاء، كما قال قائد الثورة الإيرانية، أن يواصلوا سعيهم بجد وعزة لخدمة مصالح الشعب الإيراني، وأن ياخذوا ضمانات مؤكدة».
وأضاف العميد سلامي: «لكننا نعلم أن أوروبا لا تستطيع الخروج من التبعية للسياسة الأميركية».
وقال: «كلما واجهنا أعداء كبار، حققنا مزيداً من التقدّم هناك»، موضحاً بأنّ «السر وراء بلوغ قوة الردع والحفاظ على الأمن القومي للبلاد في أحلك الظروف الإقليمية، هو أننا وقفنا على أقدامنا أثناء الدفاع المقدس الحرب المفروضة 1980- 1988 ».
وصرّح: «خلال فترة الدفاع المقدس وثماني سنوات من الحرب المفروضة، عرفنا أساليب وأدوات التعامل مع العدو بشكل جيد».
وأكد العميد سلامي: «أطمئن الشعب الإيراني أنه لا يوجد مجال للخيارات العسكرية، وأن حلهم الوحيد هو الحرب الاقتصادية».
وشدّد نائب قائد الحرس الثوري على أنه «من أجل الفوز في الحرب الاقتصادية للعدو، يجب أن نعتمد علي الموارد داخل البلاد ونقوم بتفعيلها».
وقال العميد سلامي: «لو لم نكن في الحظر، لكنا نعتمد على دولارات النفط حتى الآن».
وأضاف: «نحن على ثقة بأن عقوبات أميركا الجديدة ضد الشعب الإيراني، كما في الماضي، ستجعل الشعب الإيراني أكثر ازدهاراً من أي وقت مضى».
وصرّح العميد سلامي: «الاستكبار العالمي من خلال فرض الحظر على إيران، سعى إلى عزلنا سياسياً، لكن اليوم الثورة الإيرانية تعززت سياسياً وثقافياً في جميع أنحاء المنطقة».
وأكد نائب قائد الحرس الثوري: «اليوم أمن الطاقة في الخليج الفارسي، ومفتاح حل جميع المعادلات في أيدي إيران».
وأضاف العميد سلامي: «لا يمكن للأعداء اليوم، أن يؤثروا على إرادة الشعب الإيراني، أنهم باتوا في عزلة على الصعيد السياسي».