عين العرب… وعيون الصحافة الغربية الشاخصة عليها من بريطانيا إلى أميركا!
إنها حديث الساعة، لم تعد الصحف الغربية تتكلّم عن الموصل ولا عن الرقة، ولا حتّى عن فيروس إيبولا، أو الأزمة الأوكرانية وسرّ اختفاء زعيم كوريا الشمالية لمدّة من الزمن. عين العرب، تلك البلدة السورية التي صارت محط أنظار الصحافة الغربية، من بريطانيا إلى أميركا.
ولعل الأبرز في مسألة عين العرب، ليس القتال ضدّ «داعش» واستبسال السوريين الأكراد، ذكوراً وإناثاً، بل محاولة الإعلام الغربي الترويج لفكرة الحكم الذاتي الكردي و«الأمة الكردية» وما إلى ذلك من المسمّيات، مستغلّاً الخلل القائم في العلاقات الأميركية ـ التركية. فمن باب العتب على تركيا، يمكن لأميركا أن تستعطف الأكراد وتدفعهم نحو التخلّي عن بلدهم الأم سورية.
صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أكدت ضرورة إنقاذ مدينة عين العرب وعدم سقوطها في يد تنظيم «داعش» الإرهابي، وقالت إن حدوث تراجع في المدينة سيظهر هشاشة الخطة الأميركية، ويقدّم لتنظيم «داعش» نصراً مهماً. فنظراً إلى موقع عين العرب قرب تركيا، فإن سقوط المدينة سيضع «داعش» في موقع عبور الحدود وتهديد دولة عضو بالناتو بشكل مباشر، وهي الخطوة التي قد تجبر التحالف على الدفاع عن تركيا.
كما أعربت الصحيفة عن اعتقادها أن تركيا اضطرت للتعامل مع عين العرب بعد استنفادها كافة البدائل الأخرى، واحتدام المعارك في المناطق الحدودية. وأوضحت أن معضلة تركيا في عين العرب أنها تخضع لسيطرة حزب كرديّ يؤيد الخصم الرئيس لأنقرة ـ حزب العمال الكردستاني.
ولعل التقرير الأبرز ما نشرته صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية، والذي يرى، بحسب الصحيفة، أن «بلدة عين العرب تحولت إلى نداء للأمة الكردية التي يبلغ عددها 30 مليون نسمة، موزعة بين سورية والعراق وتركيا وإيران، إذ يجذب بلاء المقاتلين الأكراد في البلدة على رغم نقص أسلحتهم تعاطف بني جنسهم في البلدان الأخرى».