طهران تهدّد «إسرائيل» بـ «التدمير العسكري»… وتحذّر دول الخليج
دانت طهران البيان المتحيّز وغير البناء لأمين عام منظمة التعاون الإسلامي حول القضايا الإقليمية، معتبرة أنّ البيان «يتعارض مع أهداف المنظمة».
قاسمي
في هذا الصّدد، دان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي البيان المعادي لإيران الذي أصدره مؤخراً أمين عام منظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمة والذي أعلن فيه «دعمه لقرار الحكومة الأميركية السخيف بالانسحاب من الاتفاق النووي»، واعتبرت الخارجية الإيرانية «أنّ البيان غير مسؤول، وغير ناضج وخارج عن نطاق مسؤولية الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي».
وفي تصريح له أمس، وصف البيان، بأنه «انتهاك للحيادية التي يجب أن تتمتع بها الأمانة العامة للمنظمة ويأتي تماشياً مع السياسة المعادية للإسلام التي تنتهجها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والحكومة السعودية وأنّه يمثل خطوة جديدة لإضعاف مكانة المنظمة ودورها».
وقال قاسمي: «إنّ العثيمة وبسبب عدم فهمه الصحيح للأوضاع الحساسة التي تمرّ بها المنطقة والعالم الإسلامي وعدم إدراكه للدور المؤثر والمهم لمنظمة التعاون الإسلامي في مقارعة الكيان الصهيوني ودعم قضية تحرير فلسطين والقدس الشريف اتخذ موقفاً متحيّزاً وغير بناء تجاه التطورات الإقليمية». وقال: «إنني أنصح العثيمة التوقف عن اتخاذ المواقع المتحيّزة التي تصبّ في صالح الاستكبار العالمي والكيان الصهيوني».
وأشار إلى «القلق المتزايد للدول تجاه المواقف التي يتخذها الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي في المناسبات المختلفة والتي تنتهك بوضوح حيادية الأمانة العامة للمنظمة»، وأشار أيضاً إلى «الدعوات المتكررة من الأعضاء لتعديل هيكلية وقرارات الأمانة العامة»، مذكّراً مرة أخرى بـ «اقتراح إيران عقد اجتماع لأعضاء المنظمة في أعلى المستويات وفي مكان بعيد عن السعودية حتى لا تستغلّ ميزة الاستضافة».
خاتمي
بدوره، قال رجل الدين الإيراني البارز، السيد أحمد خاتمي، إنّ «الاتحاد الأوروبي لا يقلّ عن أميركا في نقض تعهّداتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي مع إيران».
وتطرق خاتمي إلى «انسحاب أميركا من الاتفاق النووي ومزاعم ترامب حول إيران»، قائلاً إن «هذه المسألة قدّمت لنا دروساً وعبراً ومن بينها أنه يجب عدم الثقة بالأعداء لأن الذي ليس له دين ومبدأ فلن يكون ملتزماً بالمبادئ ولا ينفّذ تعهداته».
وأوضح خاتمي أنّ «أعداء إيران لا يحترمون أي قانون ومعاهدة، لذلك يجب أن يتحلّى الشعب الإيراني باليقظة والحذر، لأن الأعداء كلهم من فصيلة واحدة».
وتابع: «الأوروبيون نكثوا بالعهود، وكان من المفترض أن يوظّفوا الاستثمارات في إيران ، لكنهم لم يفعلوا، واتخذوا القدرة الصاروخية الإيرانية ذريعة، وألغوا عقد شراء الطائرات، وبالتالي فإن قائد الثورة حدّد مهلة لهذه المسألة، بأن عليهم الدول الأوروبية التعويض عن انسحاب أميركا من الاتفاق النووي في الأسابيع المقبلة، وإذا لم يفعلوا ذلك فإن الشعب الإيراني لن يبقى في هذا الاتفاق».
وحذّر خاتمي من أنّ «القوات المسلحة الإيرانية ستسوي تل أبيب وحيفا بالتراب إذا ارتكب الكيان الصهيوني حماقة ضد الجمهورية الإسلامية».
وشدّد على «ضرورة تطوير اقتدار إيران الدفاعي، وزيادة قدراتها الصاروخية، بحيث لا يمكن للكيان الصهيوني أن يشعر بالراحة لحظة واحدة، وأن يدرك أنه إذا قام بعمل جنوني فإن إيران ستسوّي تل أبيب وحيفا بالتراب»، على حدّ قوله.
وخاطب خاتمي ما أسماه «معسكر حماة ترامب في المنطقة وهي السعودية والبحرين والإمارات وأمين مجلس تعاون دول الخليج الفارسي»، قائلاً: «إنكم سجّلتم عاراً على أنفسكم بتعاونكم مع الكيان الصهيوني، ونحذّركم من أنه إذا وقع حادث في المنطقة فسيكون زوالكم قبل أميركا».
موغيريني
على صعيد الاتفاق النووي، أعلنت المفوضة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أمس، «أنّ الاتحاد الأوروبي يعتزم الإبقاء على الاتفاق النووي مع إيران، لأنه يعمل».
وقالت موغيريني خلال مؤتمر في فلورنسا: «إن حالة العالم اليوم هي حالة من الفوضى، وانتشار الأزمات، ويبدو أن المواجهة تغلبت على العقلانية وفي اللحظة التي لا يسير فيها كل شيء على ما يرام، هناك حاجة ماسة إلى العقلانية والهدوء وقابلية التنبؤ والاحترام والحوار لتفادي أسوأ السيناريوهات ومنع انتشار الصراعات واحتواء التوتر، والحفاظ على ما يزال يعمل، وهذا ما نعتزم فعله في حالة الاتفاق الإيراني».
وكان مصدر في هيئات الاتحاد الأوروبي، أعلن في وقت سابق «أنّ رؤساء الاتحاد الأوروبي، سيناقشون استراتيجية العمل بصدد خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني على هامش قمة الاتحاد الأوروبي، في 17 أيار، التي تُعقد في العاصمة البلغارية صوفيا.
الكرملين
فيما بحث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في اتصال هاتفي، أمس، «الأوضاع المترتّبة حول خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن البرنامج النووي الإيراني»، بعد انسحاب واشنطن منها من جانب واحد.
وجاء في بيان عن المكتب الصحافي للكرملين: «تمّ بحث الأوضاع حول خطة العمل الشاملة المشتركة بعد انسحاب الولايات المتحدة أحادي الجانب منها. وتمّ التركيز على الأهمية الأساسية للحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة من وجهة نظر الأمن الدولي والإقليمي».
وأضاف البيان: «تمّ التطرق للشأن السوري، وكذلك التحضير لزيارة عمل أنجيلا ميركل إلى سوتشي والمخطط لها في 18 أيار».
ميركل
بدورها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، «إنّ الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي الإيراني يقوّض الثقة في النظام الدولي»، مشيرة إلى أنّ «هذا التصرف ألحق ضرراً كبيراً بالمجتمع الدولي».
وقالت ميركل، في كلمة ألقتها في مدينة مونستر أمس، «إنّ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني ألحق ضرراً كبيراً بالمجتمع الدولي»، مضيفة: «من الخطأ إنهاء الاتفاق المعتمد من قبل مجلس الأمن الدولي من جانب واحد».
وأضافت المستشارة الألمانية: «في الأوقات الصعبة، يكون الاختيار لصالح تعزيز تعددية الأطراف، وهذا هو التحدي الذي نواجهه».
ولفتت إلى أنّ «تعددية الأطراف يهددها ليس فقط التخلي عن الاتفاقية النووية الإيرانية، وإنما أيضاً انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس بشأن المناخ».
وفي الوقت نفسه، أوضحت ميركل «أنه ليس من المعروف حتى الآن مدى قابلية الاتفاقية للحياة بدون الولايات المتحدة».
وأشارت ميركل، إلى أنّ «انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني لا يشكّك في التعاون بين أوروبا والولايات المتحدة»، مضيفة: «سأواصل الدعوة لشراكة عبر الأطلسي».
وزير الاقتصاد الألماني
كذلك، أعلن وزير الاقتصاد الألماني، بيتر ألتماير، «أنّ بلاده تتفاوض مع روسيا والصين بشأن الاتفاق النووي مع إيران، لكن لا يوجد حديث حول الاتحاد ضد الولايات المتحدة الأميركية».
وقال ألتماير، على أثير قناة «دي إل إف» الألمانية أمس: «نحن نتباحث مع روسيا، ونتباحث مع الصين، وبطبيعة الحال، بشأن الاتفاق النووي مع إيران، لكن أعتقد أنه من الخطأ الاتحاد ضدّ الولايات المتحدة الأميركية مع روسيا والصين».
وأضاف: «الولايات المتحدة لا تزال شريكنا في حلف شمال الأطلسي، ولدينا علاقات اقتصادية وثيقة وجيدة للغاية بين الولايات المتحدة وأوروبا وألمانيا».
وزير الاقتصاد الفرنسي
في حين، قال وزير الاقتصاد والشؤون المالية الفرنسي، برونو لو مار، «إنه ناقش مع نظيره الأميركي، ستيفن منوتشين، مسألة منح الشركات الأوروبية والفرنسية التي تتعامل مع إيران استثناءات من العقوبات، التي تسعى الإدارة الأميركية لاستئنافها على طهران».
وقال لو مار، لإذاعة «أوروبا – 1» أمس، «اتصلت منذ يومين بزميل لي في الولايات المتحدة وأخبرته أنّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، يتناقض مع ما نريد أن نحققه بالتعاون مع شركائنا الأميركيين»، مشيراً إلى أنه «طلب منح عدد من الشركات الأوروبية استثناءات ومهلاً في إطار استئناف فرض العقوبات».
وأكد لو مار أنه «منذ عقد صفقة عام 2015، تقوم فرنسا باستعادة مواقفها في إيران وتعمل للدفاع عن مصالحها الاقتصادية».
وقال الوزير الفرنسي: «شركاتنا مثل أيرباص ورينو وبيجو وسانوفي ودانون، تعمل في إيران، ونحن نستعيد مواقفنا في هذه الدولة ونرغب بالدفاع عن مصالحنا».
وأضاف برونو لو مار: «يجب على الدول الأوروبية، ألا تكون تابعة للولايات المتحدة، ويجب عليها أن تدافع عن مصالحها الاقتصادية».
كما لفت لومار إلى «ضرورة وجود صياغة استراتيجية أوروبية مشتركة للدفاع عن السيادة الاقتصادية».
وتشير تقارير إلى أنّ «انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة النووية مع إيران، سيؤثر سلباً على أنشطة قطاع الأعمال التي يمارسها عدد من كبريات الشركات الأوروبية في إيران، بما في ذلك الشركات الفرنسية».
باكستان
من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية في باكستان، محمد فيصل، أمس، «إنّ بلاده تناقش مع إيران العواقب المحتملة لخروج واشنطن من الصفقة النووية مع طهران، وتأثير ذلك على تنفيذ مشروع أنابيب غاز السلام الإيراني الباكستاني».
وقال المتحدّث، في مؤتمر صحافي أمس، رداً على سؤال حول احتمال تأثير خروج واشنطن من الصفقة النووية مع إيران على سير تنفيذ هذا المشروع: «باكستان وإيران تُجريان محادثات حول هذا الموضوع».