«جمعة النذير».. شهيدان ودعوة إلى النفير العام

لم يمنع الرصاص الحي الذي أطلقه العدو الصهيوني على المتظاهرين العزل في مسيرة العودة في قطاع غزة من التقدم، حيث تمكّن المتظاهرون من انتزاع السلك الفاصل عند الحدود.

وفي وقتٍ احتشد فيه الغزيّون مقابل مواقع وآليات قوات الاحتلال المطلة على القطاع، أطلقوا في الوقت نفسه الطائرات الورقية فوق مواقع قواته المحاذية للقطاع، وتمكّن الشبّان من إسقاط طائرة تصوير صهيونية.

وكانت فصائل فلسطينية دعت صباح أمس، إلى إحياء مسيرات العودة التي تحمل اسم «جمعة النذير»، كما دعت إلى النفير العام والإعداد لمليونية العودة في 14 أيار/ مايو الحالي.

واستشهد فلسطينيان وأصيب 50 آخرون بالرصاص الحي أو بقنابل الغاز التي أطلقها جنود الاحتلال على الشبان الموجودين في مخيمات العودة الخمسة، قرب السياج الحدودي شمالي قطاع غزة.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت في غزة عن استشهاد جبر سالم أبو مصطفى بطلق ناري من قبل الاحتلال شرق خان يونس، وسجّلت الوزارة 186 إصابة بجراح مختلفة واختناق، من بينهم 8 إصابات خطيرة، مضيفة أن قوات الاحتلال تتعمّد استهداف الأطفال المشاركين في مسيرة العودة الكبيرة السلمية شرق القطاع، واستهداف الصحافيين حيث أصيب أحدهم بجراح طفيفة في القدم شرق خان يونس.

مصدر أشار إلى اشتعال النيران بحقول زراعية بالأراضي المحتلة جراء طائرات ورقية مشتعلة أطلقها شبّان فلسطينيون، لافتاً إلى أن طائرة فانتوم إسرائيلية اعترضت طائرة ورقية فلسطينية لمنعها من الوصول إلى الجانب الآخر من حدود القطاع.

يأتي ذلك، في حين أفيد بأن الحرائق الناتجة عن سقوط الطائرات الورقية التي تُطلق من غزة تتسبّب بخسائر كبيرة لسكان المستوطنات، كما أشارت إلى أن الفلسطينيين يستخدمون طائرات ورقية شفافة تفادياً لرصدها من قبل الاحتلال.

الجدير ذكره، أن مسيرة العودة أمس، تسبق إحياء ذكرى النكبة السبعين والموعد المتوقع لنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.

وفي هذا الإطار قال الناطق باسم حركة المقاومة الشعبية خالد الأزبط إن مسيرة اليوم تأتي في إطار الاستعداد لمسيرات ذكرى النكبة، مشيراً إلى أن الاحتلال سيواجه مليونية على طول الحدود بالتزامن مع الذكرى.

كما لفت الأزبط أن الحراك الفلسطيني السلمي مدعوم بشكل مباشر من فصائل المقاومة، مؤكداً أن الميدان سيقول كلمته في حال اعتدى الاحتلال على الفلسطينيين في ذكرى النكبة.

بالتزامن، وفي القدس فقد فرّقت قوات الاحتلال بالقوة وقفة احتجاجية في مقبرة باب الرحمة.

وفي السياق، توعّد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» بتحويل «النكبة التي حلّت بفلسطين نكبة تحلّ بـ «إسرائيل» والمشروع الصهيوني»، داعيًا لـ «الزحف الكبير» يومي 14 و15 أيار/ مايو الحالي في مناطق وجود شعبنا بذكرى النكبة.

وقال هنية خلال كلمة حماسية أمام آلاف المواطنين في مخيم العودة شرقي البريج وسط القطاع: «على أعتاب الذكرى السبعين للنكبة سنحوّل النكبة التي حلّت بفلسطين نكبة تحل بإسرائيل والمشروع الصهيوني».

وأضاف «هذه أرضنا. بيوت أجدادنا وآبائنا سنعود إليها شاء من شاء وأبى من أبى، واللي مش عاجبه يشرب من بحر غزة. نحن على موعد مع الزحف الكبير في يومي 14 و15 أيار/ مايو».

وتابع «كل شعبنا سيكون في شوارع فلسطين وأزقة القدس وفي شوارع الـ48، وكل جالياتنا في أوروبا وأميركا اللاتينية والكاريبي وحتى في الولايات المتحدة، سيقف وقفة رجل واحد في كل أنحاء الدنيا لنقول لترامب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي ينقل سفارته للقدس. إن القدس عربية ولن يغيّر هويتها لا ترامب ولا نتنياهو.

وتابع «سيزحف شعبنا في مخيمات لبنان على حدود فلسطين الشمالية، كما يزحف أهلنا في الأردن إلى منطقة الكرامة التي تشرف على فلسطين».

وشدّد هنية على «أننا اليوم نكتب تاريخًا جديدًا لشعبنا وأمتنا، وتجاوزنا الحصار والانقسام ووضعنا علامات النصر فوق قبة الصخرة».

وشبّه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشعب الفلسطيني في غزة بـ «النمر»، وقال: «هذا النمر الذي جوّعوه وحاصروه 11 سنة وحاولوا قتله بأربعة حروب كسر القفص وخرج ولن يعود إلا بكسر الحصار والنصر».

وأضاف «حاصرونا 11 سنة، وشنّوا علينا ثلاثة حروب للاعتراف بـ «إسرائيل» وتسليم السلاح والاعتراف بالاتفاقيات، فقلنا لن نعترف بـ «إسرائيل» مش ما بدّنا نسلّم سلاح المقاومة، بدّنا نطور سلاحها».

وتابع «في أول الحصار كان صاروخ القسام 3 كيلو عن الحدود يبلغ مداه ، وفي 2014 ضرب أبطال القسام حيفا، واليوم ما تملكه المقاومة مرعب لعدونا وطمأنينة وثقة لشعبنا».

وأشاد هنيّة بوحدة شعبنا وفصائله في الميدان، مضيفًا «اليوم نتوحّد في ميادين الرباط ومسيرات العودة وكسر الحصار لنقول إن المقاومة والثوابت والمواجهة توحّدنا، ولا نبحث عن الكراسي والمناصب».

وجدّد رئيس حماس تمسك حركته بفلسطين «من البحر إلى النهر»، وعدم اعترافها بـ «إسرائيل»، مشيرًا إلى أن ذلك «ليس شعارات، بل منهج ومبدأ وعقيدة، ولا يخضع للمساومة ولا للبيع ولا الشراء».

وفي رسالة للأسرى قال هنية إن: «حريتكم أمانة في أعناق الرجال وستعودون إلينا إن شاء الله».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى