معرض للكتاب العربي في فيينا

في حراكها الفاعل والمشهود، الذي لا يمكن لأيّ مهتمّ في الشأن الثقافي أو القرائي تجاهله على مدّ القارة الأوروبية، «مكتبة ابن رشد» والتي جعلت من ألمانيا مقرّاً لها منذ عام 2005، إذ إنها سجّلت حضوراً ظل الافتقار الواضح للكتاب العربي في أوروبا.

هذا وقد بدأت الدار بإقامة فعاليات ومعارض تواصلية بين الكتاب ودور النشر والقارئ والكتاب أيضاً، حيث يتلمس العربي المغترب هذا الحضور الجدي والذي تتبنّاه «مكتبة ابن رشد» كمشروع أساسي يسهم بإيصال كلّ ما يتعلّق باللغة العربية من مناهج تعليمية وكتب مترجمة ومطبوعة داخل أوروبا ذاتها، إضافة إلى مدّ جسور بين المغترب والوطن الأمّ.

في محطّتها الأخيرة، وبعد معرضها الأخير للكتاب العربي في السويد، وصلت «مكتبة ابن رشد» حيث عاصمة الفكر والنور فيينا، من خلال معرضها الجديد والذي استمر لثلاثة أيام.

إصدارات المعرض كلّها كانت لدور نشر عربية وأوروبية، هذا وقد سجّلت الكتب المترجمة حيّزاً كبيراً على رفوف العرض مع كتب الأطفال الممنهجة أو المرتبطة بالألعاب، وهنا نشي بأنّها لاقت إقبالاً جيداً من بعض العائلات العربية التي تنمي رابط التواصل بين أطفالها ولغتهم الأم.

من المهمّ أيضاً اللمز في هذه المناسبة عبر فتنة السؤال، عن سبب غياب المبدع العربي الشاب، وهذه مثلمة على منظمي هذه التظاهرة، حيث وجدت بأن جلّ الكتب المعروضة والتي تخصّ كتّاب عالميين كبار عرب وأجانب من أمثال طه حسين والعقاد والبير كامو إلخ.. وهذا ما يجعل قارئ اليوم يتساءل بأن معظم الكتب إذ لم يكن كلّها يمكن تحميلها عبر الشابكة وبشكل مجاني وهذا أمر ليس بالجيد من حيث إن مردود المبيعات لن يكون مرضياً أو في أضعف الأوزان، يعادل فقط ما بذلته اللجنة المنظّمة من مجهودات عدا أجور النقل والتي لها شجون أخرى، معيداً بالسؤال الذي أتركه برسم إدارة «مكتبة ابن رشد» عن سبب غياب المنجز الشبابي؟

«مكتبة ابن رشد» خطوة حاضرة، فاعلة، ونقطة ضوء وخيط وصل لكلّ ناطقي العربية على مدّ الأرض.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى