فريد الخازن: سنشكل مع فرنجية تجمعاً نيابياً لا طائفي
استقبل البطريرك الماروني الكاردينال بشاره الراعي في الصرح البطريركي، النائبين المنتخبين فريد هيكل الخازن ومصطفى الحسيني. وأعلن الخازن بعد اللقاء ولادة كتلة «قلب القرار» التي تضمّه والحسيني.
ورداً على سؤال عن الاتصالات التي تجري مع بعض القوى الأخرى من أجل تشكيل كتلة نيابية كبيرة، قال: «اولا نحن لسنا 8 آذار، ولم نكن، وهذا ليس تقليلاً من أهمية 8 آذار، لكن موقعنا السياسي ليس في 8 آذار. نحن لدينا تحالف مع الوزير سليمان فرنجية. وهذا التحالف ثابت ونهائي، ونحاول بالتعاون معه وبمساعدته تشكيل تجمع نيابي سياسي لا طائفي يكون له حضوره في المجلس النيابي والحكومة، وحضوره السياسي والوطني، ويهدف إلى تحقيق المشروع الذي كنا ننادي به، وهو أن البلد لا يستطيع الاستمرار بهذه الطريقة. البلد في حاجة الى خطة إنقاذية تعيد تصويب الأمور، كي لا نصل أخيراً الى مرحلة الندم».
واضاف الخازن: «نحن ككتلة كسروانية جبيلية اسمها «قلب القرار»، وما نقوم به هو إنشاء تجمّع، وهذا التجمع في طور التشاور، ولكن بالتأكيد مواقف حزب الكتائب الاخيرة كانت متجانسة تماماً مع مواقفنا السياسية ومع طروحاتنا».
وعن زيارة النائب الحسيني للرئيس نبيه بري والكلام عن انضمامه الى كتلة «التنمية والتحرير»، نفى الحسيني ما ورد في بعض وسائل الإعلام، وقال: «أوضحت موقفي من هذا الموضوع، والرئيس بري رد في اليوم التالي وقال إن ما ورد في وسائل الإعلام لم يحصل اطلاقاً، والكلام عار من الصحة، إما أنا فعلاقتي ثابتة مع الشيخ فريد».
بعدها التقى الراعي المفوض الرئاسي للشؤون الإنسانية والقبارصة المغتربين فوتيس فوتيو يرافقه راعي ابرشية الموارنة في قبرص المطران يوسف سويف وسفيرة قبرص في لبنان كريستينا رافتي، في زيارة تم فيها التطرق الى وضع الجالية اللبنانية في قبرص وأهمية تعزيز وتطوير العلاقات التاريخية بين البلدين «لمزيد من التقدم والنمو».
ثم استقبل الراعي السفير الفرنسي برونو فوشيه، الذي هنأه بالبرلمان الجديد، وعرض معه الأوضاع العامة وللعلاقات الثنائية التاريخية بين فرنسا والبطريركية المارونية، مشدداً على أهمية الحفاظ على هذه العلاقة وتعزيزها.
وكان الراعي وجه دعوة الى النواب المنتخبين للمشاركة في قداس عيد سيدة لبنان غداً الأحد في بازيليك سيدة لبنان – حريصا عند العاشرة صباحاً.
والتقى البطريرك الماروني رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري يرافقه القائم بأعمال السفارة البابوية في لبنان المونسنيور ايفان سانتوس وامين سره الأب فلافيو باتشيه، في حضور لفيف من المطارنة.
وبعد خلوة شدّد الراعي على أن مسيحيي الشرق يدفعون ثمن الحرب التي فرضت في العراق وسورية غالياً والتي كلفتنا هجرة المئات من المسيحيين في العراق، فنحو مليون مسيحي عراقي تركوا وطنهم وأنتم تعلمون أن العراق هو تاريخ الخلاص. وفي سورية خسرنا الكثير وفي لبنان وبظل الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الصعبة نستقبل نحو مليون ونصف مليون نازح سوري، إضافة إلى نصف مليون لاجئ فلسطيني وهم يشكلون نصف السكان، وهذا ما جعل نسبة هجرة اللبنانيين في ازدياد مستمر».
وأضاف: «نحن ممتنون لكل نداءات قداسة البابا ولكل ما يقوم به، لكننا في خسارة مستمرة لمواطنينا وعلينا الحفاظ على وجودنا المسيحي في هذا الشرق الذي اوجدنا فيه الاعتدال المسلم. من يقوم بالحرب في سورية من تنظيمات ليس من الشرق الأوسط، فمسلمو الشرق معتدلون، واذا خسر المسيحيون حضورهم وتأثيرهم في هذا الشرق، فنحن سنكون مع شرق متطرف. وعلى هذه النية سوف نرفع صلواتنا معكم يوم الأحد».
بدوره أكد ساندري أنه من دون الوجود المسيحي، فإن الشرق الاوسط لن يكون أبداً الشرق الاوسط الذي حلمنا به. لقد منح المسيحيون الشرق السلام والحوار الحقيقي بين الأديان وفي الحياة اليومية. ويؤلمنا اليوم رؤية المسيحيين على وشك الاختفاء من بعض البلدان. وأضاف بالنسبة الينا لبنان هذا البلد الذي وصفه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني بـ«بلد الرسالة» وقداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر بـ«المختبر»، اعتبره بدوري بلد المحبة والعاطفة، هو كالمسيح المطروح على الصليب لفداء الشرق الاوسط وتحمل كل تبعات هذه الحروب واستقبال الناس الذين يتركون أوطانهم ويفرضون مشاكل كبيرة في حياتكم الاجتماعية والمدنية اليومية.
وختم ساندري: «نصلي من أجل السلام في لبنان والحفاظ على القيم المسيحية التي تحافظ بدورها على التوازن في حياة المسلمين».