حردان: نتائج الانتخابات أثبتت أنّ مناطق الجنوب تغلّبت على خطاب التحريض الطائفي وشكّلت نموذجاً للوحدة نريد حكومةً تُعيد بالفعل لا بالكلام ثقة المواطن بالدولة والمصداقية تتعزّز حين تترجم الأقوال أفعالاً
سعيد معلاوي
شدّد رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان على أهمية تثبيت الاستقرار وحمايته وتحصين الوحدة الوطنية وتقويتها، وتعزيز السلم الأهلي وصونه، مؤكداً ضرورة التمسك بعناصر قوة لبنان، المتمثلة بمعادلة «الجيش والشعب والمقاومة»، لأنّ هذه المعادلة هي التي حمت لبنان وهي التي تحمي السيادة والكرامة ومصالح اللبنانيين.
وأمام عشرات الوفود والشخصيات والفاعليات التي أمّت دارته لتهنئته بفوزه في الانتخابات، قال حردان: اللبنانيون جميعاً يداً واحدة وإرادة واحدة مطالبون بحماية عناصر قوّة لبنان، فلبنان يجب أن يبقى قوياً وقادراً في مواجهة كلّ التحدّيات. وهو من خلال ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة استطاع ويستطيع مجابهة الخطر الذي يمثله العدو «الإسرائيلي» وخطر المجموعات الإرهابية التي ترعاها «إسرائيل» والتي تهدّد لبنان في أمنه استقراره وسلمه الأهلي.
واعتبر حردان أنّ الخطاب الفتنوي الطائفي والمذهبي يصبّ في مصلحة المتربّصين بلبنان شراً وعدواناً، لذلك يجب أن تتوقف خطابات التحريض وأن يهتمّ الجميع بمصلحة لبنان ومناعته وبمصالح اللبنانيين.
وقال حردان: الحكومة الحالية رفعت شعار «استعادة ثقة المواطنين بالدولة»، لكن هذا الأمر لم يحصُل، لذلك نتطلع إلى أن تكون الحكومة المقبلة قادرة على استعادة الثقة، من خلال تثبيت دعائم الاستقرار، لأنه وحده يسمح للثقة أن تعود تدريجياً، ومن خلال تحقيق الإنماء المتوازن في المناطق، لأنه لا استقرار دون إنماء متوازن. إنّ الاستقرار الاجتماعي يتطلب الاستفادة من القروض لإقامة مشاريع أساسية وحيوية تحقق الإنماء المتوازن واستقرار البلد في آن.
وأردف حردان: المناطق تحتاج إلى إنماء، ولا يجوز الاستمرار في حصر الإنماء بالعاصمة وإبقاء مناطقنا إضافةً إلى أحزمة البؤس في العاصمة مناطق فقيرة ومحرومة. واليوم، ثمّة إضرابات في المؤسّسات كلّه، من التعليم إلى الكهرباء والمياه إلى الوظائف العامة حتى في المستشفيات، ونحن نعتبر أنّ غياب الحلول والمعالجات لا يساهم في عملية التحصين.
وأضاف حردان: نريد حكومةً تعيد بالفعل لا بالكلام ثقة المواطن بالدولة، الكلام لا يُعيد الثقة، وللأسف لم يعُد له أيّ مصداقية. المصداقية تتعزّز حين تترجم الأقوال أفعالاً. لذلك، المناطق اليوم بحاجة إلى تلبية مطالبها، ويجب أن تترجم التعهّدات للمواطنين على أرض الواقع.
حردان تحدّث عن واقع المناطق الجنوبية، بوصفها مناطق تشكل نموذجاً فريداً للوحدة، وللمناعة الوطنية في مواجهة الخطاب التفكيكي الطائفي، الذي للأسف، بات موجوداً في لبنان كلّه، لكن هذه المنطقة تغلبت عليه، ونتائج الانتخابات دليل على ذلك. إنّ النموذج الذي قدّمته هذه المنطقة هو تعبيرٌ حقيقي عن إرادة أبنائها، وهذا النموذج نريده لكلّ لبنان.
وتوجّه حردان إلى الوفود والفاعليات قائلاً: نحن إلى جانبكم ومعكم، سندافع عن حقوق هذه المنطقة وسنعمل لتأمين كلّ ما تحتاجه، ونحن بوجودكم ودعمكم نشكّل قوّة ضاغطة لتحقيق المطالب. فهذا البلد كغيره من البلدان علينا أن نكون أقوياء لأننا أصحاب حقّ. فعندما نكون أصحاب حقّ إلى جانب قوّتنا نصل إلى تحقيق حقّنا.
وقال: رسالتنا للجميع، أننا سوياً سنعمل من أجل تحقيق المطالب، خصوصاً الإنماء.
وكانت دارة حردان في راشيا الفخار غصّت خلال اليومين الماضيين بالمهنّئين من مختلف قرى وبلدات حاصبيا ومرجعيون والنبطية وبنت جبيل، بمناسبة فوزه في الانتخابات النيابية، وفي طليعة المهنّئين مشايخ البياضة يتقدّمهم الشيخ أبو سهيل غالب قيس، مطران صيدا وصور وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري وعدد من الآباء والكهنة، وفد من حزب الله برئاسة الحاج فايز علوية، وفد جمعية دار حاصبيا الخيرية يتقدّمه رئيس الجمعية الشيخ كمال الخماسي ونائبه الشيخ الدكتور غسان ذياب، وفد من الصليب الأحمر اللبناني يتقدّمه رئيس مركز حاصبيا أمين أمين، وفد من عناصر الدفاع المدني في مركزي حاصبيا وراشيا الفخار يتقدّمهم كلّ من حسن زويهد وشريف أبو دهن، رئيس اتحاد بلديات الحاصباني سامي الصفدي، رئيس بلدية حاصبيا لبيب الحمرا ونائبه يوسف أبو صالح وأعضاء المجلس البلدي، نائب رئيس بلدية مرجعيون ساري غلمية، رئيس بلدية كفرشوبا الدكتور قاسم القادري، الرئيس السابق لبلدية كفرشوبا عزت القادري، العميد المتقاعد توفيق أبو إبراهيم، رئيس مركز الأمن العام في حاصبيا الرائد رواد سليقا، رئيس بلدية دير ميماس جورج نكد ومختارها خليل حوراني، رئيس بلدية الكفير إسماعيل صقر وأعضاء المجلس البلدي، رئيس بلدية عين قنيا سامر حديفة على رأس وفد من المشايخ وأعضاء البلدية، رئيس مجلس إدارة مستشفى حاصبيا الحكومي الدكتور سليم ابراهيم على رأس وفد من الأطباء، رئيس بلدية الهبارية أيمن شقير على رأس وفد من البلدة والمخاتير، وفد من المدرّسين والمدرّسات في القليعة، وفد من مشايخ عين جرفا يتقدّمه المختار سليم دربية والمختار السابق سالم غازية، وفد من عين عرب يتقدّمه المختار خالد الرجب، وفود حزبية وشعبية من رأس المتن، المتين، راشيا، البقاع الغربي، شبعا، كفر حمام، كفرشوبا، إبل السقي، الماري، الكفير والفرديس. كما حضر الى دارة حردان عدد كبير من مسؤولي الحزب المركزيين والمنفذين العامين وهيئات المنفذيات.
وقد أعرب المهنّئون عن تقديرهم للدور الذي يلعبه النائب حردان على مستوى المنطقة والمستوى الوطني العام، وشدّدوا على أهمية الخطاب الوحدوي الذي يحمله حردان، والذي تميّز به خلال فترة الانتخابات، في وقت كان البعض يلجأ إلى خطابات التحريض والفئوية والمذهبية والطائفية لشدّ العصب الانتخابي.
وأكدت الوفود ثقتها بحردان والحزب السوري القومي الاجتماعي، وعلى ضرورة السعي الحثيث لإنماء المنطقة وتحصين الوحدة الوطنية التي تتميّز بها منطقة مرجعيون حاصبيا وسائر المناطق الجنوبية.
كما كانت قصائد للشاعر حسن مداح وللشاعر نزيه أبو زور.