ظريف: «يوم العار الكبير».. أردوغان: أميركا خسرت دور الوساطة بريطانيا قلقة.. وفرنسا تعتبره إجراء يتنافى مع القانون الدولي
«يوم العار الكبير»، هكذا وصف وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الاحتفال بنقل سفارة الولايات المتحدة الأميركية إلى القدس، الذي بدأت مراسمه أمس، بحضور وفود 32 دولة.
وكتب ظريف على «تويتر» أمس: «النظام الإسرائيلي ارتكب مجازر لا تُحصى بحق الفلسطينيين بدم بارد»، مضيفاً: «الفلسطينيون يعتصمون في أكبر سجن مفتوح في العالم، وفي الوقت نفسه يحتفل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنقل سفارة الولايات المتحدة الأميركية، غير الشرعي، إلى القدس».
واستطرد: «العرب المتعاونون يتحرّكون للفت الانتباه، إنه يوم العار الكبير».
بيسكوف
فيما تشعر موسكو بـ «القلق إزاء تدهور الأوضاع في الشرق الأوسط بعد افتتاح السفارة الأميركية في القدس».
فقد صرّح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: «نعم، لدينا مثل هذه المخاوف. لقد تحدّثنا عن ذلك سابقاً».
موغيريني
بدورها، أكدت المفوضة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، «أنّ الاتحاد ملتزم بمواصلة العمل مع الطرفين، ومع شركائه الدوليين من أجل استئناف المفاوضات على أساس حل الدولتين»، لافتة إلى أنّ «علاقة الشعبين اليهودي والفلسطيني بالقدس لا يمكن إنكارها».
وقالت موغيريني في بيان للمفوضية على خلفية أحداث العنف على الحدود بين «إسرائيل» وقطاع غزة، أمس: «يظل الاتحاد الأوروبي ملتزماً بقوة بمواصلة العمل مع الطرفين ومع شركائه في المجتمع الدولي من أجل استئناف المفاوضات الهادفة إلى حل الدولتين، استناداً إلى خطوط حزيران 1967، وبالقدس عاصمة للدولتين».
وأضاف البيان: «لدى الاتحاد الأوروبي موقف واضح وموحّد بشأن القدس».
واستطردت: «سيواصل الاتحاد الأوروبي احترام التوافق الدولي بشأن القدس، بما فيها قرار مجلس الأمن 478، بما في ذلك تنظيم مواقع التمثيل الدبلوماسي حتى يتمّ التوصل لحلّ نهائي للقدس».
وقالت موغيريني: «القدس هي مدينة مقدسة لليهود والمسلمين والمسيحيين، وعلاقات الشعب اليهودي بالقدس لا يمكن دحضها ولا يجب رفضها، وينطبق الشيء نفسه على علاقات الشعب الفلسطيني بالمدينة».
متحدّث باسم ماي
كذلك، ذكر متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس، «أنّ بريطانيا قلقة من الأنباء الواردة بشأن العنف في غزة وتدعو إلى ضبط النفس».
وقال للصحافيين «نحن قلقون من تقارير العنف وخسائر الأرواح في غزة. ندعو للهدوء وضبط النفس لتجنب الأعمال المدمّرة لجهود السلام… بريطانيا لا تزال ملتزمة بشدّة بحل الدولتين على أن تكون القدس عاصمة مشتركة».
الخارجية الفرنسية
من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية، بأنّ «قرار الولايات المتحدة الأميركية، نقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس يتنافى والقوانين الدولية»، مؤكّدة «رفضها للإجراء».
وذكر بيان للوزارة: «سبق وكرّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكثر من مرة، أنه لا توافق على القرار الأميركي بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس».
وتابع البيان «أنّ هذا القرار منافٍ للقانون الدولي، وبشكل خاص يتنافى مع قرارات مجلس الأمن وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة».
أردوغان
فيما اعتبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنّ «الولايات المتحدة خسرت دورها كوسيط في منطقة الشرق الأوسط بنقل سفارتها في إسرائيل إلى مدينة القدس».
وأضاف أردوغان، في كلمة بمؤسسة تشاتهام هاوس البريطانية: «اختارت الولايات المتحدة بخطوتها الأخيرة أن تكون جزءاً من المشكلة لا الحل وخسرت دور الوساطة في عملية السلام».
ترامب
لكنّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أشاد بـ «الافتتاح المقرّر للسفارة الأميركية في القدس».
ووصف ترامب ذلك اليوم عبر حسابه الرسمي على «تويتر» بأنه «يوم عظيم لإسرائيل».
وتزامن تعقيب ترامب السابق، مع اندلاع اشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، أمس، على حدود غزة.
وقالت وزارة الصحة في غزة، «إنّ أكثر من 52 فلسطينياً قتلوا بنيران إسرائيلية، وأصيب مئات آخرون بجروح، وسط احتجاجات جماهيرية على الحدود ضد نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس».
ولم يشر ترامب إلى «أحداث العنف الجارية في غزة»، في تغريدته التي كتبها صباح أمس، ولكنه دعا متابعيه لـ «مشاهدة تغطية حية لافتتاح السفارة على قنوات فوكس نيوز .
غوتيريش
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «قلقه العميق» إزاء الوضع في غزة حيث قتل أكثر من 52 فلسطينياً على الأقل برصاص جيش الاحتلال في تظاهرات احتجاجاً على تدشين السفارة الأميركية في القدس.
وقال غوتيريش للصحافيين في فيينا «نشهد تصعيداً في النزاعات … أشعر بالقلق الشديد اليوم للأحداث في غزة مع سقوط عدد مرتفع من القتلى».
الخارجية المصرية
بدورها، أدانت وزارة الخارجية المصرية، بشدّة «استهداف المدنيين الفلسطينيين العزل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي».
وأكد بيان لوزارة الخارجية المصرية، على «رفض مصر القاطع لاستخدام القوة في مواجهة مسيرات سلمية تطالب بحقوق مشروعة وعادلة».
وحذر البيان من «التبعات السلبية لمثل هذا التصعيد الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة»، مؤكداً «دعم مصر الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها الحق في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».
وارتفع عدد القتلى من الفلسطينيين إلى 52، ووصل عدد المصابين إلى أكثر من 2400 آخرين، أمس.
وشارك عدد كبير من الفلسطينيين في مسيرات ذكرى النكبة الفلسطينية اعتراضاً على نقل السفارة الأميركية إلى القدس، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية.
وأطلقت قوات جيش الاحتلال «الإسرائيلي» وابلاً من الرصاص ضدّ المتظاهرين على طول الشريط الحدودي شرق قطاع غزة.
أبو الغيط
فيما صرّح الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بأنه «من المشين أن نرى دولاً تشارك الولايات المتحدة وإسرائيل احتفاءهما بنقل سفارة الأولى إلى القدس المحتلة، في مخالفة واضحة وجسيمة للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن».
وأضاف أبو الغيط في تصريح صحافي أنّ «الدول المحترمة التي تنظر بمسؤولية للقانون وللمجتمع الدولي وحقوق الفلسطينيين، امتنعت جميعاً عن المشاركة في هذا الهزل». وناشد الأمين العام للجامعة العربية جميع الدول «التمسك بالمبادئ، وعدم الإذعان للضغوط أو المغريات والابتعاد عن اتخاذ أية خطوة تضرّ بحقوق الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره وتضرّ أيضاً بفرص التسوية العادلة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي».
وتابع الأمين العام قائلاً: «ارتقاء الشهداء الفلسطينيين اليوم برصاص الاحتلال الإسرائيلي يجب أن يدق ناقوس خطر وتحذير لكل دولة لا تجد غضاضة في التماشي مع المواقف غير الأخلاقية أو القانونية التي نتابعها».
وأضاف أنّ «افتتاح السفارة الأميركية في القدس المحتلة يمثل خطوة بالغة الخطورة لا أعتقد أنّ الإدارة الأميركية تدرك تبعاتها الحقيقية على المديين القصير والطويل الجانب الفلسطيني يشعر بتخلي الولايات المتحدة عن دورها التاريخي كوسيط نزيه في هذا النزاع، بعد أن كشفت واشنطن مع الأسف عن انحياز كامل للمواقف الإسرائيلية التي تخاصم الشرعية والقانون الدوليين على طول الخط».
من جانبه، شدّد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام على أنّ «الجامعة العربية تتابع تطورات الموقف بشكل حثيث، وأنها ستستمر في مواصلة المعركة الدبلوماسية دفاعاً عن هوية ومكانة القدس ووضعها التاريخي والديني»، مضيفاً «أنّ العرب والفلسطينيين ينتظرون من دول العالم المختلفة أن تقف في الجانب الصحيح من التاريخ، وأن تنأى بنفسها عن التورط في مواقف تخالف الإجماع الدولي الرافض للقرار الأميركي، وتؤثر على علاقاتها بالدول العربية».