طهران: خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي أدّى لاختلال التوازن فيه
اعتبرت طهران أنّ خروج الولايات المتحدة من الصفقة، اختل التوازن فيها، باعتبار أنّ خطة العمل الشاملة المشتركة تتوافق مع توازن الالتزامات بين الجانب الإيراني وأوروبا.
ظريف
أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أمس، «أنه بعد خروج الولايات المتحدة من الصفقة، اختل التوازن فيها».
وقال ظريف خلال لقائه مع القائم بأعمال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «خطة العمل الشاملة المشتركة تتوافق مع توازن الالتزامات بين الجانب الإيراني وأوروبا، بما فيه الولايات المتحدة، وبعد خروج الولايات المتحدة يختل التوازن».
وأضاف وزير الخارجية الإيراني أنّ «موقف روسيا مطمئن بالنسبة لنا. آمل أنني سأتمكن من إجراء مشاورات معكم حول طرق التعاون بصيغة 4+1».
كذلك، طلب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال زيارته موسكو قبل لقائه مسؤولين أوروبيين «ضمانات» من الدول الموقعة على الاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة.
وفي المحطة الثانية من جولته الدبلوماسية، اجتمع ظريف صباح أمس مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بعدما أجرى مشاورات في بكين في نهاية الأسبوع وقبل وصوله إلى بروكسل اليوم، حيث يلتقي نظراءه الفرنسي والألماني والبريطاني.
وقال ظريف إنّ «الهدف النهائي من كل هذه المحادثات هو الحصول على ضمانات بأن تكون مصالح الشعب الإيراني مكفولة بموجب الاتفاق والدفاع عنها».
وأضاف ظريف «أنه في ختام جولته الدبلوماسية سنرى كيف يمكننا تنظيم مجموعة عمل مشتركة حتى يتم دعم هذه المجموعة من قبل المجتمع الدولي ».
وتابع «لا توجد لدينا مشكلة مع روسيا، لكن يتعيّن علينا التوصل إلى حلول من أجل أن تقيم مجموعة من الدول، خصوصاً تلك المتبقية في الاتفاق علاقات مع إيران لا تشوبها العراقيل».
وبعد المحادثات، أشاد ظريف بـ «التعاون الممتاز» بين موسكو وطهران، مؤكداً أنّ لافروف وعده بـ «الدفاع عن الاتفاق والإبقاء عليه».
لافروف
من جهته اعتبر لافروف «أنّ على روسيا والأوروبيين الدفاع بشكل مشترك عن مصالحهم» في هذا الملف.
وأسفر انسحاب الولايات المتحدة عن «تقارب بين موسكو والأوروبيين»، وهو أمر نادر في ظل التوتر خلال السنوات الاخيرة، خصوصاً بسبب الأزمتين السورية والأوكرانية وكذلك تسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا.
وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من دون أن يتحدث علناً عن هذا الموضوع، محادثات الأسبوع الماضي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي سيستقبلها الجمعة في سوتشي، في جنوب روسيا.
وبعد أسبوع، من المتوقع أن يتوجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى سان بطرسبرغ.
بوتين
كما التقى بوتين أمس، يوكيا أمانو مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في سوتشي، مشدداً على أنّ روسيا «مستعدة لمواصلة الالتزام بالاتفاق النووي الإيراني رغم انسحاب الولايات المتحدة» بحسب مستشاره ميخائيل أوليانوف.
وقال ميخائيل أوليانوف ممثل روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا: «جدد الرئيس فلاديمير بوتين، استعداد روسيا لتنفيذ بنود الاتفاق الشامل المبرم مع طهران، بغض النظر عن انسحاب الولايات المتحدة منه».
وأضاف أوليانوف «أنّ مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، أكد أيضاً خلال اللقاء، استمرار إيران في تنفيذ التزاماتها في إطار الاتفاق».
كما أكد بوتين «أنّ روسيا تطوّر الطاقة الذرية بما يتوافق مع اتفاقات عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل، والتزاماتها الدولية»، معرباً عن سروره لـ»حقيقة أنّ الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعمل بصرامة في إطار ميثاقها، وتحظى باحترام واسع في العالم لموضوعتيها ومهنيتها».
وأشار الرئيس الروسي إلى أنّ «بلاده منذ البداية، دعمت أنشطة الوكالة الدولية وما زالت تتعاون بنشاط معها».
وكان ظريف صرّح أول أمس، في بكين بعد لقائه نظيره الصيني وانغ يي «نأمل خلال هذه الزيارات بالحصول على صورة أكثر وضوحاً عن مستقبل الاتفاق النووي».
وأعلنت إيران أنها مستعدّة لاستئناف تخصيب اليورانيوم «على المستوى الصناعي من دون أي قيود»، إلا إذا قدمت القوى الأوروبية ضمانات ملموسة لاستمرار العلاقات التجارية، رغم إعادة العقوبات الأميركية.
ووافقت إيران بعد مفاوضات شاقة في 2015 على تجميد برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها.
وتمّ التوصل إلى الاتفاق بمشاركة بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة، الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، بالاضافة إلى المانيا.
ومرت العلاقات الروسية الإيرانية في الماضي بمراحل صعبة لكنها عادت وتحسنت بعد انتهاء الحرب الباردة.
وعملت روسيا وإيران على تعزيز التعاون التجاري بينهما قبل التوصل للاتفاق في 2015، على الرغم من العقوبات الدولية المفروضة على طهران.
وخلال اجتماع في طهران الخميس، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ونظيره الإيراني عباس عرقجي «التزامهم إنقاذ الاتفاق» النووي.
ورأى محللون أنّ «روسيا قد تستفيد اقتصادياً من انسحاب الولايات المتحدة، بما أنها أقلّ عرضة لتداعيات إعادة تفعيل العقوبات من جانب الأوروبيين».