واشنطن لا تزال راغبة في العمل مع الأوروبيين حول إيران

أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو «أنّ واشنطن لا تزال راغبة في العمل مع شركائها الأوروبيين بشكل وثيق للتوصل إلى اتفاق جديد لمواجهة سلوك إيران المؤذي»، مع اعتبار الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق التاريخي «أمراً أساسياً لاحتواء إيران».

وبالرغم من أنّ بومبيو تحدّث عن «احتمال تجديد التنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة»، إلا أنّ مسؤولاً أميركياً كبيراً آخر نبّه أوروبا بأنّ «شركاتها يمكن أن تواجه عقوبات في حال استمرّت بالتعامل مع إيران».

وجاء هذا التطور مع إعلان وزير خارجية إيران «أنه يأمل بالتوصل إلى تصميم مستقبلي واضح للاتفاق» خلال حديثه في بكين مع بدئه لجولة دبلوماسية تهدف إلى إنقاذ الاتفاق.

إلا أنّ بومبيو صرّح لقناة فوكس نيوز أنّ «الانسحاب من الاتفاق لم يكن يستهدف الأوروبيين»، معرباً عن رغبة واشنطن «التوصل مع حلفائها إلى اتفاق أكثر شمولاً»، بينما قال مسؤول آخر «إنّ إيران توسعت في الشرق الأوسط منذ توقيع الاتفاق».

وتابع وزير الخارجية الذي تولى منصبه قبل أسبوعين إنّ «الرئيس ترامب كلفني التوصل إلى اتفاق يحقق هدف حماية أميركا. هذا ما سنقوم به وسأعمل عليه في شكل وثيق مع الأوروبيين في الأيام المقبلة».

وأضاف «آمل أن نستطيع في الأيام والأسابيع المقبلة التوصل إلى اتفاق ناجح فعلاً يحمي العالم من سلوك إيران المؤذي ليس فقط بشأن برنامجهم النووي، ولكن كذلك بشأن صواريخهم وسلوكهم السيئ» بحسب تعبيره، مضيفاً «سأعمل بشكل وثيق مع الأوروبيين لمحاولة تحقيق ذلك».

وفي الوقت الذي يلعب فيه بومبيو دور «الشرطي الجيد» نيابة عن إدارة ترامب، فقد ترك لجون بولتون مستشار الأمن القومي المعيّن حديثاً مهمة تذكير أوروبا بأنّ «شركاتها يمكن أن تواجه عقوبات في حال لم تستجب للإجراءات الأميركية».

وقال بولتون لقناة «سي أن أن» عندما سئل عن احتمالات معاقبة شركات أوروبية «هذا ممكن».

وأشار إلى أنّ «نتائح العقوبات الأميركية تتعدّى شحن بضائع عبر شركات أميركية، وذلك بسبب التراخيص المتعلقة بالتكنولوجيا التي نعطيها للعديد من البلدان والشركات الأخرى حول العالم. وإذا بدأت هذه العقوبات فسيكون لها تأثير أوسع».

وأضاف «اعتقد أنّ الأوروبيين سيرون أنه من صالحهم في نهاية المطاف أن يكونوا إلى جانبنا».

كذلك، قال بولتون «إنّ الجيش الإيراني استغلّ تخفيف الضغوط على الاقتصاد الإيراني للتدخّل في نزاعات في الشرق الأوسط خلال السنوات الثلاث الماضية».

وأضاف بولتون «أنّ الإيرانيين كانوا يُحدثون تغييراً في توازن القوى في الشرق الأوسط حتى خروج ترامب من هذا الاتفاق».

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت واشنطن تسعى حالياً إلى تغيير النظام في إيران، ردّ بولتون «إنّ هذه ليست سياسة الإدارة».

ورغم إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «أنه ملتزم البقاء في الاتفاق النووي»، إلا أنه لمح إلى «فكرة التوصّل إلى اتفاق تكميلي بشأن إيران»، خلال زيارته إلى واشنطن مؤخراً.

أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فقد أبلغت ترامب خلال زيارتها إلى واشنطن في وقت لاحق من الشهر الماضي بأن الاتفاق النووي ليس كافياً في ذاته لكبح تطلّعات إيران في المنطقة.

ورغم أن بعض المحللين يعتقدون أن الانسحاب الأميركي من الاتفاق قوّضه بشكل عملي، إلا أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بدأ الأحد جولة تشمل الصين وروسيا وأوروبا في محاولة لإنقاذ الاتفاق.

وصرّح ظريف للصحافيين عقب محادثات في بكين مع نظيره الصيني وانغ يي «نأمل أن نتمكن من خلال هذه الزيارة إلى الصين وغيرها من العواصم من بناء خطة واضحة للمستقبل للاتفاق الشامل».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى