استمرار المواقف المندِّدة بنقل السفارة الأميركية إلى القدس والمجازر «الإسرائيلية» ودعوات لتحرير فلسطين وتحويل الكيان الصهيوني إلى محكمة دولية

تواصلت أمس، المواقف المندِّدة بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة وبالمجازر «الإسرائيلية» بحق الفلسطينيين ودعت لتحويل الكيان الصهيوني إلى محكمة متخصصة دولية ضمن معاهدة جنيف ومحاكمة المسؤولين الصهاينة.

وأعلنت سفارة السلطة الفلسطينية في لبنان، أن السفراء العرب في بيروت يتقدمهم عميد السلك الدبلوماسي سفير دولة الكويت السفير عبد العال القناعي زاروا أمس، مقر السفارة حيث استقبلهم السفير أشرف دبور.

وأوضحت السفارة في بيان، «أن السفراء عبّروا عن الإدانة الكاملة للتصرفات الإسرائيلية والاستهداف المبرمج والمخالف للأعراف والقوانين الدولية والإنسانية ضد المتظاهرين السلميين، والذي أدّى الى استشهاد العشرات واصابة الآلاف من الفلسطينيين أطفالاً ونساء وشباباً. وأكدوا رفضهم لجميع الممارسات الإسرائيلية الساعية الى إجهاض المشروع الوطني الفلسطيني ومحاولات تغيير الطابع العربي للهوية الوطنية الفلسطينية من خلال الإجراءات الأخيرة لجهة نقل السفارة الأميركية الى القدس المحتلة والاعتراف بها عاصمة لـ»إسرائيل» ومحاولات تهويد المقدسات المسيحية والإسلامية، واعتبارها انتهاكاً صارخاً لحقوق شعبنا الفلسطيني التي كفلتها القرارات والقوانين الدولية ذات الصلة. وأعربوا عن تضامنهم الكامل مع القضية الفلسطينية، وجددوا دعمهم للحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني في تقرير مصيره وإنجاز دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، وتمنياتهم للجرحى بالشفاء العاجل».

وحضر اللقاء سفراء: الأردن نبيل مصاروة، جمهورية مصر نزيه النجاري، الإمارات العربية المتحدة حمد الشامسي، جمهورية العراق الدكتور علي العامري، تونس محمد كريم بودالي، سلطنة عُمان بدر بن محمد بن بدر المنذري، السعودية وليد البخاري، الجزائر أحمد بو زيان، المغرب محمد كرين واليمن عبدالله دعيس.

وفي المواقف، أدان البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي «أعمال العنف التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية المسلحة بحق المتظاهرين الفلسطينيين العزّل على الشريط الحدودي في قطاع غزة، وأدت إلى سقوط عشرات الضحايا الأبرياء المتمسكين بأرضهم».

ودعا «المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لتطبيق القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة في شأن القدس، وفك الحصار الذي فرضته على نحو مليوني فلسطيني في قطاع غزة، والعمل على إنهاء أعمال العنف بحق شعب لا يريد التخلي عن موطنه ويطالب بحق العودة إليه».

وأسف لـ «عملية نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس بالتزامن مع الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية، وما تحمله من اثارة للمشاعر»، معرباً عن «التضامن التام مع شعبنا في فلسطين في معاناته وفي قضيته المحقة».

من جهته، أصدر المفتي السابق للجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني فتوى بوجوب الجهاد لتحرير فلسطين والقدس وبيت المقدس.

من ناحيته، اعتبر وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد نقولا تويني في بيان «أن ما كانت ولا زالت ترتكبه إسرائيل من مجزرة جماعية في حق شباب فلسطين العزل، تخطّى حدوداً لم يتمّ تخطيها سابقاً من قبل أي نظام أو طاغٍ أو حكم».

وأشار إلى أن هذه الجرائم المتكرّرة تعتبر جرائم ضد الإنسانية، وعلى الدول العربية والسلطة الفلسطينية التقدم بطلب لتحويل الكيان الصهيوني إلى محكمة متخصصة دولية ضمن معاهدة جنيف ومحاكمة المسؤولين الصهاينة، وسجن هؤلاء السفاحين في إطار تحرك دولي وليس هذا التحرك الخجول المعيب الذي نشهده اليوم بخاصة من جهة الدول الأوروبية.

وختم قائلاً: «كفى تغطية للمجرمين الصهاينة».

من ناحيته، أكد النائب هاني قبيسي أن «أبرز ما يحدث اليوم هو ما يجري في فلسطين. فالجميع تركوها وإسرائيل تمعن قتلاً وتنكيلاً بشبان عزل وأمة عربية غافلة خانعة لا تحرك ساكناً حتى في كلمة او موقف داعم لهذه القضية لحق العودة»، معلناً التضامن الكامل مع شعبنا الفلسطيني بتحركه.

أضاف «نحن في جنوب لبنان نقول إن ما تقوم به إسرائيل تعلن أنها دولة متوحشة متغطرسة ولا نستطيع أن نسكت عن ظلم كهذا، فنصبح كأي دولة عربية نائمة وواجب هذه الدول أن تعلن حرباً على هذا العدو».

ورأى رئيس «حزب الوفاق الوطني» بلال تقي الدين في بيان أن «الإدارة الأميركية لم ولن تكون يوماً وسيطاً في أي مسألة تتعلق بالشعب الفلسطيني. هي تتآمر مع العدو الصهيوني على شعبنا الفلسطيني وتغتصب أرضه».

واستنكر «التشتت العربي والإسلامي الذي يشجّع الادارة الأميركية والعدو الصهيوني على نقل السفارة الى القدس وتحدي مشاعر المسلمين والمسيحيين في فلسطين والعالم»، مؤكداً دعم شعبنا الفلسطيني وكل حركات المقاومة في وجه العدو الصهيوني من أجل تحرير فلسطين واستعادة أراضيها.

ودعا الأمين العام لحركة «التوحيد الإسلامي» الشيخ بلال سعيد شعبان في بيان «شعوب الأمة إلى الاستعداد لمعركة الفصل القريبة جداً بعد انتهاء الحروب البديلة، فجمعة العودة قريبة ومسيرات غزة هي مشهد تدريبي واستعداد ليوم الزحف المقدس العظيم الذي ستتدفق فيه ملايين أمتنا لتكسر الحصار».

وأكد المنسّق العام لـ «جبهة العمل الاسلامي» الشيخ الدكتور زهير عثمان الجعيد في بيان «أن ما يحدث في فلسطين اليوم يخالف كل التوقعات الأميركية والصهيونية والخليجية، ويعبر حقيقة عن انتماء هذا الشعب الفلسطيني المارد لأرضه، ورفضه المطلق التخلّي عنها مهما بلغت التضحيات».

وقال «إن محاولات غسل الأدمغة وتغيير الأمزجة والدخول في عالم اللاوعي واللا انتماء للفلسطينيين، كل تلك المحاولات باءت بالفشل الذريع، وها هي الأجيال الفلسطينية الشابة هي التي تتحرّك وتنتفض اليوم، دفاعاً عن الأقصى المبارك والقدس الشريف، بعدما عملوا لسنوات طوال على استنزاف تلك الطاقات الشابة، ومحاولة إفراغ ذاكرة الأجيال من قضيتهم ونسيان شيء اسمه فلسطين».

وأشاد رئيس لقاء علماء صور ومنطقتها العلامة الشيخ علي ياسين العاملي، في تصريح، «بشجاعة وصمود شعبنا الفلسطيني الذي يواجه بجسده أعتى الأسلحة لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي»، مديناً الصمت العربي والدولي تجاه المجازر والجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال «الإسرائيلي» بحق المدنيين الفلسطينيين الذين يتظاهرون سلمياً لتأكيد حقوقهم في أرضهم المحتلة.

وتوجهت لجنة أصدقاء عميد الأسرى في السجون الإسرائيلية يحيى سكاف، في بيان، بـ «التحية إلى أرواح عشرات الشهداء الذين سقطوا في غزة، في مواجهة العدو الصهيوني، وإلى آلاف الجرحى الذين رووا بدمائهم أرض فلسطين دفاعاً عن عزة وكرامة الأمة بأكملها».

واستنكرت اللجنة «الصمت الرسمي العربي تجاه المجازر الوحشية التي ترتكب في حق شعبنا الفلسطيني المظلوم، حيث أثبتت هذه الأنظمة أنها متواطئة مع العدو الصهيوني»، ودعت «الشعوب العربية إلى الانتفاض على هؤلاء الحكام والتحرك بكل الإمكانات والتظاهر أمام سفارات العدو في الدول العربية والغربية من أجل فضح جرائمه في حق الفلسطينيين».

وأكدت اللجنة «ضرورة دعم خيار المقاومة المسلحة، لأن التجارب أثبتت أن العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة المقاومة، التي بفضلها سيتحرّر كل الأسرى من السجون المظلمة، وستتحرّر الأرض والمقدّسات الإسلامية والمسيحية من رجس الاحتلال».

وتقدّمت نقابة المصورين الصحافيين في لبنان، في بيان، من نقابة الصحافيين في فلسطين والزملاء الفلسطينيين وشعبنا الفلسطيني بأحرّ التعازي، وتتمنى الشفاء العاجل للزملاء الصحافيين الذين أصيبوا خلال المواجهات في غزة، وحيت شعبنا الفلسطيني البطل وودعت بالرحمة للشهداء الابرار.

وإذ استنكرت النقابة بشدة جرائم الاحتلال في حق الإعلاميين وشعبنا الفلسطيني، دعت الأمم المتحدة وهيئاتها ووكالاتها المختصة بحماية الصحافيين وإلى التحرك الفوري، وترجمة قراراتها وخصوصاً قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2222 الى خطوات ملموسة وتوفير حماية ميدانية عاجلة للصحافيين الفلسطينيين ولشعبنا الفلسطيني الأعزل.

وحيّت النقابة «جهود جميع الصحافيين في ميادين العمل ومواقع الصدام والاحتكاك، وإصرارهم على مواصلة القيام بواجباتهم الوطنية والمهنية وكشف جرائم الاحتلال وتقديمها للرأي العام، رغم الأثمان الغالية وسيل الدم الذي يدفعونه كل يوم».

وأكد رئيس اتحاد المثقفين والأدباء المغتربين اللبنانيين الكاتب طلعت العبدالله، في تصريح، «الوقوف والتضامن مع شعبنا الفلسطيني في مواجهة الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني في حق هذا الشعب المناضل والذي يدفع ضريبة الدم والصمود عن كل العرب على مذبح التحرير والحرية ورفض الذل ومصادرة الحقوق»، مديناً «القرار الأميركي المتسلط ونقل السفارة الأميركية الى القدس، إلا أنها ستبقى عاصمة فلسطين الأبدية، وان لا شرعية قانونية لمثل هذا القرار الجائر المستبدّ الذي يهدف الى تهويد القدس وسلخ هويتها».

وأيّد العبدالله «موقف الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذي رفض التطبيع بكل أشكاله مع هذا العدو، وبتأكيد عروبة فلسطين والقدس الشريف»، داعياً إلى «وقفات تضامن ودعم وتأكيد من كل المثقفين والأدباء والكتاب على مساحة العالمين العربي والاسلامي وفي كل الدول التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان والتي يستجيبها وينتهكها العدو الصهيوني في حق شعبنا الفلسطيني الذي يقدم الشهداء والدماء الزكية كل يوم».

ونظمت «مستشفى الشهيد محمود الهمشري» في صيدا وقفة تضامنية مع الفلسطينيين، بدعوة من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان بتنفيذ يوم غضب في كل مستشفياتها ومؤسساتها الصحية، في ذكرى نكبة فلسطين ورفضاً للقرار الأميركي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس.

بدأ النشاط بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ثم كلمة لمدير المستشفى الدكتور رياض أبو العينين أكد فيها «وحدة الشعب في الوطن والشتات في هذه المناسبة الوطنية، وأن دماء الشهداء التي تنزف على أرضنا الطاهرة تروي أرض فلسطين لتنفجر براكين تحت أقدام الغزاة».

وشدّد أبو العينين على «رفض نقل السفارة الأميركية إلى القدس»، معتبراً «أن هذا القرار سيشعل المنطقة برمّتها ناراً لن تهدأ حتى زوال الاحتلال عن قدسنا الشريف». وقال «أما آن الأوان لشقّيْ الوطن أن يلتحما وأن ننهي هذا الانقسام البغيض كي نواجه المؤامرة على شعبنا سوياً وجنباً إلى جنب موحدين».

وفي الختام، توجّه أبو العينين بالتحية إلى «الأسرى في سجون الاحتلال وإلى الدماء الزكية التي تسقط دفاعاً عن شرف الأمتين الإسلامية والعربية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى