بيونغ يانغ: سيول تتحمّل مسؤولية توتر العلاقات ولن تتمّ المفاوضات ما لم تسوَّ المشاكل
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، «أنه لا يتم النظر في السيناريو الليبي، فيما يتعلق بكوريا الشمالية»، مشيراً إلى أنّ «الرئيس كيم جونغ أون سيبقى في السلطة».
ولفت الرئيس ترامب إلى أنه «في حال تمكنت الولايات المتحدة من التوصل لاتفاق مع كوريا الشمالية فإن كيم جونغ أون سيكون مسروراً جداً».
بيونغ يانغ
من جهتها، أعلنت كوريا الشمالية «أنّ جارتها الجنوبية هي من تتحمّل المسؤولية عن مستقبل العلاقات بين البلدين».
ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية، أمس، عن رئيس لجنة التوحيد السلمي لشبه الجزيرة الكورية، ري سون غون، قوله «إنّ بيونغ يانغ لن تجلس حول طاولة المفاوضات مع سيول ما لم تتم تسوية المشاكل التي أدت إلى إرجاء اجتماع وزاري كان من المقرّر عقده أمس».
وانتقد المسؤول الكوري الشمالي «تدريبات ماكس ثندر الجوية المشتركة بين سيول وواشنطن»، والتي انطلقت الجمعة رغم احتجاجات بيونغ يانغ، وندّد بـ «البرلمان الكوري الجنوبي لتفاوضه مع مَن وصفهم حثالة الناس ، دون إعطاء أيّ توضيحات».
فيما عبّر النائب الأول لوزير خارجية كوريا الشمالية كيم كي غوان، عن «رفضه القوي لتخلي بلاده عن سلاحها النووي»، مستشهداً «بما حلّ بليبيا بعد أن سلّمت برنامجها النووي لأميركا».
ونقلت إذاعة صوت آسيا الحرة الأميركية أمس، عن مبعوث وزارة الخارجية الأميركية بشأن حقوق الإنسان إلى كوريا الشمالية سابقاً، روبيت كينغ، قوله إنّ «النائب الأول لوزير الخارجية الكوري الشمالي كيم كي غوان، سبق أن أبدى رفضه القوي للطريقة التي سبق أن اتبعتها ليبيا في تخليها عن السلاح النووي».
وعقب إعلان ليبيا عن التخلي النووي، زار كينغ بصفته مدير اللجنة الدبلوماسية لمجلس النواب، مع النائب البرلماني توم لانتوس كوريا الشمالية عام 2005، ونقل إلى كوريا الشمالية رسالة بلاده التي تقول «إنّ خيار ليبيا حصل على نتيجة إيجابية».
وكانت بيونغ يانغ قد هدّدت أول أمس، بـ «إلغاء القمة المرتقبة بين الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ -أون والرئيس الأميركي دونالد ترامب إذا ما ضغطت واشنطن عليها من أجل التخلي عن ترسانتها النووية في شكلٍ أحادي».
وفي وقت أعرب فيه نائب الوزير الكوري الشمالي عن استعداده «لجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية»، معلناً أنه «يتعيّن على الولايات المتحدة أن تضع حداً لسياستها العدائية تجاه كوريا الشمالية ولتهديداتها النووية، كشروط مسبقة».
وكانت كوريا الشمالية قد أعلنت الاثنين عن إلغاء مفاوضات على مستوى وزاري مع كوريا الجنوبية وهدّدت بإلغاء القمة المرتقبة بين زعيمها كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترامب، احتجاجاً على المناورات.
سيول
فيما، أعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أنّ «قاذفات B-52 الأميركية، القادرة على حمل أسلحة نووية لن تشارك في التدريبات الجوية المشتركة، خلافاً للمرات السابقة.
ونقلت وكالة «يونهاب» عن مصدر عسكري لم تذكّر هويته قوله: «في تدريبات ماكس ثندر، التي بدأت يوم الجمعة شاركت مقاتلات الشبح الأميركية من طراز F-22 بالفعل في حين لم تنضمّ قاذفات B-52 حتى الآن إلى التدريبات التي ستستمر حتى الـ 25 أيار».
ويشمل التدريب السنوي الذي يستغرق أسبوعين وتتمّ استضافته بواسطة قيادة العمليات الجوية للقوات الكورية الجنوبية والقوة الجوية الأميركية السابعة، 100 طائرة، بما في ذلك 8 طائرات مقاتلة قادرة على تجنّب الرادارات من طراز «F-22»، بالإضافة إلى طائرات «F-16» .
وفي خطوة ذات صلة، قال مون تشونغ إن، المستشار الأمني الخاص للرئيس مون جيه – إن، في محاضرة في الجمعية الوطنية «إنّ القرار اتخذ في اجتماع طارئ بين وزير الدفاع، سونغ يونغ مو، والجنرال، فنسنت بروكس قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية».
وعقد الاجتماع لمدة 40 دقيقة على ما يبدو لمناقشة قرار بيونغ يانغ المفاجئ بإلغاء المحادثات بين الكوريتين المقرّرة يوم الأربعاء.
وانتقدت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية المناورات، واعتبرتها «استفزازاً في ظلّ تحسّن العلاقات بين الكوريتين».
وأظهرت بيونغ يانغ مراراً رفضها لنشر قاذفات بي -52، وهي جزء من المظلة النووية الأميركية فوق شبه الجزيرة الكورية.
وأكدت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية «أنّ واشنطن وسيول ستمضيان قدماً في التدريبات الجوية المشتركة الحالية كما هو مقرّر».
وقالت الوزارة في رسالة نصية أرسلت للصحافيين إنّ «العملية ستمضي كما هو مقرّر، وفي ما يتعلّق بذلك، لا توجد اختلافات بين الجنوب والولايات المتحدة».
وأضافت أنه «علاوة على ذلك، تمّ تصميم التدريبات لتعزيز قدرة الطيارين، ولم يرسم سيناريو لتنفيذ خطة تشغيلية أو مناورة هجومية».
بكين
في حين، دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي كل الأطراف المعنية بـ «تسوية قضية شبه الجزيرة الكورية لتجنّب عرقلة عملية السلام».
وقال الوزير الصيني للصحافيين أثناء زيارته إلى باريس: «لحلّ القضية حول شبه الجزيرة الكورية من الضروري أن تتحرّك الأطراف في اتجاه بعضها البعض لا في الاتجاهات المعاكسة»، متابعاً: «خاصة عندما يظهر طرف واحد مرونته في ما يظهر طرف ثانٍ عناده. لقد شهدنا ذلك في الماضي. ولا نريد أن نشهد تكراراً لهذه الظاهرة».
وأشار أيضاً إلى أنّ «تصعيد التوتر الحالي في شبه الجزيرة الكورية كان صعباً للغاية»، مضيفاً أنّ «الإجراءات التي اتخذتها بيونغ يانغ وسيول بمبادرتهما الخاصة تستحق الدعم».
وأضاف: «أما الأطراف الأخرى وخاصة الولايات المتحدة، فيجب أن تعتز بهذه الفرصة الصاعدة من أجل السلام. وعلى الجميع أن يشجعوا السلام».