رام الله تستدعي سفراءها لدى دول أوروبية للتشاور وهنية يدعو القادة العرب لقرارات ترقى لحجم التضحيات

أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية أنّها استدعت عدداً من سفرائها لدى بعض الدول الأوروبية التي شاركت في احتفال نقل السفارة الأميركية إلى القدس.

وأضافت الوزارة في بيان لها أنها استدعت سفراءها في كل من رومانيا والتشيك والمجر والنمسا للتشاور معهم، مضيفة أنها تعتبر هذه المشاركة «مخالفة جسيمة للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة».

من جهته، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، قادة الدول العربية إلى تشكيل جبهة لحماية فلسطين ومخاطر تصفية قضيتها.

وطالب هنية في رسالته، بحسب ما نشر الموقع الرسمي لحماس مساء أمس الخميس، القادة باتخاذ موقف حازم وقوي يضع حدًا للانحياز الأميركي الفاضح للاحتلال.

وحثّ على التوافق على استراتيجية عمل عربية تقضي بمقاطعة الاحتلال في المجالات كافة، إلى جانب عزله وفضح جرائمه وتقديم قادته المجرمين إلى المحاكم الدولية.

كما أكّد ضرورة رفض كل القرارات التي تنتقص من الحقوق والثوابت الفلسطينية، وعلى رأسها الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال، والوقوف ضد كل محاولات بعض الدول للتساوق مع نهج الإدارة الأميركية في التعامل مع القضية الفلسطينية.

وشدّد هنية على ضرورة إعلان إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 12 عاماً، والتحرّك العاجل لإنهاء المعاناة الإنسانية القاسية التي يتعرّض لها سكان القطاع الذين تفتقر حياتهم لأبسط المقوّمات الإنسانية.

وفي السياق، عضو المكتب السياسيّ لحركة حماس خليل الحية، قال إنّ مسيرات العودة مستمرّة حتى تحقيق أهدافها، مؤكداً أن فعاليات مسيرات العودة أصبحت «أسلوب حياة».

بدورها، رأت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي أن «المشكلة الرئيسية هي الإفلات الصهيوني من العقاب». وسألت عشراوي «ماذا ينتظرون من الفلسطينيين عندما يتم التحيّز ضدّهم ويتمّ الخروج عن القانون لضمّ مدينة القدس التي هي مدينة فلسطينية».

من جهة ثانية، تواصل التنديد العالميّ بالمجزرة الصهيونية في غزة. ففي فرنسا هاجمت النائب في البرلمان كليمنتين أوتين رئيس الكنيست الصهيوني الذي يزور باريس.

وخلال اجتماع وفد نيابي صهيوني مع أعضاء في لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية، قالت أوتين إن «الحكومة اليمينية المتطرّفة التي يرأسها نتنياهو تكافح ضد السلام»، مؤكدة أن «أيدي نتنياهو وترامب ملطّخة بالدماء».

وكان أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات قال أول أمس الأربعاء، إن الرئيس محمود عباس وقّع طلب انضمام فلسطين إلى عدد من الوكالات الدولية التابعة للأمم المتحدة.

وفي تصريحات لتلفزيون فلسطين، أكد عريقات إعداد ملفات لتقديمها إلى محكمة العدل الدولية، تتعلّق بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمةً للكيان الصهيوني، وأخرى إلى المحكمة الجنائية الدولية لفتح تحقيق قضائي مع المسؤولين الصهاينة بشأن الجرائم المرتكبة ضدّ الشعب الفلسطيني.

إلى ذلك، دعت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار في قطاع غزة، والقوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية المحتلة، جماهير الشعب الفلسطيني للمشاركة في «جمعة الوفاء للشهداء» اليوم الجمعة.

وأوضحت الهيئة في بيان أمس، أن الفعاليات ستبدأ بعد صلاة العصر مباشرة في الميادين تجاه مخيمات العودة الخمسة، مؤكدةً استمرار المسيرات حتى نيل الحقوق المشروعة وكسر الحصار.

وقالت إن مسيرات العودة والتي تحمل طابعها السلمي الشعبي، تحتاج من كل العالم تقديم الإسناد والدعم بأشكاله كافة، فلا يعقل أن يبقى هذا الاحتلال جاثماً فوق الأرض ويمارس أبشع أنواع الإرهاب والحصار ضد المدنيين العزل أمام مرأى ومسمع العالم، وفي ظل صمت عربي مطبق.

وهنأت الشعب الفلسطيني بقدوم شهر رمضان المبارك، مشيدة بدور الشعب بغزة البطل الذي ما زال يتصدى للعدو وجرائمه في مخيمات العودة ولشهداء العودة والقدس والجرحى.

وأكدت تواصل الفعاليات الشعبية والجماهيرية في مخيمات العودة الخمسة، مع الحفاظ على الطابع السلمي والشعبي لها. ونطالب أبناء شعبنا في كافة أماكن وجودهم للمشاركة الواسعة كما في قطاع غزة، تأكيداً على وحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.

من جهتها، طالبت القوى في بيان، الشباب الفلسطيني للتوجّه لجميع نقاط التماس مع العدو والالتحام مع جنوده ومستوطنيه في كل نقطة ممكنة في كل البلدات والمدن الفلسطينية، وذلك انتقاماً لدماء شهداء غزة الذين ارتقوا في أحداث النكبة.

وجاء في البيان «إلى الذين رسموا الوفاء ببذل دمائهم رخيصة غضباً لأجل القدس، ووفاء لكل قطرة دم من شهيد سالت على تراب فلسطين الطاهر، تدعوكم القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية للغضب والتصعيد والإقدام والالتحام مع الاحتلال على كل نقاط التماس».

من جهتها، دعت حركة حماس في الضفة الغربية الجماهير للمشاركة في فعاليات غد الجمعة والتوجه لنقاط التماس مع الاحتلال والالتحام معه في كل الأماكن.

وأكدت حماس ضرورة المشاركة الفاعلة في «جمعة الوفاء للشهداء» وذلك رداً على مجزرة الاحتلال البشعة بحق المتظاهرين السلميين في غزة، والتي أدّت لارتقاء 63 شهيداً.

وأردفت «نهيب بشعبنا الذي أسقط المؤامرات كلها، وأفشل ولا يزال بصموده كل محاولات التصفية للقضية الفلسطينية وعلى رأسها القدس أن ينتفض غضباً في وجه الاحتلال حتى يوصل رسالة واضحة بأن دماء شهدائنا الأبرار لن تضيع سدى، وأن المقاومة جاهزة في كل وقت للردّ على جرائم الاحتلال».

وشددت الحركة على أن مواصلة الحراك «من شأنه أن يحمي قضيتنا من الضياع، ويجعلها على سلم أولويات العالم»، مهيبة بالشباب المشاركة بقوة في مواجهات غد الجمعة وفاء لشهداء فلسطين.

يُذكر أن الضفة شهدت هذا الأسبوع مواجهات عنيفة بين الشبان الغاضبين وقوات الاحتلال في الضفة وغزة والداخل المحتل، حيث ارتقى 63 شهيدًا في غزة، ووقعت عشرات المواجهات في الضفة الغربية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى