مختصر مفيد
مختصر مفيد
الحملة على حزب الله
لم يترافق التزامن الأميركي الخليجي في الحملة على حزب الله مع حدث يتصل بعمل بارز ينسب لحزب الله يستهدف الأميركيين والخليجيين، ولا جاءت الحملة بالأسماء التي يتوّجها اسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في موضوعها المالي ذات معنى عملي مباشر. والكل يعلم أن لا أموال بأسماء الأشخاص المستهدَفين في المصارف الأميركية والخليجية.
توقيت الحملة يرتبط مباشرة بأمور أخرى تجري في المنطقة تكشف طبيعة الرسائل التي أريدت من خلال هذه الحملة. أولها وأهمها ما يجري في فلسطين، فالذي تريده الحملة هو إبلاغ الفلسطينيين بأن مَن يسلك طريق المقاومة من قوى ومواطنين وقادة ونخب يجب أن يضع في حسابه أنه تحت مجهر أميركي خليجي بانتظاره في غرفة العقوبات حتى التجويع.
التوقيت الثاني هي التحضيرات لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة بعد الانتخابات التي فاز حزب الله بمكانة مميزة فيها تحت شعار أطلقه السيد حسن نصرالله لمكافحة الفساد ويستدعي تطبيقه ما يستعدّ له حزب الله بالمشاركة في هيكلية مؤسسات الدولة التي ابتعد عنها طويلاً. والرسالة سلاح لحماية الفساد بجعل كل موقع يتقدّم إليه اسم يرشحه حزب الله مشروع استهداف على لوائح الإرهاب. فتصير الوزارات والإدارات محظورة عليه تحت شعار تفادي العقوبات ويهنأ الفاسدون وهم يجنّبون بلدهم العقوبات.
التوقيت الثالث هو التحضيرات لتحالفات تسبق ولادة الحكومة العراقية الجديدة بين خيارين يمثل حزب الله نموذجاً لأحدهما يتفوق أخلاقياً ووطنياً على الخيار الآخر. ويُراد من الرسالة للفريق الوسط قبل الانضمام إلى أحد المعسكرين أن يعلم ما ينتظره إن قرّر الخيار الذي يمثله حزب الله والهدف واضح ترجيح كفة حكومة تنقلب على المقاومة وتمدّد للاحتلال الأميركي في العراق.
رسائل العقوبات وصلت. وبدأ الرد عليها في فلسطين، حيث مَن لا يخشى الشهادة لن يقيم حساباً للعقوبات، وفي لبنان بتمسك الحزب بخياره بالمشاركة الواسعة مهما كان الثمن، وفي العراق بالمقارنة بين العراق في ظل خطر داعش لولا المقاومة وما ينتظر العراق بلا المقاومة.
ناصر قنديل