لم يتبق للأميركي سوى الظواهر الصوتية
ـ على مدار الساعة تعيد وتكرّر قناة «العربية» وفرعها قناة «الحدث» تقارير عن المعاني والأبعاد الخطيرة للقرار الأميركي الخليجي بفرض عقوبات مالية على الأمين العام لحزب الله ومعاونيه وتستنتج أنّ تحوّلاً نوعياً يصنعه القرار في معادلات المنطقة بمصادرة الأموال التي يملكها السيد نصرالله ومعاونوه في المصارف الأميركية والخليجية.
ـ يكفي هذا لنعرف انّ المفعول الوحيد للقرار هو أن يصير خبراً، وأن يوفر مادة للشغل الإعلامي، فساحة الحرب الوحيدة صارت الإعلام وتحتاج وقودها.
ـ عبر الإعلام يجري التمهيد لخلق مناخ نفسي لبناني وعراقي وفلطسيني يحذر حلفاء حزب الله أو من يسيرون في طريقه مما قد يطالهم، والمقصود طبعاً يتصل بالمواجهة الدائرة في فلسطين، ويشكل مثال حزب الله وانتصاراته أملها الكبير عسى تضعف مهابته ويخبو وهجه، وفي العراق عسى يخاف المتمسكون بخيار المقاومة من الانضمام إلى تحالفات تزعج أميركا والسعودية فتجلب عليهم عقوبات مماثلة، وفي لبنان لفرض أوراق تفاوضية قبيل تشكيل الحكومة الجديدة تسمح بطرح استبعاد مرشحي حزب الله لوزارات معيّنة.
ـ المعادلة الحقيقية هي أنّ شعب فلسطين ليست أمامه خيارات بديلة للمواجهة لم يختبرها والبديل الأميركي الخليجي هو بيع القدس وحق العودة، وفي العراق الخيار البديل حلّ الحشد الشعبي وتشريع بقاء الاحتلال، وفي لبنان لا مبرّر لمناقشة بدائل فالمعادلة أقوى من أن تهتزّ بالصخب والضجيج…
التعليق السياسي