الأسد: التعاون الاقتصادي السوري الإيراني هو أحد سبل مقاومة المشاريع الغربية بوتين وميركل يؤكدان عزمهما على الإسهام في العملية السياسية بسورية
استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، عباس آخوندي وزير الطرق وبناء المدن، رئيس الجانب الإيراني في اللجنة الاقتصادية الوزارية المشتركة بين سورية وإيران والوفد المرافق له.
الأسد
وأشار الرئيس الأسد إلى أنّ «تعزيز التعاون الاقتصادي بين سورية وإيران وجميع الدول التي تتمسك بالدفاع عن سيادتها واستقلالها يشكل واحداً من أهم سبل مقاومة المشاريع الغربية التي تتخذ من العقوبات والإجراءات الاقتصادية القسرية وسيلة لمحاصرة الشعوب والتضييق عليها وإخضاعها لسياسات الهيمنة الغربية».
آخوندي
من جهته هنأ آخوندي الرئيس الأسد والشعب السوري بـ»الإنجازات المهمة والانتصارات المتواصلة التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه في الحرب على الإرهاب، مؤكداً استمرار دعم بلاده لسورية في مختلف المجالات واستعدادها للمساهمة الفاعلة في عملية إعادة الإعمار».
وحضر اللقاء وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري محمد سامر الخليل رئيس الجانب السوري في اللجنة الاقتصادية الوزارية المشتركة بين سورية وإيران، بالإضافة إلى سفير سورية في طهران.
في سياق متصل، بحث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، خلال لقائهما في سوتشي، أمس، الملف السوري، مؤكدين «اعتزام روسيا وألمانيا الإسهام في العملية السياسية في سورية».
بوتين
وأشار بوتين إلى أنّ «كلاً من روسيا وألمانيا تعتزمان الإسهام في التسوية السياسية للأزمة السورية وإحلال الاستقرار على الأرض في هذه البلاد».
وقال بوتين، في مؤتمر صحافي مشترك مع ميركل عقب محادثاتهما: «على الرغم من الظروف الخارجية السياسية المعقدة ووجود اختلافات في المواقف من ملفات دولية عدة، إلا أنّ روسيا وألمانيا تعتبران أنه من المهم والمفيد الاستمرار بالاتصالات الدورية بين الجانبين».
وتابع بوتين: «إنّ الجانب الروسي مستعدّ للعمل مع الزملاء الألمان على أساس المنفعة المتبادلة أخذاً بعين الاعتبار مصالح شعبي البلدين».
وقال الرئيس الروسي في هذا السياق: «أكدنا ضرورة الإسهام المشترك في عملية التسوية السياسية بما في ذلك عبر منصتي جنيف وأستانة، وكذلك إحلال الاستقرار على الأرض وتقديم مساعدات إنسانية لسكان سورية».
وأضاف بوتين «أنّ موسكو تقدّر سعي ألمانيا للمشاركة جدياً في إعادة إعمار البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية في سورية»، وشدّد على أن «من المهم أن يجري تقديم كل المساعدات بالتنسيق مع السلطات الشرعية للبلاد».
وعلى صعيد متصل، شدّد الرئيس الروسي على «ضرورة إلغاء القيود المفروضة من قبل بعض الدول على إيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية»، مشيراً إلى أنّ «هذا الأمر يخدم مصالح أوروبا بالذات».
وقال بوتين: «إذا أراد الأوروبيون أن يعود اللاجئون في أوروبا إلى بيوتهم في سورية، فإن ذلك يتطلب رفع القيود غير المفهومة بالنسبة لنا على تقديم المساعدات لسورية، خاصة في تلك الأراضي التي تخضع لسيطرة حكومة الجمهورية العربية السورية».
ودعا بوتين إلى «الإسراع في إعادة إعمار سورية»، لافتاً في هذا السياق إلى أنّ «بعض المناطق في البلاد، مثل مدينة الرقة، لا تزال مدمّرة بالكامل تقريباً»، وأضاف بالقول: «كيف يمكن أن يعود الناس إليها وما زال كل شيء مدمراً هناك؟».
كما أشار الرئيس الروسي إلى «أهمية الابتعاد عن تسييس ملف المساعدات الإنسانية لسورية»، لافتاً إلى «ضرورة تكثيف أوروبا جهودها لإغاثة السوريين في بلادهم».
ميركل
من جانبها، أكدت ميركل وجود «مصلحة استراتيجية» لألمانيا في «دعم العلاقات الودية مع روسيا»، موضحة: «لقد دعوت حتى في الفترات الأكثر صعوبة إلى مواصلة عمل مجلس روسيا – الناتو والاستمرار بالاتصالات من قبل الاتحاد الأوروبي».
وأضافت المستشارة الألمانية: «أعتقد أنّ مواصلة الحوار أمر بالغ الأهمية، وهناك اتصالات واسعة جداً بين مجتمعينا المدنيين، وأنّ على التعاون الألماني الروسي أن يتجاوز الخلافات الكبيرة والمبدئية للغاية، وأود التشديد مرة أخرى على الحاجة إلى الحوار بين بعضنا بعضاً خلال سعينا إلى حل المشاكل».
وأشارت ميركل في هذا السياق إلى «وجود ملفات تلتزم روسيا وألمانيا بمواقف مشتركة منها»، لافتة إلى أنّ لقاءها مع بوتين «عقد في لحظة جيدة».
ونوّهت المستشارة الألمانية إلى «ضرورة وضع خطة مشتركة للعمل على التسوية السياسية في سورية عبر منصة الأمم المتحدة».
وقالت ميركل خلال المؤتمر الصحافي: «تحدثنا عن سورية، وتبادلنا الآراء حول هذه القضية بصورة مكثفة، وأعتقد في هذا السياق أن العملية الجارية برعاية الأمم المتحدة تمثل فرصة يجب أن نعمل على الاستفادة منها».
وأضافت ميركل: «الخطوات التالية التي يجب اتخاذها من شأنها أن تؤدي إلى وضع خطة عمل مشتركة ستتم مناقشتها عبر الفرق المعنية، وندعم كل جهود عمل المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا».
وفي سياق متّصل، شدّدت المستشارة الألمانية على «ضرورة رفع الحكومة السورية الإجراءات التي قد تعرقل عودة اللاجئين من سورية إلى وطنهم»، وقالت «إنّ ألمانيا ستطلب من روسيا الإسهام في هذا الموضوع».
وأضافت ميركل: «لا بدّ من العملية السياسية، ويجب أن ينطلق ذلك بأسرع وقت ممكن، ونريد الإسهام في ذلك، وأكدت قلقنا من القانون رقم 10 في سورية، الذي ينصّ على أنّ الناس يفقدون ممتلكاتهم حال عدم تسجيلهم لها في الفترة الزمنية المحددة، وهذا نبأ سيئ جيداً بالنسبة لجميع مَن يريد العودة إلى سورية».
وتابعت ميركل: «هذا الأمر سنتحدث عنه اليوم أيضاً وفي وقت لاحق بصورة مفصلة، وسنطلب من روسيا استخدام نفوذها لتخلي الرئيس السوري بشار الأسد عن هذه الخطوة».
واعتبرت ميركل «أنّ هذا القانون سيخلق عراقل ملموسة أمام عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم».
كما ركّز الرئيسان، خلال محادثاتهما في سوتشي على الملف النووي الإيراني على خلفية انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة الخاصة هذه القضية.
وأكدت ميركل في تطرقها إلى هذا الموضوع أنّ «ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والشركاء من الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي تدعم هذا الاتفاق»، وأضافت: «لكننا نعلم أن وضعاً استثنائياً تشكل مؤخراً بعد انسحاب واشنطن ».
وتابعت مشدّدة: «أنّ هذا الاتفاق ليس مثالياً، لكن وجوده أفضل من غيابه على الإطلاق».
وأضافت ميركل «أنّ الأوروبيين، من بينهم الألمان، مستمرون بالتواصل مع إيران، ويحثونها على البقاء في إطار الاتفاق»، ولفتت إلى أنّ «وجود الصفقة يوفر مزيداً من الأمن والرقابة والشفافية».