برّي تعلن من عين التينة فعاليات مهرجانات صور الدولية ـ 2018:

أطلقت رئيسة اللجنة اللبنانية لمهرجانات صور والجنوب رندة عاصي برّي فعاليات مهرجانات صور الدولية لعام 2018، والتي ستقام تحت اسم «مهرجان الشقيف» في قلعة أرنون ـ الشقيف، خلال مؤتمر صحافي عقدته في مقر الرئاسة الثانية في قصر عين التينة بحضور وزير السياحة أواديس كيداديان ووزير الثقافة غطاس خوري، رئيس الحركة الثقافية في لبنان بلال شرارة، رئيس اتحاد بلديات الشقيف محمد جميل جابر، محافظ النبطية محمود المولى، رئيس بلدية أرنون فواز قاطباي، رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق، نقيب الصحافة عوني الكعكي،

نقيب المحرّرين الياس عون، نقيب الممثّلين نعمة بدوي، وحشد من الإعلاميين والصحافيين والشعراء المشاركين في المهرجان.

بعد النشيد الوطني، طلبت برّي الوقوف دقيقة صمت عن روح الراحلة مي عريضة الرئيسة الفخرية لمهرجانات بعلبك الدولية.

وتحدّث الوزير خوري بكلمة مقتضبة: نرحب اليوم بما تقوم به لجنة مهرجانات صور الدولية لما فيه من إرث ثقافي ولما له من أثر مهم في تاريخ لبنان الفني والحضاري. لذلك وقوفنا إلى جانب السيدة رنده برّي في مكانه الصحيح. وهذه الوزارة سوف تبقى في خدمة المواطنين اللبنانيين وأهل الجنوب في كل ما له علاقة بإرثنا وثقافتنا.

برّي

بعد ذلك، ألقت برّي كلمتها وجاء فيها: لأنها مهرجانات صور وأيضاً الجنوب، فإن صور ستكون على موعد هذه السنة مع الفنانة اللبنانية القديرة جوليا بطرس ليلتَي الحادي والعشرين والثاني والعشرين من تمّوز، وسنقيم احتفالنا السنوي وفعالياته وأنشطته الثقافية هذه السنة في ساحة قلعة الشقيف أرنون، وفي السنوات المقبلة سنحاول أن نقيم مهرجانين على الاقل في موسم الصيف من أجل المواقع الأثرية الأخرى مثل قلعة دبي، شقرا، ودير كيفا، وقلاع تبنين وشمع.

لماذا اختيار قلعة الشقيف؟ لأنها الشاهدة على التاريخ والإرث الحضاري للبنان والتي تحطمت عند أبراجها كل المحاولات و كان أكثرها همجية وغطرسة الحروب العدوانية «الإسرائيلية» التي تركت بصماتها واضحة على هذا المعلم الإنساني والتاريخي.

ولإننا وإياكم معنيّون في الاستمرار في معركة الدفاع عن تراثنا وحضارتنا وقيمنا الإنسانية والتاريخية، وبخلق وعي جماعي حيال هذه الأمكنة المهمة والاستراتيجية في وطننا، ليس بما تمثل فقط من مجموعة حجارة وأعمدة وابراج وعقود هندسية ومعمارية، إنما بما تمثل أيضاً من أبعاد إنسانية وثقافية وتاريخية ومعنوية.

لذلك كلّه، ركزت لجنة مهرجانات صور والجنوب والجمعية الوطنية للحفاظ على آثار وتراث الجنوب اللبناني آثار جل والتي لي شرف رئاستها، على المطالبة بترميم هذه القلعة وإعادة الاعتبار إليها.

ونحن اليوم نعمل لتوجيه أنظار وعناية كل اللبنانيين والعرب والعالم، إلى أهمية هذا الموقع التاريخي الذي سوف يتحدث عن نفسه في ليالي المهرجان حيث سيقوم مختصون في المجال البصري والضوئي بجعلها قطعة من السماء، إلى جانب انها تقع إلى الاعلى من تلال منطقة النبطية على مد عيوننا والنظر، نحو مرجعيون والخيام وحاصبيا وحرمون وجبل الشيخ والجليل الفلسطيني.

إن مهرجاننا لهذه السنة وككلّ سنة، يتفرّد عن المهرجانات الاخرى على مساحة لبنان بأن برنامجه ثقافي، فني، حضاري وترفيهي.

ففي المهرجان ليلة الشعر العربي التي ميّزت مهرجان صور في الملعب الروماني، فقد تناوب على هذه الليلة خلال السنين السابقة كبار الشعراء العرب، ويشارك هذه السنة أيضاً في ليلة ختام المهرجان في الخامس من آب، نخبة عزيزة يتقدّمهم من العالم العربي الشعراء: المنصف المزغني من تونس، وحسن شهاب الدين من جمهورية مصر العربية، وأنور الخطيب من فلسطين، ومن لبنان أمير شعراء العروبة المير طارق آل ناصر الدين، وشاعر المحكية المميز الدكتور ابراهيم الشحرور، وطبعاً يقدم المهرجان الشاعر الفنان سليم علاء الدين. كما انه وللمرّة الأولى، سنكون على موعد مع اضافة نوعية لليلة الشعر العربي وهي عملية انصهار وتكامل بين الشعراء وطلاب فنون من مختلف الجامعات اللبنانية، حيث سيقومون بالرسم على لوحات الكترونية IPad وستنتقل رسومهم وتسلط على القلعة من خلال تقنيات عالية.

لقد بدأت بالشعر لأنه ميز المهرجان، كما كان موقع ليلة الزجل قبل ان فقدنا الكبار السيد محمد المصطفى، زغلول الدامور، أسعد سعيد، الزين شعيب، عبد المنعم فقيه، علي الحاج ورفعت مبارك وآخرين.

ومهرجاننا لهذه السنة سيكون أيضاً في موعد مع الابداع والتألق من خلال التقنيات عالية الجودة، وبمشاركة نخبة عربية وعالمية ولبنانية من كبار الفنانين، يتقدمهم الفنان العربي التونسي القدير لطفي بوشناق، الذي يغنّي الوطنية، ويخاطب المجتمعات كافة بشجن وبصوت يتفرد به، في ليلة الثامن والعشرين من تموز،

يسبقه إلى منصة المهرجان في ليلة الافتتاح في السادس والعشرين من تموز الموسيقي اللبناني Guy ManouKian وفريق Gipsy kings في توليفة رائعة،

وهذه السنة أيضاً وكما في سنوات سابقة سيكون لجماهير ومحبّي الفنان اللبناني القدير عاصي الحلاني حصة لحضوره الرائع والمتألّق دوماً في الثالث من آب.

أمّا في الرابع من آب فموعد جمهور المهرجان مع تجربة فريدة من الأوبرا الحديثة والتي ابتدعتها الفنانة الأوبرالية الأوكرانية ARINA DOMSKI مع فرقتها الاستعراضية وهي تنفرد بهذه الاضافة النوعية للأوبرا.

نحن لجنة المهرجان الوحيدة التي لم تولد وفي فمها ملعقة من ذهب، بل ولدت من رحم التاريخ في الملعب الروماني الكبير لمدينة صور، ولم تجد اللجنة الامور أمامها سهلة ومبسّطة، فنحن نناضل كما في كل عام، من اجلنا ومن أجل لجان المهرجانات جميعاً، لنحقق شراكة القطاعين العام والخاص مع الفن والثقافة.

هذه السنة، ننتظر من وزارتي السياحة والثقافة أدواراً مميزة، بل حضوراً لأدوارهما، وكذلك الامر بالنسبة إلى وزارة الاعلام ومؤسسات الرأي العام الاعلامية.

هذه السنة، أدعو اشقاءنا العرب وكل اللبنانيين المقيمين والمغتربين الذين يزورون لبنان، إلى حضور مهرجاننا في الشقيف، وإلى المشاركه في هذا الحدث الفني والثقافي المتميز. وقد أعدت إدارة المهرجان خطة تنظيمية متكاملة لوصول ونقل المشاركين براحة وأمان.

وأخيراً، بِاسم لجنة مهرجانات صور والجنوب، هذه اللجنة الدولية التي اصبح لها سجل حافل في بناء وصنع المهرجانات، بِاسم كل الجنود المعلومين والمجهولين في تخطيط وصوغ البرنامج والمكان والاعمال، أعلن إطلاق فعاليات مهرجانات صور والجنوب من قلعة الشقيف من السادس والعشرين من تموز وحتى الرابع من آب 2018.

كاداديان

وتحدّث وزير السياحة كاداديان قائلاً: هذا مهرجان ترفع له القبعة بالشكل والمضمون. فبالشكل يقام المهرجان في قلعة هي رمز للبطولة ولعنفوان اللبناني والمكان الذي اندحر فيه العدو الاسرائيلي، وهو مكان مميز جداً كان لي شرف زيارته في السنة الماضية مع النائب ياسين جابر. أقول اليوم اننا في الدولة مقصّرون بحق هذه القلعة، وقد دعونا في نهاية العام 2017 وفداً من منظمي المهرجانات والاحتفالات من كافة الدول العالم وعندما أخبرناهم عن جولاتنا السياحية لهم كان شرطهم الاساسي زيارة قلعة الشقيف في الجنوب واستغربت اننا نملك هذا الكنز السياحي الذي لا نعرف قيمته وهو ما يمكن ان يستقطب كماً هائلاً من السيّاح العالميين إلى لبنان.

أشكر السيدة رنده برّي على مبادرتها لإقامة مهرجانات صور هذه السنة في هذه القلعة التاريخية. ونفتخر اليوم أننا نقيم المهرجان، لا من أجل الإشادة بالفنانين والمشاركين في السهرات فحسب، بل عن فنّ وثقافة وشعر ونتاج ممزوج بين اللبناني والأجنبي وإعطاء مساحة للأوبرا والفن الراقي.

المولى

بدوره، تحدّث محافظ النبطية محمود المولى وقال: لفتني الحسّ الثقافي لدى السيدة رندة عاصي برّي. ففي عام 2000 بعد التحرير عملنا على إضاءة القلعة ليتسنّى للجميع مشاهدتها ليلاً عن بعد من كافة الأقضية المطلّة عليها في المنطقة من مرجعيون، من الداخل المحرّر، من النبطية وشوكين وميفدون وأرنون. ولفتني هذا الحس الثقافي لدى السيدة برّي وعلاقتها بالارض وحثّي على العمل من أجل المحافظة على إرث القلعة، فعملت بأكثر من صفتي محافظاً، وبمساعدة الكل، ممّن كانوا متشوّقين لرؤية هذه القلعة بعد التحرير.

واعتبر المحافظ أن كلام برّي عن أننا شرطة ورسل نمرّ على هذه المشاريع لدعم المستقبل الثقافي والسياحي في لبنان سيبقى من أجل ما يفيد المجتمع والشباب اللبناني والإرث التراثي والتعاون من قبل الجميع لإنجاح هذا المشروع.

وختم المولى: لن نهمل الجنوب وتحديداً النبطية بعدما فرضت مهرجانات صور خصوصية ثقافية وسياحية، ستجول في كل سنة ضمن مهرجانات في الجنوب. وهذه السنة كان في محافظة النبطية منطقة أرنون وتحديداً في قلعة الشقيف، وقد استقبلت القلعة سابقاً الشاعر جمال أبو الحسن بأمسيات بانورامية وفنية وشعرية وبتحضير وحضور مميّزين، وغنّت قربها الفنانة جوليا بطرس بعد التحرير مباشرة.

هذه السنة ستكون القلعة حاضرة ومحافظة النبطية مفتوحة في السنوات المقبلة كما كانت في السنوات السابقة لاستقبال المهرجانات والحفلات الفنية، في كل مناطقها كما هي مفتوحة للشعائر والدليل ما يقام في القرى من احتفالات والتحضيرات لاستقبال فنانين عالمين، ونعود اليوم لقلعة الشقيف بعد تأهيلها وترميمها لاستقبال الجماهير بعدما كان الانقطاع عنها في إقامة النشاطات قسراً للمحافظة على سلامة روّادها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى