مباراة تابعها الملايين عبر العالم وسمتها المثال: يفرح كثيراً من يسجّل أخيراً الملكي يكسح الكتالوني في كلاسيكو الليغا الأوّل لهذا الموسم

حسم ريال مدريد الكلاسيكو الأول في الليغا لهذه السنة لمصلحته بالفوز على برشلونة 3ـ1، في المباراة التي أقيمت بينهما مساء أول من أمس السبت على ملعب سانتياغو برنابيو، معقل الملكي، وذلك ضمن مباريات الأسبوع التاسع من الدوري الإسباني. وبهذه النتيجة، يرتفع رصيد ريال مدريد إلى 21 نقطة في المركز الثاني موقتاً خلف برشلونة المتصدّر، الذي توقف رصيده عند 22 نقطة.

الكلاسيكو جاء تكتيكياً في المقام الأول على رغم النتيجة، واعتمد الريال على السرعة، بينما لجأ البرشا إلى التمريرات القصيرة، وعاب أداءه البطء.

أحرز للريال رونالدو د 35 من ركلة جزاء ، وبيبي د 50 وبنزيما د 61 وأحرز هدف برشلونة نيمار د 4 .

أنهى الملكي نظافة شباك البرشا، والتي استمرت لمدة 8 أسابيع وألحق به الهزيمة الأولى في الليغا هذا الموسم، واكتفى برافو حارس برشلونة برقمه الذي سجّله. ودخل الميرينغي بهذا الفوز المنافسة الشرسة على صدارة الليغا.

فاجأ إنريكي، مدير برشلونة الفني الجميع، بالدفع بسواريز منذ بداية اللقاء، ولعب بطريقة 4-3-3 بتقدم الثلاثي سواريز وميسّي ونيمار. بينما لعب آنشيلوتي المدير الفني للريال بتشكيلته الأساسية، بطريقة 4-4-2 بتقدّم الثنائي رونالدو وبنزيما.

أشعل الفتى الذهبي نيمار أجواء الكلاسيكو مبكراً، عندما تلقّى الكرة من الجهة اليسرى في الدقيقة الرابعة، وراوغ كارفخال وبيبي، مسدداً في الزاوية اليسرى للحارس كاسياس، محرزاً هدف برشلونة الأول، ورافعاً رصيده إلى تسعة أهداف في الليغا هذا الموسم.

الهدف المبكر لم يكن محبِطاً لأبناء النادي الملكي، واندفعوا في إعصار هجوميّ قويّ، وأهدر بنزيما فرصة محققة عندما انفرد بمرمى برافو، لكنه سدد برعونة. وحصل ميسّي على البطاقة الصفراء لخشونته مع كروس. وفي الدقيقة 11 أنقذت العارضة برشلونة من هدف التعادل، عندما تصدّت بدلاً من الحارس لرأسية بنزيما.

خبرة لاعبي البرشا ظهرت، عندما استغلوا مهارة التسليم والاستلام في منتصف الملعب، لامتصاص حماسة نجوم الريال المندفعين، واستغلوا المساحات الخالية، إذ شهدت الدقيقة 23 فرصة خطِرة أهدرها ميسّي، بعدما سدّد عرضية متقنة من سواريز في الحارس كاسياس. بينما طالب رونالدو بركلة جزاء.

كوّن الثنائي إيسكو ومارسيلو المتألق جبهة يسرى قوية، قادت معظم محاولات الريال، خصوصاً مع وجود رونالدو، بينما قام ميسّي بدور صانع الألعاب في برشلونة، تاركاً المنطقة الأمامية لسواريز ونيمار.

المحاولات المستمرة من الريال أسفرت عن ركلة جزاء، بعدما منع بيكيه عرضية مارسيلو بيده داخل منطقة الجزاء، سددها رونالدو في الزاوية اليسرى للحارس برافو، محرزاً هدف التعادل في الدقيقة 35، وهو الهدف الأول الذي تستقبله شباك برشلونة منذ بداية البطولة، لينتهي الشوط الأول بالتعادل.

مع مطلع الشوط الثاني، أدرك لاعبو الريال أن نتيجة التعادل لن ترضي طموحات جمهورهم، الذي يرغب في مطاردة برشلونة على الصدارة، فاندفعوا للهجوم من جديد، وفي الدقيقة 50 أرسل كروس كرة عرضية من ركلة ركنية قابلها بيبي المتقدّم برأسه في شباك الحارس برافو، محرزاً الهدف الثاني لفريقه والأول له في تاريخ الكلاسيكو.

تخلى لاعبو برشلونة عن سياسة امتلاك منتصف الملعب فقط، وبحثوا عن الإيجابية على المرمى، وحوّل كاسيّاس تسديدة ماثيو إلى ركنية بصعوبة. بحث إنريكي عن حلول سريعة فدفع براكيتش بدلاً من تشافي لتنشيط منتصف الملعب.

شهية لاعبي الريال لم تتوقف عند تحقيق الفوز بل تخطت ذلك، واستطاع إيسكو أن يستخلص الكرة من إنييستا، ويقوم بهجمة مرتدة سريعة مستغلاً سرعة لاعبي الملكي، فرسم لوحة فنية رائعة ومرّرها إلى رونالدو الذي سلمها إلى رودريغيز لتصل في النهاية إلى بنزيما، فسدّد في الزاوية اليمنى محرزاً الهدف الثالث في الدقيقة 61.

حاول إنريكي التدخل قبل أن يحدث انهيار في الفريق، فدفع بسيرغي روبيرتو بدلاً من إنييستا، ولكن لم تتغير الأمور، إذ كان البطء هو العيب الأول في هجوم الفريق الكتالوني، وهو ما أتاح الفرصة أمام قطارات الريال السريعة لتهديد المرمى باستمرار خلال الدقائق الأخيرة، خصوصاً مع وجود فجوة بين خطّي المنتصف والدفاع في البرشا. ويدخل إيراماندي والعائد خضيرة بدلاً من المتألق إيسكو وبنزيما قبل النهاية لينتهي اللقاء بفوز الريال.

ميسّي خارج التغطية

انتقدت الصحافة العالمية أداء ليونيل ميسّي خلال الكلاسيكو، فقالت صحيفة «دايلي ميل» البريطانية: «ظهر ميسّي خارج التغطية بعد هدف ريال مدريد الثالث، وفي الوقت الذي كان فريقه يحتاج إليه، لم يكن الأرجنتيني في يومه».

أما صحيفة «ماركا» المدريدية فقالت: «تفوّق ريال مدريد بشكل واضح، واستطاع دفاع ريال مدريد احتواء ليونيل ميسّي طوال الدقائق».

وكانت صحيفة «آس» المدريدية أيضاً سعيدة بغياب ميسّي عن اللقاء، وقالت: «لم يكن اليوم السبت سعيداً لميسّي، لم ينجح في جذب أيّ انتباه إليه».

يذكر أنّ ميسّي كان يستطيع تحطيم رقم تيلمو زارا كأفضل هدّاف في تاريخ الدوري الإسباني في هذا الكلاسيكو، لكنّه أخفق.

بنزيما… رجل الفرصة الواحدة

حافظ الدولي الفرنسي كريم بنزيما مهاجم ريال مدريد على سجله المميز في المواجهات الأخيرة التي جمعت الريال بالغريم التقليدي برشلونة، بتسجيله هدفاً من الأهداف الثلاثة حقّقها فريقه.

واستغلّ بنزيما في الشوط الثاني كرة مرتدة من الفريق الملكي وصلت إلى جيمس رودريغيز الذي أعطى كرة بينية مميزة تقدّم لها بنزيما المتمركز في وضعية جيدة قبل أن يُسجل الهدف الثالث للريال.

وحافظ الفرنسي بهذا الهدف على سجلٍ مميز يحمله في الكلاسيكو، إذ يُسجل في رابع كلاسيكو على التوالي يجمع الفريقين على ملعب سانتياغو بيرنابيو، فضلاً عن كرة ارتطمت بالعارضة.

وأثنت «ماركا»، الصحيفة المدريدية، على الأدوار التي قدمها بنزيما لفريقه في المباراة، واصفةً دور الفرنسي في التشكيلة بدور البطولة في المسرحية المميزة التي قدّمها ريال مدريد.

وكان كريم بنزيما قد أهدر عدّة فرص في الشوط الأول أغضبت الجماهير الملكية منه

آنشيلوتي يقبّل إيسكو

المباراة شهدت تألّق النجم الإسباني الشاب إيسكو آلاركون بشكل لافت للغاية في الواجبات الدفاعية والهجومية، إذ ساعد في صنع هجمة الهدف الثالث لفريقه بعد متابعة خطأ من آندريس إنييستا.

وظهر على شاشات التلفزة المدرّب كارلو آنشيلوتي يقبّل إيسكو أثناء استبداله، وكأنه يشكره على الأداء الذي قدّمه في المباراة.

يذكر أن إيسكو أصبح لاعباً أساسياً في تشكيلة النادي الملكي بعد إصابة النجم الويلزي غاريث بايل.

ضحيّة ومنقذ

وشهد اللقاء عدّة اختبارات تعرّض لها الحارسان كاسياس وبرافو.

هدف نيمار في الدقيقة الرابعة لا يتحمّل إيكر كاسياس مسؤوليته، فطريقة التسديد كانت صعبة وزاوية المرمى كانت بعيدة عن كاسيّاس، إضافة إلى قرب اللاعب نسبياً من المرمى، وعلى رغم أن خيار التسديد لدى نيمار كان متوقعاً على طريقة روبن الشهيرة، إلا أن زاوية التسديد من الصعب توقّعها.

في الدقيقة الخامسة أُتيحت فرصة لبنزيما من الزاوية اليمنى للحارس برافو، لكن الأخير خرج من مرماه بتوقيت مثالي، وأغلق المساحة على بنزيما فاضطر لتسديد الكرة بعيداً.

تقدّم برشلونة بالنتيجة دفع ريال مدريد للضغط على مرمى برشلونة للعودة بالنتيجة، لكن الاختبارات التي تعرض لها قبل ضربة الجزاء كانت سهلة نسبياً، إلا أنّ الحارس برافو ظل متيقظاً ويخرج في الوقت المناسب.

في الدقيقة 22 تصدّى كاسيّاس لهدف مؤكّد لميسّي الذي استقبل عرضية ليجد نفسه وجهاً لوجه مع كاسياس، فسدّد الكرة، لكن حارس الملكي أبعدها بركبته بطريقة صعبة، تمركز كاسياس وخروجه من مرماه أكثر من خطوة قلّصا المساحة أمام ميسّي وساعداه في تشتيت الكرة، فأبقى فريقه في أجواء المباراة ولم يقتلها.

بعد دقائق من بداية الشوط الثاني استغلّ الريال نقطة ضعف برشلونة في الكرات الثابتة، فنجح بيبي في تسجيل الهدف الثاني للريال، لكن برافو لا يتحمل أي مسؤولية، نظراً إلى زاوية الكرة البعيدة جداً عنه، إضافة إلى قوة التسديدة.

في الدقيقة 55 عاد كاسيّاس إلى التألق فتصدّى لتسديدة مدافع برشلونة ماثيو، التسديدة كانت في طريقها إلى الشباك في أعلى زاوية المرمى اليمنى لكاسياس الذي ارتقى لها بيديْه ليحوّلها ركنية إلى برّ الأمان. تمركز كاسياس ونقطة انطلاقه وقفزه، كل ذلك ساعدته في إبعاد الكرة، ليُنقذ فريقه مرّة أخرى من هدف مؤكد.

في الدقيقة 61 سجّل بنزيماً هدفاً لا يتحمل برافو مسؤوليته، فالحارس خرج من مرماه عدّة خطوات سريعاً بمجرد استلام بنزيما الكرة في منطقة الجزاء لتضييق المساحة، لكن تسديدة بنزيما كانت قوية وفي زاوية صعبة.

إجمالاً، لا يتحمل الحارسان مسؤولية الأهداف الأربعة في المباراة، وإن كان برافو مطالباً بالتفاهم أكثر مع مدافعيه وتوجيههم خلال الكرات الثابتة لكنه كان ضحية دفاع فريقه المشتّت، كما أعاد كاسيّاس الثقة إلى جمهور الريال بعد فترة صعبة.

كسر هيبة الكبار بالإنذارات

للمرّة الأولى منذ فترة طويلة، ينتهي كلاسيكو الكرة الإسبانية بين ريال مدريد وبرشلونة من دون جدل تحكيمي شديد.

بدا حكم اللقاء جيل مانزانو، هادئاً وواثقاً، ما انعكس بقوّة في قراراته التحكيمية، إذ لم يخش نجومية لاعبي الفريقين، ولم يشهد الكلاسيكو الاعتراضات المعتادة من اللاعبين.

مانزانو أظهر شجاعة تحكيمية كبيرة في الشوط الأول، إذ أشهرَ البطاقة الصفراء ثلاث مرات في وجه نجوم البرشا: ميسّي ونيمار وجونيور بسبب الخشونة ضد الظهير الأيمن دانييل كارباخال، إضافة إلى بطاقة أخرى مستحقة لجيرار بيكيه بعد لمس الكرة باليد، ما أدّى إلى ركلة جزاء سجّل منها رونالدو هدف التعادل في الدقيقة 35 من الشوط الأول.

شبح البطاقات الصفراء طارد كتيبة الفريق الكتالوني، وطاولت البطاقات على غير العادة، نجوم الهجوم وخطّ الوسط، إذ نال إنييستا بطاقة صفراء بسبب الخشونة ضد الكرواتي لوكا مودريتش.

ولم يمنع تفوّق ريال مدريد في الشوط الثاني، ونجاحه في التقدّم، الحكم جيل مانزانو في اتخاذ القرارات الحاسمة ضد الفريق الفائز، إذ أنذر كارباخال للخشونة. وقبل أن يلفظ الكلاسيكو أنفاسه الأخيرة، أنذر الحكم النجم البرتغالي رونالدو بسبب تعدّيه من دون كرة على دانييل آلفيس، وأشادت الصحف ووسائل الإعلام الإسبانية بأداء جيل مانزانو، الذي لم يبدِ أي من مدرّبي الفريقين سواء الفائز كارلو آنشيلوتي أو المهزوم لويس إنريكي تحفظاً على قراراته طوال 90 دقيقة.

بينالدو… لا رونالدو

لم تكن خسارة برشلونة أمام ريال مدريد سهلة على الطرف الكتالوني، فالنتيجة كادت أن تكون أكبر من 3ـ1، وللمرة الأولى منذ فترة طويلة يظهر الفريق الملكي متفوقاً بكل عناصر كرة القدم على أرض الملعب عندما يواجه برشلونة.

وجاء رد فعل صحيفة «إلموندو ديبورتيفو» الكتالونية وأكثر صحف الإقليم تعصباً قوياً للغاية على هذه الخسارة، فوضعت عنواناً يصف هدف كريستيانو رونالدو بقولها «إنه بينالدو»، وتقصد بذلك عدد الأهداف الكثيرة التي سجّلها من ركلات جزاء.

ولم تكتفِ الصحيفة بإلقاء اللوم على ركلة الجزاء، بل أضافت أن برشلونة لعب نصف ساعة ثم اختفى، وأن الفريق كان فاقداً تجانسه وتوازنه وروحه القتالية، ما يجعل الخسارة مستحقة، وإن كانت ركلة الجزاء قد سهّلت حدوثها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى