أيها الدواعش: طرابلس ليست طابوراً خامساً
وليد زيتوني
طرابلس ليست مدريد. خالد الضاهر ليس الجنرال «إميليو مولا». ولا أبو بكر البغدادي هو الجنرال فرانكو. بالرغم من التشابه الفاشي بين الحالتين، فإنّ الجنرال فرانكو وقائده الميداني مولا كانا يبحثان عن وطن ونظام، بينما أبو بكر البغدادي وخليفته المستنبي يبحثان عن تدمير وطن وفوضى تقوّض النظام، تسحق القيم وتعيث بالمجتمع.
طرابلس مدينة تريد أن تحيا حياة كريمة عزيزة. أن يكون المواطن فيها حراً بحدود القانون، مواطناً منتجاً بحماية الدولة. إن أحداث طرابلس بين الدولة وبين عصابات ومرتزقة وشذاذ افاق لا ينفعهم ولن يفيدهم تلطيهم بإيديولوجية طائفية يرفضها أهل الطائفة نفسها. إنما بعض المستنوبين والمستوزرين والمستفيدين من البترودولار، هم من شكلوا الغطاء الشرعي، وبنوا أحلامهم على الشعبوية التي لا تنتج إلا الزعامات الزائفة، والمؤسسات الزائلة. وبالتالي لا تشكل طرابلس طابورا خامساً أو رتلاً عسكرياً يساند الأرتال التي تحاول الدخول الى طرابلس. لأنه ليس في الخارج إلا عملاء للخارج وهم لم يتحولوا الى قوى نظامية او منتظمة في إطار مؤسساتي قانوني، بل هم خوارج على القانون، وخوارج على الدستور، وخوارج على الأخلاق والقيم الإنسانية الحقة. هم أتباع من نشر الذعر ومن أفتى بالظلام ومن حلل الحرام وحرّم الحلال. هم أبناء مافيات النهب والاستغلال، وعصابات التهريب، هم جماعة من باعوا أنفسهم لكل طامح بالبلاد وأبناء البلاد. في الخارج طفار من وجه العدالة، رعاع من كل حدب وصوب، أولاد الزنا والرجم والوأد. هؤلاء لن يشكلوا طوابير أربعة، وإن تواجدوا في جرود عرسال وجرود الزبداني وجرود شبعا، وعند ربيبتهم «إسرائيل». كفانا تضليلاً وكلمات منمقة تبطن عكس ما تظهر، وتفعل ما لا تقول.
طرابلس ليست منكم ولستم منها، ولو غلب على أمرها من قادة وساسة طارئين عليها حتى وإن عاش بعضهم في كنفها. ففي طرابلس أبطال، وفي طرابلس شهداء وفي طرابلس قيادات وزعامات ترفض أن يكون الذل على أقدام العابرين عنوانها.
إن الأفاعي تبقى أفاعٍ وإن لانت ملامسها، والذئاب لن تتغير الى حملان. وإن من يقود الشارع الآن أبناء الأفاعي، وصغار الذئاب. وإن في طرابلس جيشاً قادراً على وضع حد لهؤلاء المرتزقة ومن يأويهم ومن يدعمهم، من يفاوض باسمهم. وإن الجيش قادر على سحق رؤوس الأفاعي، وقتل الذئاب في جحورها. كفانا أن نضع العربة أمام الحصان، وكفانا تغطية لوجوهنا بالأصابع.
إن من يريد العبور الى الدولة، لا يربي زعران الأحياء والمحاور. إن من يريد العبور الى الدولة لا يفاوض ولا يساير الخارجين عن الدولة. إن من يريد العبور الى الدولة لا يقاتل ويتآمر على من يحمي الدولة. إن من يريد العبور الى الدولة لا يكفي أن يكون مسؤولاً في الدولة منحازاً ومتواطئاً مع من يدمر الدولة ومؤسسات الدولة.
لقد فشلت كل الخطط الأمنية السابقة، وكل الاجتماعات التي دعمت هذه الخطط لأنها مبنية على زغل، ومرسومة لوضع العراقيل أمام الجيش لتنفيذها. فشلت لأن المفاوضين الأساسيين هم القادة الفعليين لحركات الاعتداء والتدمير والقتل والبلطجة.
ليس في طرابلس طابوراً خامساً. بل في الدولة، وفي إدارات الدولة، وبين سياسيي الدولة، طابور مرعب، طابور داعشي يتغذى من أموال الدولة وبشكل رسمي. وفي الدولة من يقدم الخدمات والامتيازات والحصانات للطابور الخامس.
أيها الدواعش:
طابوركم الأول سقط، والثاني والثالث والرابع سقط بقوة المقاومة، وإن الشعب والجيش في طرابلس سيستكملان الإجهاز على ما أسميتموه طابوركم الخامس.
عميد ركن متقاعد