تسلُّمُ السفير الأميركي في كيان العدو صورة «الهيكل» يفجّر تسونامي مواقف
نشر صورة تسلّم السفير الأميركي لدى «إسرائيل» ديفيد ملخ فريدمان، لوحة تمثل مدينة القدس المحتلة ويظهر فيها الهيكل المزعوم وقد بُني مكان قبة الصخرة، أثار مشاعر الغضب وأججها لدى الشعب الفلسطيني وفي العالم العربي كافة، وطرح التساؤلات حول عبث الدور الأميركي في هويتنا ومقدساتنا وفلسطيننا وخطورة هذا العبث وهذا الدور.
وكانت نشرت القناة العاشرة «الإسرائيلية» مساء الثلاثاء 22-5 ، السفير فريدمان المعروف بدعمه للصهاينة المتطرفين، وهو يتسلم صورة للهيكل المزعوم من إحدى الجمعيات الصهيونية المتطرفة، وقد بدت فرحاً جداً بهذه «الهدية».
وعلّقت وسائل الإعلام «الاسرائيلية» على الصورة بأنها من الصور غير المعتادة لدبلوماسي أميركي يبتسم وكأنه راضٍ عن «هدية الهيكل» المزعوم مكان قبة الصخرة، حيث أشارت التعليقات «الاسرائيلية» إلى أن الابتسامة بالصورة تعكس موافقة واضحة من «فريدمان» على مضمون الصورة.
عبيدات: فريدمان إرهابي متصهين
ورأى الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات من القدس المحتلة أن ديفيد فريدمان إرهابي متصهين أكثر من الصهاينة أنفسهم، وكشف دور وحقيقة السياسة الأميركية تجاه الشعب الفلسطيني والعرب.
عريقات: تصرُّف حقير
ووصف الدكتور صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تصرّف السفير الأميركي بـ«الحقير».
وقال: «أن تصل الأمور بسفير الرئيس ترمب، ديفيد فريدمان، إلى تسلم وقبول صورة مجسّم للهيكل المزعوم، تظهره وهو مقام مكان الحرم القدسي الشريف، مع آثار دمار قبة الصخرة والمسجد الأقصى وهو يبتسم، دليل على الموافقة والإقرار بذلك، وأنهم يعتدون على أولى القبلتين، ويحوّلون الصراع فعلياً إلى صراع ديني بامتياز».
وتساءل عريقات: «إلى متى ستبقى تصرّفات فريدمان المنحطة والحقيرة دون رد عربي وإسلامي يرقى إلى مكانة المسجد الأقصى وعظمة الحرم القدسي الشريف».
فريدمان صهيوني بامتياز
ويقيم فريدمان في إحدى المستوطنات «الإسرائيلية»، وهو صهيوني بامتياز وربما أكثر من جابوتنسكي وبن غوريون، برأي محللين كثر.
وكان فريدمان من أكثر المتحمّسين لنقل السفارة الأميركية للقدس المحتلة، وكذلك هو من قال بأن «إسرائيل لا تحتل الضفة الغربية، ومن حق المستوطنين أن يستوطنوا في ما يسمّيه بأرض إسرائيل».
وترأس فريدمان جمعية تقدّم مساعدات لمنظمة تصنفها وزارة الخارجية الأميركية كمنظمة إرهابية، وهي جمعية أصدقاء المدرسة الدينية في مستوطنة «ارائيل» التي توجد فوق أراضي سلفيت وفيها جامعة استيطانية.
وفي ذروة الاحتفالات بنقل السفارة تسلّم فريدمان مجسّماً لموضع المسجد الأقصى من منظمة يهودية لا تظهر فيه قبة الصخرة.
ويُعدّ السفير فريدمان من أكثر السياسيين الأميركيين داعماً للاستيطان والأحزاب اليمنية المتطرفة في «إسرائيل»، وكان من أكبر الداعمين له وللمستوطنات، حيث ساهم بمبلغ مالي لإقامة مستوطنة «بيت إيل» كما أنه رفض الإقامة ببيت السفير الأميركي داخل «إسرائيل» وقرّر الانتقال إلى شقة صغيرة بالقدس لأنه كان من أكثر الداعمين والمروّجين لنقل السفارة الأميركية إلى القدس.
وفريدمان محام أميركي متخصّص بقضايا الإفلاس، ويميني متحمّس للاستيطان، وصديق مقرب من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي عينه في منصب سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى «إسرائيل»، ويُعرَف عنه نشاطه في مجال المحاماة ودعم الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ورافق فريدمان الرئيس الأميركي منذ 15 عاماً وعيّنه مستشاراً له للعلاقات الأميركية الإسرائيلية أثناء الحملة الانتخابية للرئاسة الأميركية، وترأس فريدمان أيضاً رابطة الصداقة الأميركية مع مستوطنة بيت إيل التي حوّلت إليها ملايين الدولارات، وفي يوم 15 ديسمبر/كانون الأول 2016 عيّنه ترامب سفيراً للولايات المتحدة في كيان العدو.