قائد الجيش بالنيابة في أمر اليوم: لن نستكين حتى تحرير آخر شبر من ترابنا

أكد قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حاتم ملاّك أن الزمن الذي كان فيه الجنوب ساحة مفتوحة للعدوان «الإسرائيلي»، قد ولّى»، مشيراً إلى أن الجنوب أصبح واحة أمان واستقرار بفضل إرادة أبنائه وجهوزية جيشه للدفاع عنه، وشدّد على «أننا لن نستكين حتى تحرير آخر شبر من ترابنا الوطني وأن نحافظ على وطننا».

أمر اليوم لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، جاء فيه:

«ثمانية عشر عاماً ولا يزال عيد المقاومة والتحرير محطة تاريخية مشرقة نحتفل به بقلوب ملؤها الاعتزاز، مستحضرين يوم النصر على العدو الإسرائيلي وترسيخ حدود الكرامة والسيادة الوطنية، ومستذكرين الصمود والتضحيات الجسام التي قدّمها شهداء الوطن وجرحاه، فأناروا طريق المجد المعمّد بدمائهم الزكية، مقدّمين من خلال ذلك مثالاً ناصعاً في البذل والتفاني، ليبقى لبنان حراً مستقلاً.

أيّها العسكريون، لقد ولّى الزمن الذي كان فيه الجنوب ساحة مفتوحة للعدوان الإسرائيلي، وأصبح واحة أمان واستقرار بفضل إرادة أبنائه وجهوزية جيشه للدفاع عنه، إلا أن عدونا، الذي يستمرّ في ارتكاب المجازر الوحشية والجرائم في حق الشعب الفلسطيني يتابع نسج المؤامرات والمخططات الخبيثة إرضاء لأطماعه في أرضنا ومياهنا. وفي هذا الإطار نؤكد بأننا ثابتون في دفاعنا عن حقوقنا المشروعة، لأن الحق واضح جلي وليس وجهة نظر خاضعة للمزاعم والافتراءات الإسرائيلية، فكونوا على أتمّ الاستعداد للذود عن كرامة وطنكم وأهلكم اللبنانيين مهما بلغت المخاطر.

أيها العسكريون، في هذا اليوم، تحضرنا الإنجازات الوطنية الكبرى التي حققها الجيش عبر السنوات بفعل اندفاعكم وإخلاصكم في تحمل المسؤولية، فبالأمس القريب ساهمتم بشكل فاعل في حماية العملية الانتخابية، وممارسة المواطنين لحقوقهم الديمقراطية، فكنتم مثالاً في الحيادية من الجميع. كما تحضرنا إلى جانب الانتصار على العدو الإسرائيلي، الهزيمة المدوية التي ألحقتموها بالتنظيمات الإرهابية على الحدود الشرقية، ما أدّى إلى إزالة كاملة لوجودها ومخططاتها التي لا تقلّ خطراً عن مخططات العدو الإسرائيلي، مع تأكيدنا الدائم وجوب التحلي باليقظة لملاحقة الخلايا النائمة. ومن هنا حقَ لكم أنْ تفخروا بعد أن اكتسبتم عن جدارة ثقة اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم، وأصبحتم محطّ إعجاب الدول الصديقة.

أيّها العسكريون، في هذه المناسبة الوطنية، أعاهد اللبنانيين، أننا لن نستكين حتى تحرير آخر شبر من ترابنا الوطني، وأن نحافظ على وطننا، أرضاً وشعباً ومؤسسات، وكلي ثقة في أنكم لن تبخلوا بعرق أو دم لتستحقوا شرف هذه المهمة النبيلة، كما أحيّي بأعمق المشاعر، أفراد عائلات شهداء الجيش والوطن، وعهدنا لهم ولجميع المواطنين أن يبقى الجيش منارة للشرف والتضحية والوفاء».

وأقيم قبل ظهر أمس، احتفال عسكري رمزي في باحة وزارة الدفاع الوطني في اليرزة لمناسبة الذكرى الثامنة عشرة للمقاومة والتحرير، حضره نائب رئيس الأركان للعديد العميد الركن خليل يحيى ممثلاً اللواء الركن ملاك، وقادة الأجهزة والوحدات التابعة للقيادة وضباطها، والموظفون المدنيون، إذ جرت مراسم رفع العلم وتلاوة أمر اليوم الذي وجّهه قائد الجيش بالنيابة إلى العسكريين في المناسبة، وعرض عسكري شارك فيه عدد من الوحدات المتمركزة في مبنى القيادة، كما أقيمت احتفالات في قيادات المناطق والمعاهد والكليات والمدارس، والقوات الجوّية والبحرية وسائر الوحدات الكبرى، تخللتها تلاوة أمر اليوم وعروض عسكرية رمزية.

على صعيد آخر، تفقد ملاكّ، قيادة منطقة الشمال وفرع مخابرات المنطقة، وقيادتي لواء المشاة الثاني عشر وفوج التدخّل الأول المنتشرين في مدينة طرابلس.

ومن ثم جال في بعض مراكزها واطلع على إجراءاتها الميدانية المتّخذة لترسيخ الأمن والاستقرار في طرابلس والشمال عموماً، وبعدها اجتمع بقادة الوحدات والعسكريين وقدّم لهم التعزية باستشهاد المجنّد علي مصطفى، منوّهاً بكفايتهم وجهودهم المميّزة، ومزوّداً إياهم بالتوجيهات اللازمة للمرحلة المقبلة.

بعد ذلك، تفقّد ملاّك العسكريين الجرحى في مستشفيات المدينة، واطلع على أوضاعهم الصحية، متمنياً لهم الشفاء العاجل.

كما زار عائلة الشهيد مصطفى، وقدّم تعازيه الحارة إلى أفرادها، منوّها بمناقبية الشهيد وبطولته وتفانيه في أداء واجبه العسكري حتى الشهادة، لافتاً «إلى أن دماءه ودماء جميع رفاقه الشهداء والجرحى التي تعمّدت بها أرض الشمال العزيزة، قد حمت وحدة لبنان من مشاريع الفتنة والفوضى التي كان يخطّط لها الإرهابيون».

وأكد أن «الجيش لن يألو جهداً في ملاحقة المعتدين على أفراده، لتوقيفهم في أيِّ مكان يلجؤون إليه وتسليمهم إلى العدالة».

وختم مؤكداً أن «ما وقع حادث عابر وأن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء في ما خصّ أمن مدينة طرابلس».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى