كلوديا مرشليان لـ«البناء»: المنتجّون يقدّرون نصّي… وثمّة سلسلة من الأعمال بعد رمضان
رنا صادق
لا يمكن نكران فضل الممثلة والكاتبة والسينارست كلوديا مرشليان في رفعة الدراما اللبنانية كقصّة وحوار وسيناريو، وفي نوعية الأعمال الدرامية اللبنانية. فقد عانت الدراما اللبنانية قبل عدّة سنوات هبوطاً ملحوظاً في عملية تقديم المادة ككلّ وفي محتواها كمضمون، ما استوجب الحلول السريعة من قبل المؤلفين والمخرجين، وكانت الدراما المختلطة نتاج ذلك.
هي التي بدأت بتلك الدراما بمسلسل «روبي» الذي جمع للمرّة الأولى ممثلين لبنانيين وسوريين ومصريين في العمل نفسه، وكرّت السّبحة في تقديم الدراما المختلطة، التي كان نتيجتها انضمام الدراما اللبنانية إلى عالم أوسع وأشمل بالمفهوم الدرامي العربي.
من هنا تأتي الإشارة إلى تعدّد ميزاتها، في مجال التمثيل والكتابة. لها في التمثيل تجارب عدّة منها: «أيات ورجال»، «شباب وبنات»، «خلف جدران القصر»، «رجل من الماضي»، «نعم ما زلت آنسة»، ولا ننسى المسلسل الكوميدي الشهير «نيال البيت». أما في الكتابة، فلها أعمال درامية كثيرة وهبتها للشاشة الصغيرة، وللشاشة الفضّية أيضاً، منها: «وين كنتِ ج1»، «يا ريت»، «الشقيقتان»، «فخامة الشكّ»، «ورد جوري»، «ساعة ونص»، «بالصدفة»، و«غلطة عمري».
«البناء» التقت الفنانة والسيناريست كلوديا مرشليان، وكان هذا الحوار:
«ثورة الفلاحين»
«ثورة الفلاحين»، مسلسل جديد تدور أحداثه حول ثورة الفلاحين التي قادها طانيوس شاهين ضدّ الإقطاعيين خلال الفترة الممتدة منذ عام 1858 حتى عام 1860، وهو من إخراج فيليب أسمر وتأليف كلوديا مرشليان.
وتقول مرشليان عن ذلك: اخترت تلك الفترة التي لا يعرفها عدد من اللبنانيين بسسب قلّة الذين يتحدثون عنها. قمت بإسقاطات عدّة لتلك الثورة والحقبة، نقلت عيش الناس وحياتهم، ولباسهم ومسكنهم وتفاصيل أمورهم الصغيرة، وتعمّدت نقل تلك الفترة إلى الجيل الحالي، لأن تلك الإقطاعية التي كانت موجودة بوضوح، لا تختلف عما هي عليه اليوم. ثمة إقطاع من خلال الترهيب السياسي والعسكري والطبقي والاجتماعي، يسيطر على حياة اللبنانيين. لذا، واجب على كتّاب السيناريو إستدراك هذه الأمور، ونقل ما قد يثير الرأي العام ويوجّهه.
السيناريست بين الطرح والعرض
أمّا عن العوائق والمشاكل التي قد يواجهها الكاتب فتقول: لكلّ كاتب مصاعب، وعوائق مختلفة عن غيره من الكتّاب، فمنهم من لا أفكار متجدّدة لديه، ومنهم من لديه أفكار إنّما تصعب عليه الكتابة والترجمة على الأوراق. وآخرون لديهم القدرة الإبداعية والترجمة الفكرية على الأوراق لكنهم لا يجدون من يسوّق أعمالهم. كما من الممكن أن تقع المشكلة في الكاتب عينه من ناحية الطرح والعرض، والتجديد والاختيار.
أمّا على الصعيد المهني، فإن كلوديا مرشليان لا تعاني من صعوبات سوى التعب. وتقول عن ذلك: أعمل مع منتجين يقدّرون أعمالي الفنية وأفكاري، يحترمون العمل الإبداعي ويسوقونه، كما أنّ المخرجين يعملون جاهدين لبلورة أفكاري في النصّ، ويحترمونه.
الدراما المختلطة منفذ للكوادر اللبنانية
من العمل الإخراجي والعمل التسويقي إلى الأعمال الدرامية المختلطة، ما بين متطلّبات الجمهور وبين العمل بحدّ ذاته، لا يمكن نكران أن ضجيج الأعمال المختلطة قد خفت بشكل كبير مع مرور الوقت، فقد كانت «موضة» فنية أولاً، وفرصة لدخول الممثلين اللبنانيين إلى الدراما العربية، الأمر الذي كشف الحجاب عن الدراما والأداء اللبنانيين، وسمح للّبنايين بالاختلاط مع أنواع وأذواق عربية جديدة.
أمّا اليوم، فإن هذا النوع من الدراما الذي فتح الآفاق للتبادل المعرفي والإخراجي والفنّي بين ممثلين سوريين وآخرين لبنانيين أو مصريين، أو حتى فكرة التخالط لا تقع في التقديم فقط، بل تتوسّع إلى أن يكون الممثلون والمخرج وطاقم العمل مختلطين، فبذلك يتشكّل الجوّ العام للعمل الدرامي ويأخذ الطابع المختلط.
ومن منّا لا يعرف مسلسل «روبي»، تلك الدراما الفريدة، والأولى في مجال المسلسلات المختلطة، من بطولة سيرين عبد النور الممثلة اللبنانية ومكسيم خليل السوري، ومجموعة من الممثلين من سورية ومصر.
مرشليان كتبت «روبي» ولم تضع في حسبانها أنها ستجرّ سلسلة من المسلسلات الدرامية المختلطة. وعلى ضوء ذلك ترى أن تأثيرها كدراما في الفنّ قد قلّ، وبعد سلسلة التجارب من هذا النوع قويت الدراما اللبنانية عند العرب تدريجياً، فبات الجمهور العربي يعرف مناطق لبنان وتراثه، المائدة اللبنانية، القرى والبلدات اللبنانية وذلك استثمار جيد لأداء الدراما اللبنانية.
وتضيف: تواجد السوريين في لبنان أعطى دمجاً في الأداء حتى بات العرض الدرامي الذي يجمع لبنان وسورية ليس غريباً على الجمهور. مع ذلك، فإن هذه الأنواع مطلوبة جداً بحكم ظرف الواقع المعاش في لبنان. فالعمل السوري ـ اللبناني لم يعد مختلطاً فقط، بل الاختلاط يقع بالكاتب، المخرج بذلك تتشكّل روحيّة النصّ من خلال الكاتب، والأداء نفسه من صورة المخرج.
مع فورة الدراما المختلطة وانفلات الأعمال تبقى الأعمال التي تحكي الواقع الأنجح والأقرب إلى الناس، منها ما هو تاريخي ومنها ما هو يحكي حكاية الناس اليومية، لذا ومن هنا في العمل التمثيلي بحسب مرشليان يعود بنتائجه للبنان عموماً، ويجعل من لبنان صورة مختلفة عن تلك التي اعتاد الآخرون عليها.
أعمالها المستقبلية
أعمال مرشليان المقبلة التي ستعرض بعد الموسم الرمضاني الحالي، إلى جانب مسلس «ثورة الفلاّحين»، هي:
فيلم «أسود»، إنتاج شركة «إيغل فيلم». مسلسل «بردانة أنا» الذي يتألف من ستين حلقة، من إخراج وإنتاج نديم مهنا، الذي سبق وتعاونت معه كلوديا في الفيلم الجديد «ساعة ونصّ». أبطال المسلسل هم: بديع أبو شقرا، كارين رزق الله، ووسام حنّا، كما يضمّ نخبة كبيرة من الممثلين اللبنانيين.
كما سيعرض قريباً مسلسل «ثواني» من إنتاج شركة «إيغل فيلم»، وهو الذي يقدّم قصة اجتماعية مشوّقة جداً وجديدة من نوعها لممرضة وزوجها يواجهان حدثاً يغيّر حياتهما ويقلبها رأساً على عقب، ويدخلان في صراع مع الشخصيات التي تحيط بحياتهما، في قالب تشويقيّ ممتع. بطولة كل من عمّار شلق، ريتا حايك، رودريغ سليمان، نهلة داود، فادي ابراهيم، ختام اللحام، نيكولا مزهر، ستيفاني عطا الله، علي الزين وعدد كبير من نجوم الدراما اللبنانية.