صباحات
لإشراقة شمس قرن جديد من خلف ذرى جبل عامل تطلّ على النور عمامته والمسافة قامة شهيد، وتنثر النور هامته وتعلن العيد، ويعلن أن زمن الهزائم قد ولّى وأنه زمن الانتصارات، وأنه في زمن غير بعيد ستعود فلسطين. وقد قال تحرير الجنوب إن النصر يقين. قال إنهم أوهن من بيت العنكبوت وقد ولّى زمن السكوت، وإن الحق صارت له قوة من جديد، وأهل الحق يعرفون كيف لا يفلّ الحديد إلا بالحديد. ومشى الناس بهدي صوته جنوب الجنوب حتى حدود القلوب. بنبضهم تلمّسوا حبات التراب وصاغوا عظيم الجواب، لن نترك السلاح باقون في كل ساح، لن يُقتل الحسين ولن يُصلب المسيح، مرتين. فمرة واحدة تكفي ليفهم العالم معنى الشهادة، ولتنهض من بين الصفوف قيادة، وتقترب المنازلة الكبرى في أكناف القدس وبيتها الحرام، ومن حولها الشام لا تنام، وسيّد ومقاومة لا يعرفون المساومة، وأسد في العرين بعزم لا يلين، والغد للذين يعرفون كيف يضعون عيونهم في عين الشمس ولا يغمضون… ويبقون… باقون هنا باقون… البيت لنا والقدس لنا… والصبح لنا.