عشق الصباح

وجهكِ من نقاء شذى الياسمين.. كلّما رأيت ابتسامة ثغرك الفتّان أشعر بأن الحياة أجمل …

اسمعيني جيداً، لن أكفر بالحياة حتى ولو صارت كل الأشياء الجميلة نافرة! حتى ولو ضاقت الأمكنة وأصبحت الوجوه مجرّد أقنعة وتفسّخت أو تشوّهت بفعل المال القذر! أو نشفت بفعل الصبر والتعب والبحث عن لقمة العيش؟ لم يزل في الحياة يا عطر الهيل… مَن إذا لاقاك يبتسم من «جوات قبله»… حتى ولو أهلكته الحياة من التعب؟! شاء الله أن تكوني أنثى من حبق تزهو على الصباحات أناقة وجمال.

كتب على هامش رواية «الياطر»: «ذات مطر تركتني أفكفك أزرار الخوابي، اندلق العطر في كفيّ ولم أزل مسكون فيه».

تأكدي !

كلّما رأيت وجهكِ أشعر أن الحياة أجمل .

قالت: أتسمحُ لي بسؤال، ومن دونِ أن تنتظرَ جوابي تابعت مشاغباتها: برأيك هل نستطيع أن نغسلَ هذا العتمَ المعشعشَ في صدورنا كخيوطِ العنكبوت…؟ قاطعها: قولي في صدروهم. وتذكّري كيف كنّا قبلَ هذا الوباءِ الذي دَهمَ حياتَنا، نتبادلُ الأقلامَ والدفاترَ ومقاعدَ الدراسةِ والكلامَ والأفراحَ والأحزانَ، كلُّ شيءٍ في الحياةِ كانَ جميلاً، السماءُ والأرضُ، البحرُ والبرُ، الليلُ والنهارُ، البيوت والشوارع والحارات، كنّا كما الحياة يجب أن يتكوّن أبناء وطن الشمس والأبجدية والإنسان! آهٍ يا بلدي، لو أستطيع أن أسقيكَ مطرَ السماءِ كلَّهُ لأوقفَ هذا التصحَّر الذي يدهم الاخضرارَ لفعلتُ. تألقي كوني أنت فالحياة تستحق، «بكرا أحلى».

حسن إبراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى