إنشاء قنوات درامية محلية يحلّ أزمة تسويق الدراما السورية

يُعرَض للمخرج محمد وقاف في الموسم الدرامي خلال رمضان الحالي عملان الأول «وهم» ويتناول عوالم الجريمة بقالب بوليسي من تأليف سليمان عبد العزيز وإنتاج المؤسسة العامة للانتاج الاذاعي والتلفزيوني، والثاني «بوح السنابل» تأليف فتح الله عمر وإنتاج «مركز بيروت الدولي» ويطرح المناخات الاجتماعية للمقاومة اللبنانية.

حول مدى حصول المسلسلين، خصوصاً «وهم» على فرص عرض مناسبة في شهر رمضان يقول المخرج وقاف في حديث صحافي: بشكل عام، لا يتحقق لكل الأعمال تقريباً الشروط المناسبة والمريحة للعرض خلال شهر رمضان لكثافة العروض. مؤكداً أنّ «وهم» يحظى بنسبة مشاهدة ومتابعة كبيرة على الشاشات الوطنية وعلى قنوات «يوتيوب» رغم أن توقيت عرضه على شاشتَي «سورية دراما» و«الفضائية السورية» قبيل الإفطار وبعد منتصف الليل يفقده شريحة من الجمهور.

وعن خياره الابتعاد عن ملامسة الأزمة في أعماله يوضح وقاف أن السنوات الأخيرة شهدت تقديم عدد من المسلسلات التي تناولت الأحداث المؤلمة بشكل مباشر، حيث كانت الأجواء العامة برأيه مناسبة لأعمال كهذه، وهذا كان توجهه بأعماله السابقة خماسية «كلام في الحبّ» ومسلسل «حكم الهوى»، معتبراً أنّ الجمهور وبعد سنوات من الحرب على سورية بحاجة إلى أعمال بعيدة عن الطرح المباشر للأزمة.

ويشير إلى أن مسلسل «وهم» جاء ضمن هذا السياق حيث تعاون مع الكاتب عبد العزيز لإنجاز نصّ يعالج قضايا ومشاكل شرائح من المجتمع السوري أثناء الأزمة وتحديداً في عام 2015 والابتعاد عن مشاهد العنف قدر الإمكان.

ويرى المخرج وقاف أنّ الأعمال الدرامية لهذا الموسم متفاوتة بين الجيد والمقبول وهي متطوّرة من ناحية الكمّ والنوع عن السنة الماضية، وهذا دليل بداية التعافي. واصفاً إنتاج الأعمال الدرامية خلال سنوات الحرب بالإنجاز الذي يحسب لصنّاع الدراما.

ويرى وقاف أنّ أزمة تسويق المسلسلات انعكست على سويّة الإنتاج، فأحجم عدد من المنتجين الذين قدّموا أهم الأعمال الدرامية قبل الأزمة عن إنتاج أعمال بسوية أو أفضل ممّا سبق أن أنتجوه.

وتحتاج الدراما السورية وفق وقاف كي تعود إلى عصرها الذهبي إلى تأمين التسويق قبل الإنتاج، ويقول: الحل يكون في إنشاء عدة قنوات فضائية محلية تستوعب منتجات الدراما السورية وتضمن استعادة رأس المال ليصبح التسويق الخارجي لزيادة الأرباح فقط، فتتحصن صناعة الدراما ولا تتأثر بالإحجام الخارجي عن شراء أعمالنا، مع البحث عن صيغة لترويج المنتج السوري وحمايته بعيداً عن المضاربات بين المنتجين والمسوّقين.

ويعبّر المخرج وقاف عن تفاؤله بمستقبل الدراما، ويختم بالقول: أتمنى أن تعود الدراما السورية إلى تألقها السابق، وتعود عجلة الإنتاج أفضل مما كانت قبل الحرب. فصنّاع الدراما السورية المتألقة قبل الحرب ما زالوا موجودين وقادرين على صناعة الإبداع والتميّز.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى