الراعي: لحكومة تكنوقراط من أولوياتها إجراء الإصلاحات
اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، أن «من أولويات الحكومة المقبلة إجراء الإصلاحات، ولذلك، نطالب بحكومة تكنوقراط».
جاء ذلك في مؤتمر صحافي للراعي في مقر إقامته بفندق «البريستول» في باريس، تحدث فيه إلى وسائل الإعلام العربية والأجنبية، وشدّد في مستهله رداً على سؤال، على أن تواصل الدولة اللبنانية مع النظام في سورية من أجل حل مشكلة النازحين، هو «مسؤولية الدولة اللبنانية، ونحن نعيش صراعاً سياسياً لأن البلد مقسوم بين فريقين، أحدهما مع النظام في سورية، والآخر ضده، الأمر الذي أدى إلى شلل الحياة السياسية والاقتصادية».
ورأى أن «اللبناني بات يعيش حالة فقر، في ظل العدد الكبير من النازحين»، لافتاً إلى أن «نزيف الهجرة خلق نوعاً من عدم التوازن»، وقال «إذا استمر الأمر فستتغير هوية لبنان».
أضاف «نحن نعيش تداعيات الحرب في سورية على الصعيد الاقتصادي، خصوصاً بعدما باتت طريقنا إلى العالم العربي مقطوعة، ودفعنا ثمناً اقتصادياً بالغاً».
وأشار إلى أن «ملف النازحين هو موضوع دولي وإقليمي»، لافتاً إلى أن «الحل مسؤولية مشتركة»، وقال «المطلوب تشجيع النازحين على العودة إلى بلادهم، ونرفض مبدأ العودة الطوعية، انما المطلوب مساعدة دولية لإعادة إعمار بيوتهم. وأصدقاء لبنان مدعوون إلى مساعدته».
وعن موقف فرنسا، لفت إلى أنها «ملتزمة بالقرار الدولي أي العودة الطوعية للنازحين»، وقال «هذا ما نرفضه».
وأكد أن أرض لبنان ليست للبيع، وقال «إن خوفنا أن بقاء النازحين لسنوات قد يؤدي إلى طلب تجنيسهم».
ورأى في القانون السوري رقم 10 «وجهين أحدهما إيجابي يشجع على إعلان الملكية، أما الآخر فسلبي لا سيما أن المدة المعطاة قصيرة، وإذا لم يعودوا يُكرَّس بقاؤهم»، وأسف إذ «لا إرادة دولية لعودة النازحين لأسباب سياسية».
وقال «من أولويات الحكومة المقبلة إجراء الإصلاحات. ولذلك، نطالب بحكومة خارج كل الالوان، حكومة تكنوقراط، ولكن الاتجاه والظاهر حكومة تناتش مصالح».
وكان الراعي في يومه الفرنسي الثالث، التقى والوفد المرافق رئيس الحكومة الفرنسية ادوار فيليب في مقر رئاسة الحكومة في ماتينيون.
كما التقى رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو، بحضور رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، النائب البطريركي المطران بولس عبد الساتر، سفير لبنان في باريس رامي عدوان، الوزير السابق ابراهيم الضاهر، المحامي وليد غياض والخوري عبدو ابوكسم.
وعرضت هيدالغو لعلاقات التعاون القائمة بين بلديتي باريس وبيروت ومنها تبادل الخبرات في شؤون إدارية وتنظيمية من خلال الموظفين في البلديتين، مؤكدة «العمل لمزيد من التعاون مع باقي البلديات في لبنان على عدد من النقاط التي تعنى بالشأن البلدي».
وأثنت هيدالغو على «ما قام به لبنان من استقبال للنازحين السوريين،» منوهةً «بقدرته على تحمل هذا العبء الذي تعجز عن تحمله أية دولة أخرى». واعتبرت «ان عقد مؤتمر يجمع البلديات اللبنانية التي استقبلت اعداداً كبيرة من النازحين مع عدد من بلديات فرنسا ليكونوا رسل سلام لتبادل الأفكار والخبرات حول هذا الموضوع، قد يفتح الباب أمام حلول جديدة لهذه المشكلة الإنسانية التي تعاني منها بعض المدن الفرنسية أيضاً ولا سيما مع استمرار الهجرة غير الشرعية التي تهدد المجتمعات».
وكان توافق على أهمية عقد هذا المؤتمر «لأنه سيتيح للشعب الأوروبي التعرف اكثر الى التجربة اللبنانية في مسألة النزوح السوري، خصوصاً أن جزءاً من حدود لبنان مشتركة مع سورية وهو حتماً سيتأثر بالحرب الدائرة فيها وبتداعياتها عليه على المستويات كافة».