فصائل غزة العسكرية: سنتصدّى بقوة لأي عدوان صهيوني
تسود حالة من الهدوء قطاع غزة مع سريان التهدئة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني، بعد أن أكدت فصائل المقاومة أنها حققت إنجازات مهمة من المواجهات وأن الهدنة لن تلزم المقاومة في حال الخرق من قبل الصهيوني.
وفي حين أعلن عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، التوصل إلى توافق بالعودة إلى تفاهمات عام ألفين وأربعة عشر الخاصة بالتهدئة في غزة، مؤكدا التزام الفصائل الفلسطينية إذا التزم العدو.
بينما أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن قرار العودة إلى تفاهمات التهدئة جاء إثر اتصالات مصرية، أعلنت أجنحة عسكرية لفصائل فلسطينية في قطاع غزة، أمس، استعدادها لـ«التصدي بقوة لأي عدوان صهيوني على القطاع».
جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن 15 فصيلًا فلسطينيًا من أبرزهم «كتائب عز الدين القسام»، الجناح المسلح لحركة «حماس»، و«سرايا القدس»، الذراع العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي».
وقال البيان، إننا «نؤكد جاهزيتنا للتصدي بكل ما أوتينا من قوة لأي عدوان أو حماقة يرتكبها العدو الصهيوني». وأضاف: «انتهى الوقت الذي يحدد فيه العدو قواعد المواجهة ومعادلات الصراع منفردًا، فالقصف بالقصف».
وأشار إلى أن قصف الفصائل الفلسطينية للمستوطنات الصهيونية جاء ردًا على «جرائم العدو الصهيوني ضد أبناء شعبنا، واستهدافه الإجرامي للمدنيين العزل والمسيرات السلمية قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والكيان الصهيوني، واستهداف المقاومين في مواقعهم العسكرية».
وكانت حركة «حماس» قد أعلنت في ساعة مبكرة صباح أمس، التوصل لاتفاق مع الكيان الصهيوني، عبر وساطات، يقضي بالعودة إلى تفاهمات وقف إطلاق النار، المعمول بها منذ انتهاء العدوان الصهيوني على القطاع، عام 2014.
ومنذ صباح أمس، ساد القطاع توتر شديد، إذ قصف الكيان الصهيوني عشرات الأهداف، وفق بيان للمتحدث باسم قوات الاحتلال افيخاي أدرعي. كما قالت حركتا «الجهاد الإسلامي» و«حماس»، إنهما قصفتا المواقع والمستوطنات الصهيونية المحاذية للقطاع، بعشرات القذائف الصاروخية، ردًا على «الجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين».
وتأتي هذه التطورات إثر استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخر، ينتمون لحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، الإثنين والأحد الماضيين، جراء قصف صهيوني لمواقع فلسطينية في غزة.
وكانت قد سادت حالة من الهدوء الحذر أرجاء قطاع غزة ابتداء من الساعة الرابعة فجراً بعد ليلة طويلة من القصف المتبادل بين العدو وفصائل المقاومة الفلسطينية.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن اتفاقا للتهدئة دخل حيز التنفيذ منذ الساعة الرابعة فجراً، وذلك بعد تأجيل تنفيذ هدنة برعاية مصرية لمرتين، الأولى في الساعة الثانية عشرة ليلاً ثم الساعة الثانية وصولا إلى الرابعة فجراً.
وأشارت تلك الوسائل إلى أنه وحتى مع إيقاف الكيان الصهيوني غاراته وإطلاق صواريخه على القطاع، بقي طيرانه الحربي يحلق في أجواء القطاع.
وأعلنت قوات الاحتلال صباح أمس أن صافرات الإنذار دوت في المجلس الإقليمي أشكول في محيط قطاع غزة، مضيفا أنه يجري النظر في التفاصيل المتعلقة بدويها دون التطرق لمزيد من التفاصيل.
فيما ذكر مصدر في القطاع ليلة أمس أن صفارات الإنذار كانت قد دوت في المناطق القريبة من بئر السبع لأول مرة منذ حرب 2014، موضحا أن ذلك تزامن مع إطلاق وابل من قذائف الهاون تجاه المجلس الإقليمي لمجمع أشكول.
وقبل ذلك هز انفجار ضخم المحافظة الوسطى، في حين استهدفت طائرات صهيونية الموقع الغربي التابع لـ«كتائب القسام» في بيت لاهيا بصاروخ استطلاع.
وتبنت حركتا «حماس» و«الجهاد الاسلامي» في بيان مشترك مساء الثلاثاء إطلاق عشرات الصواريخ على الكيان الصهيوني رداً على العدوان.
على صعيد آخر، أكد مندوب السويد الدائم لدى الأمم المتحدة السفير «أولف سكوغ»، دعم بلاده لمشروع القرار الكويتي الخاص بتوفير حماية دولية للفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
وأوضح المندوب السويدي في تصريحات للصحافيين بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، أمس الأربعاء، أن «هناك تفاصيل بمشروع القرار الكويتي يتعين توضيحها والرد عليها.. لكن نحن ندعم المشروع ونعتقد أن مجلس الأمن الدولي يتعين عليه الرد على الأحداث التي شهدتها غزة خلال الأسابيع الماضية حيث قتل أكثر من 102 فلسطيني».
ويأتي هذا المشروع على خلفية ارتكاب جيش الاحتلال الصهيوني مجزرة في قطاع غزة، يوم 14 مايو/ أيار الجاري، بقتله 65 فلسطينيًا وإصابة الآلاف، خلال مشاركتهم في احتجاجات سلمية، قرب السياج الأمني الفاصل بين غزة والكيان الصهيوني.
وقبل أسبوعين وزعت البعثة الكويتية في الأمم المتحدة مشروع قرار على أعضاء مجلس الأمن، يطالب بنشر قوات دولية لحماية الفلسطينيين في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويطلب المشروع من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن يقدم إلى أعضاء المجلس تقريراً خلال 30 يوماً من اعتماد القرار، بشأن مقترحات ووسائل لتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين في الأراضي المحتلة.