نبض الدماغ مع القلب
سمحت تقنية تصوير جديدة للعلماء بمشاهدة أبطأ وأقلّ التحركات في الدماغ، حتى يتمكنوا من تشخيص الحالات بشكل أفضل، مثل الارتجاج وأمراض الأوعية الدموية.
وفي الواقع، ينبض الدماغ بشكل مذهل مع القلب، ما يسمح للدم ولسائل النخاع الشوكي بالتنقل عبر الدماغ وحوله، وتزويده بالأوكسجين والمواد المغذية، وتوفير وسادة بين العضو الطري المرن والجمجمة.
وتُعدّ التقلبات والتذبذبات في الدماغ ضئيلة جداً، حيث تتحرّك على مسافة أصغر من عرض شعرة الإنسان، ما يجعل من الصعب اكتشافها بدون مجاهر عالية القوة.
وأنشأ فريق دولي من العلماء تقنية تصوير وخوارزمية تتيح لهم رؤية الحركات الصغيرة بشكل واضح وسريع، لرصد التورم الخطير في المخ، كما يحدث عند الارتجاج.
وفي السنوات الأخيرة، سمح التصوير بالرنين المغناطيسي المضخّم للأطباء برؤية الدماغ يتضخّم ويتحرّك، ولكن التكنولوجيا كانت غير كاملة. لذا قرر باحثون من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، ومعهد Stevens للتكنولوجيا في نيوجيرسي، وجامعة أوكلاند بنيوزيلندا، محاولة إجراء عمليات معاينة بصرية لشرائح «aMRI» .
وشارك شخصان بالغان بصحة جيدة وطفلان في تجربة الفحص التشخيصي، لتجريب الطريقة الجديدة.
وتم أولاً قياس نبض كل مريض، بحيث عندما يتمّ تجميع الصور الفردية للدماغ معاً، يمكن تنسيقها مع هذا النبض للحد من «الضوضاء المرئية» على التسجيل الناتج.
وتقول الدكتورة سامانثا هولسووت، من الباحثين الذي ساعدوا في تطوير التكنولوجيا: «بهذه الطريقة، يمكنك التقاط الرأس بأكمله في المساحة الضوئية، بسبب قوة ضخّ الدم إلى الدماغ في كل مرة ينبض فيها القلب».
يذكر أن الجمجمة القوية تحمي الدماغ بشكل جيد، ولكن المادتين البيضاء والرمادية تتميزان بالنعومة والحساسية. ويمكن أن تدمر ضربة الرأس المسببة للإصابة الدماغية المؤلمة TBI خلايا المخ ما يؤدي إلى تمدّدها.
ويمكن أن يساعد رصد الحركات التي تأتي قبل الضرر الأطباء على اتخاذ إجراءات وقائية فورية قبل حدوث ضرر دائم.
وفي كل عام، يُصاب من بين 1.6 و3.8 مليون شخص بارتجاج الدماغ، ويُصاب نحو 5.3 مليون أميركي بدرجة من الضرر الدائم في الدماغ، غالباً ما يكون نتيجة إصابات دماغية أو شذوذ لم يتم تشخيصه.
ديلي ميل