لافروف: التسويةَ في شبه الجزيرة الكورية لن تكتمل دون رفع العقوبات عن بيونغ يانغ
قام وزير الخارجية الروسي بزيارة إلى بيونغ يانغ، أمس، ضمن الجهود الروسية والدولية للتوصل إلى تسوية للأزمة في شبه الجزيرة الكورية المستمرة منذ خمسينيات القرن الماضي.
لافروف
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «إن التسويةَ في شبه الجزيرة الكورية لن تكتمل دون رفع العقوبات عن بيونغ يانغ».
وأكد الوزير عقب لقائه نظيره الكوري الشمالي لي يونغ هو ورئيس البلاد كيم جونغ أون في بيونغ يانغ «أن موسكو لن تتدخل في المفاوضات الأميركية الكورية»، مشيراً إلى «استعداد موسكو لدعم الاتفاقيات الملموسة لتسوية الأوضاع حول كوريا الشمالية».
وأكد الوزير الروسي «جاهزية موسكو لمساعدة كوريا الشمالية في تنفيذ الاتفاقيات التي تمّ التوصل إليها بين الكوريتين».
وأضاف: «نحن ورئيسنا نقيم تقييماً إيجابياً للغاية البيان الذي وقعتم عليه مع رئيس كوريا الجنوبية. ونستعدّ للمساعدة في تنفيذه، لا سيما أنه يذكر مشاريع في مجال بناء سكك الحديد التي سيتم تنفيذها في المستقبل بمشاركة روسيا»، مشدداً على أن «روسيا تهتم بإحلال السلام والاستقرار والازدهار في شبه الجزيرة الكورية وشمال شرق آسيا كلها».
من جهة أخرى، صرّح لافروف بأنّ «روسيا وكوريا الشمالية لديهما فرصة لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بينهما، لكن في إطار قرارات مجلس الأمن الدولي».
وقال لافروف للصحافيين بعد لقائه نظيره الكوري الشمالي لي يونغ هو، في بيونغ يانغ، أمس: «هناك فرصة ملموسة لتوسيع روابطنا التجارية والاقتصادية في إطار تلك القرارات التي اعتمدها مجلس الأمن»، مضيفاً: «أن البلدين يحضران 3 اتفاقيات للتعاون بين جامعات البلدين».
وأعلن لافروف «اعتقد أن كوريا الشمالية تعرف تاريخ السنوات الأخيرة وستحدّد موقفها مع الأخذ بعين الاعتبار كل العوامل الموجودة. ولا أظن أنه سيكون صحيحاً أن أهتم بالأفكار الملموسة للموقف الذي تخرج كوريا الشمالية معه للمفاوضات مع الولايات المتحدة. وتجري حالياً مشاورات تمهيدية للخبراء. ولا نعتقد أنه يحق لنا التدخل في هذه العملية».
وأضاف: «لكن عندما سيكون من الضروري مناقشة هذه الاتفاقيات من قبل المجتمع الدولي، فسيتعين على مجلس الأمن الدولي دعم أفكار أو أخرى. وطبعاً سنكون جاهزين لدعم الاتفاقيات الملموسة التي ستتفق مع مصالح جميع الأطراف المشاركة بما فيها كوريا الشمالية».
وتابع الدبلوماسي الروسي أيضاً «أن قيادة كوريا الشمالية هي التي يجب أن تحدد ما هي الضمانات الدولية التي ستكون كافية بالنسبة لها».
وأشار الوزير الروسي إلى أن «تسوية الوضع في شبه الجزيرة الكورية تتطلب وقتاً وموافقة مفصلة على كل أجزاء مجموعة الاتفاقيات». كما دعا كل الأطراف المعنية «لأن تعمل ما بوسعها لمنع إفشال العملية الهشة للتسوية في شبه الجزيرة الكورية».
كما شدد على أن «حل القضية النووية لكوريا الشمالية لن يكون شاملاً قبل إلغاء كل العقوبات المفروضة على هذا البلد»، مضيفاً «أن عملية رفع العقوبات عنه مسألة المحادثات المقبلة ويجب أن تكون تدريجية».
من جهة أخرى، أهدى وزير الخارجية الروسي، الرئيس كيم جونغ أون، علبة تقليدية روسية مزخرفة لحفظ «الأشياء السرية».
وقال لافروف بهذه المناسبة: «هذا مفتاح، هنا يمكن حفظ الأشياء السرية»، معرباً عن الأمل في «أن تعجب الهدية الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون».
كما وجّه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعوة للرئيس الكوري الشمالي لزيارة موسكو. وقال أثناء اللقاء أمس: «ندعوكم لزيارة روسيا، سنكون سعداء جداً».
كيم أون
من جهته، ثمن رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون خلال استقباله وزير الخارجية الروسي عالياً نهج القيادة الروسية وخاصة الرئيس فلاديمير بوتين الهادف لمواجهة الهيمنة الأميركية.
وجدّد كيم «نيته تطوير وتوسيع التعاون مع روسيا»، وقال: «نلتقي معكم للمرة الأولى، لكن هذا اللقاء سيخدم مواصلة التعاون وتعزيز وتطوير علاقات الصداقة مع روسيا، وتعميق التعاون الوثيق بين البلدين».
ترامب
بدوره، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن «أمله في أن تعقد القمة المرتقبة بينه ورئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون في موعدها»، وقال «إن الاجتماعات التمهيدية لهذا اللقاء كانت إيجابية جداً».
وذكر ترامب أمس، في حديث إلى الصحافيين عند مغادرته قاعدة «أندروز» الجوية في ولاية ماريلند متوجهاً إلى هيوستن، «أنه يتوقع اليوم وصول وفد من بيونغ يانغ موجود حالياً في نيويورك إلى واشنطن»، مؤكداً أنه «من المتوقع أن يسلم الوفد إليه رسالة من كيم جونغ أون».
وأعرب الرئيس الأميركي عن «أمله في أن يعقد لقاء القمة بينه وكيم في سنغافورة 12 حزيران كما كان مقرراً أصلاً، لكنه لم يستبعد إدخال بعض التعديلات»، قائلاً: «أريد أن يكون اللقاء جوهرياً، وذلك لا يعني تسوية كل شيء في لقاء واحد. قد نحتاج إلى لقاء ثان أو ثالث وربما لن يعقد أي لقاء.. لكن المفاوضات في أيد أمينة».
وجاء ذلك في وقت دخلت فيه المفاوضات في نيويورك بين وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ومساعد رئيس كوريا الشمالية، الجنرال كيم يونغ تشول، يومها الثاني، في محاولة لتجاوز الخلافات بشأن ترسانة بيونغ يانغ النووية والتي دفعت ترامب إلى إلغاء القمة المقررة.
بومبيو
فيما أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو «أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب واثق من أن الزعيم الكوري الشمالي سيوافق على نزع السلاح النووي».
وقال الوزير في مؤتمر صحافي: «إذا نجحت هذه المفاوضات، فسيكون هذا حدثاً تاريخياً. وهذا يتطلب قيادة جادة من كيم جونغ أون إذا استطعنا الاستفادة من الفرصة الوحيدة في الحياة وتغيير مسار العالم».
وأضاف بومبيو «نحن والرئيس ترامب نؤمن أن كيم هو قائد قادر على اتخاذ مثل هذه القرارات. وخلال الأسابيع والأشهر المقبلة ستكون لدينا الفرصة للتحقق مما إذا كان الأمر كذلك».
وقال الوزير الأميركي «إنه واثق من أن المحادثات مع المسؤولين الكوريين الشماليين تسير في الاتجاه الصحيح نحو عقد قمة، وأن مبعوثاً لكوريا الشمالية سيتوجه إلى واشنطن اليوم، لتقديم خطاب شخصي من الرئيس كيم جونغ أون إلى الرئيس دونالد ترامب».
وقال بومبيو بعد اجتماعات مع نائب رئيس كوريا الشمالية كيم يونغ تشول في نيويورك «إن بلدينا يواجهان لحظة محورية في علاقتنا حيث قد يكون من المأساوي ترك هذه الفرصة تضيع».
ورداً على سؤال حول إمكانية الإعلان غداً عن عقد القمة الأميركية الكورية الشمالية، قال بومبيو «لا أعلم».
وأقام بومبيو مساء أول أمس مأدبة عشاء عمل استمرت 90 دقيقة في شقة قرب مقر الأمم المتحدة مع الجنرال كيم يونج تشول الذي يعتبر الذراع اليمنى لرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، ويتولى منصب مساعده المقرب ونائب رئيس اللجنة المركزية لـ«حزب العمال الكوريين» الحاكم، ويُعدّ أرفع مسؤول من كوريا الشمالية يزور الولايات المتحدة خلال نحو عقدين.
وغادر عميد الدبلوماسية الأميركية وضيفه الكوري الشمالي مأدبة العشاء دون الإدلاء بأي تفاصيل عن المحادثات، ومن المقرر أن تعقد جولة جديدة من المفاوضات المكثفة، قبل أن يترك بومبيو نيويورك بعد الظهر.
وحضر مأدبة العشاء رئيس قسم كوريا في وكالة الاستخبارات المركزية CIA أندرو كيم الذي تعتبره وسائل الإعلام «مهندس القمة» المرتقبة بين كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتهدف هذه المفاوضات إلى «تجاوز الخلافات بخصوص ترسانة بيونغ يانغ النووية والتي دفعت ترامب إلى إلغاء القمة التي كان من المقرر أن تعقد في سنغافورة يوم الـ 12 من حزيران».
وكتب بومبيو في تغريدة نشرها على «تويتر» قبيل لقائه المسؤول الكوري الشمالي البارز: «القمة لا تزال متوقعة»، مؤكداً أنه «يتطلع إلى لقاء كيم يونغ شول لمناقشة الموضوع»، قائلاً: «نحن ملتزمون بنزع السلاح النووي بشكل كامل ومؤكد في شبه الجزيرة الكورية».