رشيد كرامي والحزن الكبير
يكتبها الياس عشي
حدث ذلك في الأوّل من حزيران عام ألف وتسعمئة وسبعة وثمانين.
مدينة طرابلس، يومها، مزنّرة بالحزن، راحلة في الفجيعة، مرتبكة لا تعرف كيف تودّع رجلاً كان سنديانة تتفيّأ بظلّها، ولا تعرف كيف تخترع لحناً جنائزياً تلوّح به لابنها رشيد كرامي الذي غادرها دون أن يرفع لها منديل السفر.
اليوم.. تعود إلى ذاكرتي أصوات المآذن تعبر شوارع المدينة المهجورة، والبيوتَ المسكونةَ بالحزن والوجع وأذكر رنين أجراس الكنائس تعبر، مع خيوط الفجر الأولى، إلى السماء، وأذكر الأعلام السودَ وقد غطّت شرفات المدينة ونوافذها.
في تلك اللحظات الصعبة لم يكن للكلام أيّ معنى..
كان الصمت سيّد الأحزان.
اغتيل الرئيس كرامي في 1 حزيران 1987