قالت له
قالت له: أتؤمن بالحبّ الذي لا يزول؟ وبالحبّ لا تحكمه الرغبة بين رجل وامرأة؟
قال لها: سقراط مات ولم يجد جواباً على السؤالين. فمهلك عليّ بواحد منهما يكفي.
قالت: الأول… الحبّ الذي لا يزول.
قال: الحبّ الصادق لا يزول ولو تبدّلت ألوانه. فحبّ الأمّ مثال للصدق ويتنقّل من عنوان الغذاء إلى الحماية فالرعاية، ويصير حبّاً عن بُعد، برضا وقبول ولا يعرف الذبول.
فقالت: وحبّ الرجل والمرأة، إذا ماتت الرغبة أو بردت داهمه الذبول؟
فقال لها: الحبّ الصادق بين الرجل والمرأة أساسه صداقة لا تنطفئ. فالحبيب هو الملاذ وهو رفيق الحديث، وهو مخزن الأسرار وهو الشريك في السرّاء والضرّاء. وكلّ منها يكفي لتجد للرغبة أسباباً جديدة. فالسكينة ليست نزوة والطمأنية لا توجِدها شهوة.
قالت: أتقترح أن تكون صديقي وتكون حبيباً بين وقت وآخر؟
قال: لا يمكن الفصل بين الحالتين. ففتغذّيان من بعضهما كالنبتة الخضراء والهواء.
قالت: والحبّ والصداقة، أيّهما الخضرة وأيّهما الهواء.
قال لها: الأبقى هو الهواء فهو الصداقة التي ستجمعنا ونحن في آخر مراحل العمر، والخضرة هي التي تفنى ويولد سواها فهي الحبّ.
فقالت: أتعدني أن تبقى صديقي؟
قال: إن وعدتني أن أبقى حبيبك.
وتعانقا ومضيا معاً!