ما وراء التحوّل الرقميّ

مع تصاعد الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وانترنت الأشياء تغير التكنولوجيا كل جانب من جوانب الأعمال والمجتمعات وبشكل أساسي الطريقة التي يتم من خلالها التواصل بمكان العمل والأعمال، ونتيجةً لذلك، تقوم الشركات في جميع أنحاء العالم برقمنة عملياتها وإعادة توظيف قواها العاملة لتحتضن ممارسات أعمال جديدة مبتكرة.

هذه التطورات في التكنولوجيا تجعلها أسرع وأكثر ذكاء وكفاءة، ولكن بيانات عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية كشفت أن إنتاجية بريطانية جاءت بحوالي 20 إلى 25 في المئة بعد الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا.

فأكّدت الأبحاث أن أحد أكبر التحدّيات التي تواجه الشركات البريطانية عندما يتعلق الأمر بتحقيق القيمة من الاستثمارات التكنولوجية هو الموظفين. فقد تؤدي التحسينات في العمل لتغيير طريقة عمل الموظفين كتقديم أشياء عبر مكاتب افتراضية وتقنيات تعاونية إلى خلق حالة من القلق بين بعض الموظفين، فالأتمتة تجعلهم يخشون على وظائفهم.

هذه المخاوف لا تعيق التقدم داخل المؤسسات الفردية فحسب، بل أيضاً تعيق الشركات التجارية في الحفاظ على قدرتها التنافسية مقارنة بالدول الأخرى.

وللتغلّب على التحدّيات التي تواجهها تلك الشركات أوصت الأبحاث بضرورة خلق برامج للتغيير الثقافي تساعد الموظفين على الانتقال إلى ثقافة مرنة واستشراف متقدم للتحسين المستمر والابتكار، تُركز على خمس مضامين رئيسة إظهار القيمة لاستراتيجية للتحول الرقمي، التعاون ليس منافسة، احتضان الخوف، احترام بيئة العمل الداخلية والمحيطة الجديدة، ثقافة رقمية رشيقة .

وتؤكد الأبحاث على أن هناك شيء من عدم الارتياح سيأتي من قبل الموظفين أثناء امتزاج التكنولوجيا مع الإمكانات البشرية «فالإنسان عدوّ ما يجهل»، فالبعض من الموظفين سيزدهر والبعض سيتعلم والبعض سيشعر بالشلل تجاهه، لذا توصي الدراسة بالتعامل بحساسية تجاه الموضوع وتؤكد بأن الإيمان والالتزام هما السبل للهدف المنشود. وأن منح الموظفين الوقت والموارد لاختبار وتطوير وتقديم تقارير حول طرق جديدة للعمل في سيناريوهات حقيقية يخلق إحساساً عميق لدى الموظفين من خلال المشاركة. فإذا شعروا بأنهم قيّمون، فمن المرجّح بأن يتبنّوا العقلية الصحيحة عندما يتعلق الأمر بتجربة شيء جديد. الأمر متروك للشركات لإعطاء موظفيها الدعم الذي يحتاجونه لاحتضان التغيير الرقمي، وتعزيز الإنتاجية وضمان بقاء بريطانيا لاعباً منافساً على المسرح العالمي.

ويراودني: لماذا لا يتم وبشكل استباقي إجراء أبحاث على المستوى الحكومي مشابهة تبحث في أسباب ضعف الإنتاجية وماهية الثقافات التي تحتاجها بيئات العمل الحكومية ليتقبّل موظفوها التغيرات القادمة مع الحوكمة والاستثمار الرقمي في بلدي.

هل لأننا لسنا بحاجة؟

أم ما نزال نبحث في الفجوة مابين المعرفة والتطبيق… فجوة الـ«ماذا ولماذا وكيف»؟!

ريم شيخ حمدان

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى