ممثل بري: إيران تدفع الكثير من التضحيات من أجل فلسطين ممثل فتحعلي: ندعم كل ما يجمع ويوحِّد اللبنانيين
أحيت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان أول من أمس، الذكرى السنوية الـ 29 لرحيل الإمام الخميني، في قصر الأونيسكو، بحضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد في حكومة تصريف الأعمال نقولا تويني، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب الدكتور أيوب حميِّد، نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي الأب عبدو أبو كسم، ممثل رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان المفتي الشيخ أحمد قبلان، ممثل كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كيشيشيان الأب سمباد صابونجيان، نائب رئيس المجلس الإسلامي العلوي محمد عصفور، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمّود، السفير الفلسطيني أشرف دبور، ممثل السفير السوري علي عبد الكريم علي القنصل الدكتور عبد الرزاق إسماعيل، ونوّاب وممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية وشخصيّات روحية وفصائل المقاومة الفلسطينية وفاعليات وأبناء الجالية الإيرانية في لبنان.
وألقى القائم بأعمال السفارة الإيرانية أحمد حسيني كلمة السفير محمد فتحعلي، وقال فيها «تعيش أمتنا العربية والاسلامية في ظروف بالغة الخطورة والحساسية، وليس ببعيد عنا ما يجري في فلسطين والقدس الشريف تحديداً من مخاطر جسيمة ومؤامرات ذات طابع دولي وبشراكة ومساهمة من بعض الأطراف الإقليمية، التي إما انها تتغاضى او تتجاهل أو تفضِّل الصمت والسكوت لتمرير ما يحيكه البيت الأبيض والمؤسسات الصهيونية النافذة هناك».
وأضاف «كما لسنا ببعيدين عما يجري في سورية من تدمير للبنى التحتية وتهجير وتشريد لأبنائها واستهداف للدولة تسهيلاً لتنفيذ المؤامرات وتطبيق المشروع التقسيمي الذي يرمي إلى خدمة مصالح الاستكبار والعدو الصهيوني، وإننا معنيون كأبناء هذه الأمة بما يشهده العراق واليمن وبقية الساحات الملتهبة والمتناحرة في هذه المنطقة».
وأشار إلى أن «إيران تشكِّل قلعة للأحرار وداعمة لحقوق الشعوب وداعية للحوار». وأكد وقوفها «إلى جانب لبنان الصديق والشقيق، حكومةً وشعباً، والى جانب مقاومته الشريفة الباسلة التي سطرت المزيد من العزة والرفعة للبنان والأمة حيث الحقت بالعدو الإسرائيلي هزيمة كبيرة ومرارة لن ينساها. كما كان لها الفضل في إلحاق الهزيمة بالجماعات الإرهابية والتكفيرية التي كانت منتشرة في بعض المناطق اللبنانية»، مجدداً «دعم إيران الكامل لكل ما يجمع ويوحد اللبنانيين بعضهم ببعض على قاعدة الحفاظ على أمن لبنان واستقراره»، ومهنئاً لبنان رئيساً وحكومة وشعباً على «الإنجاز الكبير الذي تحقق من خلال اقامة الانتخابات البرلمانية في ظل التهديدات والمخاطر التي تحيق بالمنطقة، الأمر الذي من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار».
وقال «كما أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستصمد وستبقى إلى جانب كل الشعوب المظلومة وفي طليعتها الشعب الفلسطيني المظلوم»، محذراً «من المؤامرات التي تعمل على إثارة الفتن الطائفية والمذهبية هنا وهناك والتي ترمي الى حرف القضية الاساسية والمحورية للامة وهي القضية الفسطينية. ونضمّ صوتنا إلى صوت هذا الشعب الثائر في غزة والذي يُراق دمه وتزهق أرواح أطفاله وشبابه على معابر العودة إلى فلسطين، دون ان يرف جفن العالم الاستكباري».
ودعا المجتمع الدولي والعرب والمسلمين إلى عدم الوقوف موقف المتفرج اللامبالي أمام قيام أميركا بنقل سفارتها إلى القدس وتبنيها وحمايتها لدولة غاصبة لمقدسات المسلمين والمسيحيين.
وختم مشدداً على أن «الجمهورية الإسلامية لن تفقد البوصلة وستبقى فلسطين قضيتها الكبرى والحاسمة مع العدو الصهيوني».
ثم ألقى حميِّد كلمة بري، فقال «تدفع الجمهورية الإسلامية من أجل فلسطين وشعبها وثورته الكثير من التضحيات ولا تبالي بالإغراءات ولا بالتهويل. ولو هي رضخت لم يكن بعد حصار ولا تضييق بل قبول بامتلاكها القوة النووية السلمية، بل ولكانت أصبحت في أعين دول الاستكبار وفي الطليعة أميركا واحة لكل الإيجابيات ولما كان استعداء بعض الدول لها ووضعها العدو الأوحد لهم مع تجاهلهم بل تواطئهم عليها مع الكيان الصهيوني».
وأكد أن إيران «دعمت في لبنان ولا تزال المقاومة الباسلة لشعبنا اللبناني في مواجهة إسرائيل وقوى الإرهاب الوجه الآخر لإسرائيل، وكانت شريكاً لانتصار لبنان وجيشه وشعبه ومقاومته في دحر الاحتلال، ناهيك عن بلسمة جراحات عوائل الشهداء والأسرى والكثير من الإنجازات الصحية والمرافق العامة والبنى التحتية في أغلب المناطق اللبنانية وعروضاتها المستمرة دون قيد أو شرط لتسليح جيشنا الوطني والإسهام في حل مشكلة الكهرباء المزمنة دون أن تلقى جواباً صريحاً وواضحاً». وقال «كما دعمت خيارات شعبنا اللبناني وتحرص على استقراره وسيادته وتثق بقيادته الساعية لتجاوز كل العوائق. ووقفت إلى جانب سورية في مواجهة أعتى هجمة دولية عليها وعلى تاريخها وحضارتها وإنسانها قصد تدميرها وتفتيتها وقدّمت عشرات الشهداء في مواجهة الإرهابيين وداعميهم. كما في العراق وحربه المفتوحة على الإرهاب والتفتيت. ولولا تدخّلها الحاسم هناك لكانت رايات الارهاب تجاوزت بغداد الى عواصم عربية كثيرة».
كلمة الراعي ألقاها أبو كسم الذي قال «نستذكر اليوم سيرة الإمام الخميني، ونستذكر معه مساندته للمستضعفين والمظلومين، في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية، انطلاقاً من خير الإنسان والمجتمع والوطن».
وتابع «إن التحديات والمشاكل والهواجس التي طرحناها في السنة الماضية في إحياء هذه المناسبة بالذات، ما زالت للأسف هي هي. فالحروب في منطقتنا مستعرة في أكثر من بلد عربي، والتهديدات المتبادلة بين بعض الدول تخلق جواً قاتماً ينذر بخطر شديد، يجعل من العالم اليوم أتوناً للشر والقتل والدمار. وهذا ما يدعونا إلى التنبه والترفع عن المصالح الضيقة إن كان على الصعيد المحلي أو الدولي، لنرتقي إلى مجتمع مناهض لسياسة العنف والعزل، ومنطق الإرهاب والحرب».
وناشد «المجتمع الدولي، وبنوع خاص، الدول الكبرى، للعمل على بناء ثقافة اللقاء والانفتاح في مواجهة ثقافة العزل والانعزال، فثقافة اللقاء تمهّد الطريق إلى الحوار، وعملية الحوار بين الدول والأفراد والمجتمعات، تسهّل الطريق لنشر ثقافة السلام في مواجهة كل أشكال الحروب في منطقتنا والعالم».
وألقى قبلان كلمة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، فناشد «السعودية ومصر والإمارات وكل الدول العربية والإسلامية ونقول لهم: مصالحنا ومصالح أمتنا وبلادنا تفترض تعاوناً مشتركاً ومتكافئاً مع إيران، وليس مع أميركا».
ودعا إلى «تصويب البنادق باتجاه العدو الصهيوني وليس باتجاه مَن يحاربه، فالخائن مَن يحارب القدس، وليس من حارب الإرهاب ويواجه أميركا في سورية والعراق واليمن ولبنان وفلسطين».
ودعا إلى «الإسراع في تأليف الحكومة وعدم وضع العراقيل بحصة من هنا وحصة من هناك، وليكن التوجه نحو حكومة وفاق وطني مصغرة ما أمكن، وقادرة على أن تتحمل الأعباء والمسؤوليات، وبالخصوص قضية النزوح السوري، التي ينبغي أن توضع في سلم الأولويات وبالتنسيق والتعاون مع سورية».
وألقى حمّود كلمة قال فيها «إننا نستطيع أن نجعل الأولوية هي السياسة وهي الموقف وفلسطين ونستطيع أن نتجاوز العقد، وأين هم العلماء، لا يكون عالماً من ارتضى أن يكون جزءاً من حاشية السلطان».
وأشاد بموقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية «والأدوار التي قامت بها على الساحة الفلسطينية والعراقية والسورية وعلى صعيد الأمة الإسلامية في وقوفها إلى جانب المستضعفين في العالم».
وفي الختام ألقى قاسم كلمة أكد فيها أن «انتصارات حزب الله ربح خالص للبنان أولاً، ولولاها لاستسلم لبنان الضعيف للتوطين، وكان أداة لمصالح أميركا وإسرائيل». وقال «التحرير عام 2000 إنجاز لم يتوقعه العالم، وصمود وتضحيات مواجهة 2006 إنجاز آخر لم يتوقعه العالم، إن تضحيات مجاهدي حزب الله والشعب في لبنان حمت لبنان من جهتي الجنوب والشرق ضمن معادلة الجيش والشعب والمقاومة، أي من إسرائيل والتكفيريين، والأعداء اليوم يعيشون الصدمة فهم لا يتقبّلون أن يتمكن حزب صغير وحلفاؤه من أن يهزموا مشروع الشرق الأوسط الجديد مرتين، مرّة من بوابة لبنان ومرة من بوابة سورية».
وحيّا الشهداء وقال «نحن في مسيرتنا كما الجميع بين خيارين لا ثالث لهما: بين خياري الاحتلال أو التحرير، نحن مع المقاومة. بين خياري التبعية أو الاستقلال، نحن مع السيادة. بين خيارَيْ محور البغي والشر أو محور المقاومة، نحن مع فلسطين محرّرة. بين خياري لبنان الأداة أو لبنان القرار، نحن مع لبنان الوطن القوي مرفوع الرأس رغم أنف الحاقدين».
ورأى أن «نجاح لبنان في مواجهة خطر التكفيريين، أنجز انتخابات الرئاسة وانتظام عمل المؤسسات ودعم الاستقرار، وأنجز انتخابات نيابية ناجحة، وهم مذهولون من نتائج هذه الانتخابات، ولكن ألا يعلمون أن الانتخابات تعني خيار الشعب؟ الشعب اللبناني قال كلمته في الانتخابات النيابية، وعلى المسؤولين في الداخل والخارج أن يفهموا تماماً أي خيار يريده هذا الشعب بعد الانتخابات، إنه يريد خيار الجيش والشعب والمقاومة ولبنان العزيز».
وشدّد على أن «الإمام الخميني أعطانا ولم يأخذ شيئاً، وبكل صراحة أعطتنا الجمهورية الإسلامية الإيرانية لخياراتنا ولم تأخذ منا شيئاً ولم تفرض علينا شيئاً».
أضاف: «في هذه الأيام تكثر إسرائيل من تهديداتها وعربدتها، لتربح بالضغط السياسي ما يوفر عليها الحروب والخسائر، ولكن زمن تأثير التهديدات والعنتريات ولّى، فالمقاومة في أعلى جهوزيتها التي ردعت وتردع، لم تعد إسرائيل قادرة على الذهاب إلى خيار الحرب بسهولة، فالثمن كبير عليها، والهزيمة محتملة كما أول هزيمة من نوعها في تموز 2006».
وختم قائلاً «سنكون بعد الانتخابات النيابية شركاء وفاعلين في بناء الدولة، وسنقف ضد دعاة الفتنة وعدم الاستقرار وضد الفساد، وسنقدّم في هذه المرحلة تجربة إضافية على تجاربنا السابقة التي تعرفونها، وإن شاء الله ننجح وإياكم في بناء الوطن الحر القوي المحرّر من التبعية ومن أيادي الأعداء».
صور
وللمناسبة، أقامت المستشارية الثقافية الإيرانية وبلدية صور والثانوية الجعفرية، حفل افتتاح معرض للكتاب والرسوم، وذلك عند جادة الرئيس نبيه بري في مدينة صور، بحضور عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نواف الموسوي، وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية في حكومة تصريف الأعمال عناية عز الدين، المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد مهدي شريعتمدار، رئيس بلدية صور حسن دبوق، مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبد الله، وعدد من الفاعليات والشخصيات والأهالي.
وألقى الموسوي كلمة قال فيها «إننا نقول للشعب الإيراني، نحن هنا الشعب والشباب اللبناني الذي عانى من المعتقلات الإسرائيلية، لا يزال يقدّم التضحيات من أجل الدفاع عن وطنه واستقراره وسلامته واستقلال قراره السياسي. ونقول للشباب الإيراني بالتحديد، إن بأعناقكم أمانة الحفاظ على هذه القلعة والمنارة التي من دونها ستنهار جبهة المستضعفين في الأرض، ولكننا على ثقة بأن الشعب الإيراني الذي واجه على مدى السنوات الطويلة ولا زال يواجه، لن يكون قابلاً للانكسار، سواء بالضغط الأميركي أو بالعقوبات أو بغيرها من الأساليب التي تعتمد».
من جانبها، الوزيرة عز الدين تحدثت عن شخصية الإمام الخميني، مؤكدةً أن «المقاومة هي الطريق الوحيد لإسقاط كل المؤامرات التي عرفناها خلال سنوات الصراع والمواجهة»، لافتة إلى «أن الشباب الفلسطيني اليوم يجسّد المقاومة بأحسن صورها».
بدوره رأى شريعتمدار أن الإمام الخميني «استطاع أن يحقق كل تلك النجاحات والانتصارات وأن يؤسس لمرحلة جديدة في تاريخنا المعاصر ألا وهي مرحلة المقاومة والتصدي لكل المخططات الاستكبارية والمشاريع الاحتلالية ولكل الانبطاحيين في منطقتنا».
وبعد كلمة للشيخ عبدالله جال الجميع في أرجاء المعرض.