حلم الإسبان في روسيا: هل ينجح المارد؟
زياد العسل
يتطلع المنتخب الإسباني لكرة القدم لإثبات موقعه في الاستحقاق العالمي المقبل في روسيا، فبعدما حصد المنتخب الإسباني 3 بطولات على مدى 4 سنوات متتالية، خفت بريق «الماتادور» بعد العام 2012 الذي عادوا فيه إلى الساحة الأوروبية من خلال حصدهم للقب الأوروبي الأغلى كأس الأمم الأوروبية ، وتقديمهم أداءً لافتاً وأنيقاً على كافة المستويات، ما جعل كل متابعي الساحرة المستديرة يتوقعون عودة كبيرة للإسبان في البطولات والاستحقاقاقات المقبلة، ولكن ماذا حصل للمارد الإسباني بعد ذلك؟
معظم الجماهير الإسبانية رأت أن تأخر منتخب بلادها في السنوات الأخيرة مرده إلى سوء تقدير الأمور من قبل الجهاز الفني للمنتخب، وعدم اعتماد التشكيلة المثالية التي بإمكانها أن تقدّم الكرة الإسبانية كما يجب وأن تثبت أهمية العناصر الإسبانية وقدرتها على صناعة الفارق وحصد الألقاب من جديد، إلى ان لعب يولين لوبيتيغي المدرب الجديد دوراً كبيراً، بحسب آراء الجماهير الإسبانية في التطوّر الذي بدأ يظهر منذ مدة في الأداء والنتائج، فقد تسبب هذا المدرب بالفوز في تسع من عشر مباريات في التصفيات وإحراز 36 هدفاً والتفوق على إيطاليا أحد أكبر الخصوم للمنتخب الإسباني بنتيجة 3 ـ 0.
والجدير ذكره، أن إسبانيا سبق وشاركت بمسابقة كأس العالم 14 مرة وتأهلت إلى جميع النهائيات منذ العام 1978، وحصلت على اللقب مرة واحدة، حين تغلبت 1 – صفر على هولندا في نهائي 2010 بجنوب أفريقيا بعد وقت إضافي بهدف انييستا. قبل ذلك بلغت دور الثمانية في أعوام 1934 و1986 و1994 و2002، لكنها خسرت في كل مرّة. ومرّة واحدة ودّع الاسبان البطولة بشكل مفاجئ من دور المجموعات في العام 2014. وحالياً، ستلعب إسبانيا في المونديال المقبل في المجموعة الثانية الصعبة إلى جانب البرتغال بطلة أوروبا، وهي مباراة ربما تحدد متصدر المجموعة، بالإضافة إلى إيران والمغرب. وفي حال تصدّر فريق المدرب لوبتيغي من المحتمل أن يواجه الأوروغواي أو مصر في دور الستة عشر قبل مواجهة مثيرة محتملة أمام الأرجنتين أو كرواتيا أو فرنسا في دور الثمانية. وعن هدفه الملموس خلال هذا المونديال، قال لوبتيغي لوسائل إعلام إسبانية: «لا نضع أهدافاً على المدى البعيد، نصبّ تركيزنا على ما يتعين علينا القيام به لكي نبدأ المونديال بأفضل طريقة ممكنة. لذا يتعيّن علينا تدريب المنتخب وإعداده كي نصل إلى هدفنا. هذه هي الأهداف التي يضعها المدرب. ثم سنرى ما قدرتنا على القيام به خلال المونديال. أنا أرفض الدخول في متاهات التكهنات والحسابات لأن ذلك لا ينفع بشيء في عالم كرة القدم. كل تركيزنا على استعداداتنا وسنحاول الفوز بكل مبارياتنا».
المنتخب الإسباني إذن على موعد هذا الشهر مع أداء ينتظره الإسبان وعشاق المارد الإسباني في كل العالم، فهل سيظهر بالصورة التي ظهر عليها في العام 2012 مكللاً أم أن للساحرة المستديرة وعمالقة اللعبة رأياً آخر؟