تونس تحتجّ على تصريحات الداخلية الإيطالية حول اللاجئين وتستدعي السفير الإيطالي
احتجت الخارجية التونسية على تصريحات الداخلية الإيطالية حول اللاجئين.
وأشار بيان صادر عن الخارجية التونسية إلى «التصريحات التي أدلى بها وزير الداخلية الإيطالي الجديد، ماتيو سلفيني أمس الأحد في صقلية، والتي أشار فيها إلى أنّ تونس، البلد الحرّ والديمقراطي لا يرسل إلى إيطاليا أناساً شرفاء بل في أغلب الأحيان وبصفة إرادية مساجين سابقين ».
كذلك، استدعت وزارة الخارجية التونسية، أمس، السفير الإيطالي المعتمد لديها احتجاجاً على تصريحات لوزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، حول تدفق اللاجئين على إيطاليا.
في هذا الصّدد، ذكر البيان «أنه بناء على تلك التصريحات، تم أمس، استقبال السفير الإيطالي في تونس في مقر وزارة الشؤون الخارجية، لإبلاغه استغراب تونس الشديد من مثل هذه التصريحات التي لا تعكس مستوى التعاون بين البلدين في مجال معالجة ملف الهجرة، وتنم عن عدم إلمام بمختلف آليات التنسيق القائمة بين المصالح التونسية والإيطالية لمواجهة هذه الظاهرة».
وقال البيان إنّ «السفير أكد أن وزير الداخلية الإيطالي كلفه بإبلاغ السلطات التونسية أن تصريحاته أُخرجت من سياقها».
وكانت وكالة الأنباء الإيطالية أنسا قد نقلت عن سالفيني قوله أول أمس، عبر «تويتر»، «إنّ تونس البلد الحر والديمقراطي لا يصدر إلينا أشخاصاً محترمين، بل غالباً ما ترسل المدانين، وسوف أتحدث لنظيري التونسي بذلك الشأن». كما دعا الدول الأوروبية لـ «مساعدة إيطاليا في التعامل مع تدفق اللاجئين»، مشيراً إلى أنّ «وصول واستقبال مئات الآلاف من غير اللاجئين لا يمكن أن يبقى مشكلة إيطاليا وحدها».
وأشارت الوكالة إلى أنّ «تصريحات الوزير جاءت عقب مصرع 48 مهاجراً بغرق قارب متّجه إلى إيطاليا قرب جزيرة قرقنة التونسية».
يذكر أنّ أوروبا تشهد منذ أعوام، أخطر موجات الهجرة منذ الحرب العالمية الثانية، والتي كان سببها في المقام الأول عدد من الصراعات المسلحة والمشاكل الاقتصادية في بلدان أفريقيا والشرق الأوسط.
فيما ذكرت المنظمة الدولية للهجرة، في إحصاء سابق، «أنّ أكثر من 3 آلاف مهاجر اختفوا في عرض البحر الأبيض المتوسط، منذ بداية عام 2017، فيما وصل نحو 171 ألف مهاجر عن طريق البحر إلى أوروبا، ثلاثة أرباعهم في إيطاليا، نحو 119 ألف شخص، بينما تشير التقديرات إلى أن عدد المهاجرين التقريبي في ليبيا يتراوح بين 700 ألف إلى مليون شخص».
وعلى الرغم من أنّ أعداد المهاجرين تراجعت كثيراً عن عام 2016، إلا أنّ القضية لا تزال تمثل تحدياً كبيراً لأوروبا التي تكافح من أجل مواجهة تدفق المهاجرين، وأفريقيا التي تخسر شبابها الذين يغامرون بحياتهم في عرض البحر ليصلوا إلى البلدان الأوروبية.