رندة برّي تكرّم أحد أصحاب ذوي الاحتياجات الإضافية… وتمنح أولاده مِنحتَين تعليميّتَين

أقامت «الجمعية اللبنانية لرعاية المعوّقين»، سحوراً رمضانياً تراثياً في«Arena Seaside» ـ وسط بيروت. رعى الحفل الذي هدف إلى دعم وتطوير مشاريع الجمعية التنموية والتأهيلية رئيس مجلس النواب نبيه برّي ممثلاً بعقيلته رندة عاصي برّي، وحضر الحفل وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق ممثّلاً رئيس الحكومة سعد الحريري، والوزراء: علي حسن خليل، غازي زعيتر، عناية عزّ الدين. والنواب: علي بزّي، هاني قبيسي، طوني فرنجية، فادي علامة، ميشال موسى، ياسين جابر، قاسم هاشم، الياس بو صعب، فايز غصن، طارق المرعبي، سيزار المعلوف، نزيه نجم، فيصل الصايغ وعدد من الوزراء والنواب السابقين وحشد كبير من السلك الدبلوماسي، محافظ بيروت زياد شبيب، محافظ بعلبك بشير خضر، نائب رئيس حركة أمل هيثم جمعة، رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان، رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب، نقيب الصحافة عوني الكعكي، وفاعليات اجتماعية وثقافية وإعلامية وتربوية وعسكرية وهيئات أهلية وخيرية، وأصدقاء الجمعية الذين يدعمونها في تعزيز حياة الأشخاص ذوي الاحتياجات الإضافية لتحسين مستوى الخدمات التأهيلية وتطويره وتحديثه.

بدأ الحفل بعرض فيلم وثائقي عن خدمات الجمعية التي تقدّم في مراكزها لا سيّما في «مجمّع نبيه برّي لتأهيل المعوقين» في الصرفند، تلاه تكريم يحيى البهي من ذوي الاحتياجات الإضافية الذي تغلّب على إعاقته ومرض السرطان في آن، بروحه الطيبة وإرادته القوية ومحبة الناس والخيرين.

ثم كانت كلمة لرئيسة الجمعية رندة عاصي برّي قالت فيها: بداية أطلب منكم الترحيب معي بيحيى البهي، هذه الشخصية الفريدة التي تتحلّى بالإرادة وحب الحياة والاعتماد على النفس، رغم كونه شاباً من ذوي الاحتياجات الإضافية شلل رباعي بسسب إصابة بالعمود الفقري . لم يستسلم، وأصبح جزءاً لا يتجزأ من الحياة في بيروت، يعرفه كثيرون منّا ومن روّاد المقاهي والطلاب في منطقة عين المريسة وكورنيشها البحري. وبقوة المحبة وبوردة وابتسامة جميلة، أبى أن يتسوّل، فوجد لنفسه مهنة بيع الزهور التي ومن خلالها بنى أسرته المكونة من أربعة أولاد يتابعون دراستهم. إلاّ أن الحياة عاندته مجدداً، فأصيب بسرطان الدم العام الفائت، وبدعم من محبيه ومن الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين تابع علاجه في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت، متسلّحاً بكمية الحبّ والصلوات التي غمره بها كل من عرفه. واليوم نحن نكرم تلك الإرادة والمحبة والبسمة التي يحملها يحيى في قلبه، بعد أن تغلّب على مرض السرطان ليكمل رحلته بتحدّي الإعاقة وتحويلها إلى طاقة. ونحن في الجمعية سنكون إلى جانبه في رحلة استكمال علاجه وتأمين الدعم المناسب له. كما ستقدّم الجمعية منحتين تعليميتين لأولاده حتى استكمال مراحلهم الدراسية.

وتضمّن البرنامج الفنّي في السهرة فقرات فنّية راقية مع المطرب الحلبي مصطفى هلال ترافقه فرقته الفنّية، فأدّى أناشيد وقدوداً حلبية من وحي رمضان، بصوت جميل ورخم، وقد أثنى جميع الحاضرين على ما قدمه في السهرة من فن راق وأصيل.

وأضافت برّي: «الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين» تؤمّن خدمات تأهيلية متكاملة للمعوقين من ضمنها التشخيص والعلاج، التأهيل الجسدي، التأهيل النفسي الاجتماعي، التأهيل التربوي والتأهيل المهني، إضافة إلى تأمين عملية الدمج الاجتماعي وتعزيز ودعم حقوق ذوي الاحتياجات الإضافية، هذا إلى جانب وجود مشاريع تنموية حيوية صناعية، زراعية، رياضية، وتكنولوجية… . ومواكبةً للعصر تقوم الجمعية بشكل دؤوب بمواصلة التحديث والتطوير للأجهزة والمعدّات المتوفرة في أقسامها الطبية والتأهيلية وتعمل على تأمين التدريب المستمر لفريق عملها الذي يتميز بالكفاءة العلمية والمهنية.

وتابعت: وبسبب ازدياد عدد الطلاب على لائحة الانتظار، تم زيادة طابق جديد من صفوف مدرسة «لوى للامتياز». وتضمّ المدرسة حالياً 280 طالباً من ذوي الاحتياجات الإضافية، يعانون من إعاقات سمعية أو جسدية أو من تأخّر عقلي بسيط، أو متلازمة داون، أو التوحّد.

ونتيجة اكتظاظ عدد المرضى اللبنانيين والسوريين، تم العمل على توسيع قسم العيادات وتطوير خدمات التأهيل في المجتمع للأشخاص ذوي الاحتياجات الإضافية، وذلك من خلال برنامج التأهيل المجتمعي للاجئين السوريين الذي يتم تنفيذه بالشراكة مع المنظمات الدولية، وأهمّها «منظمة التأهيل الدولي ـ WRF». إلى جانب ذلك تركّز الجمعية على تحديث قسم العيادات وتجهيزه بأحدث المعدات والآلات الطبية لمواكبة التطور التكنولوجي.

كما تم استحداث قسم التكنولوجيا المساعدة، يتضمّن الأجهزة الرقمية والالكترونية والتواصلية المساعدة، التي تؤهل الأشخاص المعوّقين وتساعدهم في التكيّف مع التكنولوجيا. حيث تمنح التكنولوجيا المساعدة لذوي الاحتياجات الإضافية القدرة على الاستقلالية لأنها تمكّنهم من إجراء وتنفيذ المهام التي كان يتعذّر بل يستحيل أداؤها دون مساعدة شخص آخر.

وأضافت: ومتابعة لبرنامج «The Workforce» الذي تم إطلاقه في كانون الأول 2016 لتأمين وظائف لذوي الاحتياجات الإضافية مع القطاعين العام والخاص، نجحنا خلال عام واحد من إطلاقه بتأمين فرصة عمل لـ21 شخصاً، ولا يزال العمل مستمراً به.

وختمت برّي: إن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا فعل البذل والعطاء، ولولا إيماننا بأن ما نقدم عليه معاً، هو فعل محبة وإيمان بقضايا الإنسان، لا سيما قضية ذوي الاحتياجات الإضافية وحقّهم في حياة كريمة. فـ«جميل أن تعطي من يسألك ما هو بحاجة إليه، ولكن الأجمل من ذلك أن تعطي من لا يسألك وأنت لا تعرفه» كما قال جبران خليل جبران.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى