من هنا وهناك
عقدت نقابة الفنانين التشكيليّين والحرفيّين في البقاع لقاءها السنوي في بعلبك، بحضور رئيس النقابة عامر الحاج حسن والهيئتين الإدارية والعامة ورئيسة جمعية «الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت» ديما رعد.
وكان بحث في شؤون النقابة وتقييم للنشاطات التي أقامتها خلال السنة، بالإضافة إلى وضع روزنامة سنوية ومناقشة الاستعدادات لتنظيم المعارض والنشاطات الفنية خلال الصيف المقبل. وكان عرض لمشروع الانضمام الى الصندوق التعاضدي للنقابات.
وعرضت رعد المشروع الفنّي الذي ستقيمه جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت في بعلبك، بالتعاون مع اتحاد بلديات بعلبك والنقابة وبمشاركة عدد من الفنانين والنحاتين العالميين خلال شهر آب المقبل.
وتخلّل اللقاء مداخلات ونقاشات عن سبل تفعيل نشاطات النقابة والأعضاء وإيجاد مركز دائم للمعارض في بعلبك.
«شمش» للمرة الأولى في لبنان
افتتح معرض «شمش» الذي يحمل توقيع الفنان التشكيلي والمؤلّف الموسيقي زاد ملتقى، برعاية وحضور السيدة الأولى ناديا الشامي عون في متحف سرسق، تبعاً للنجاح الكبير الذي لقيه في الدورة السابعة والخمسين من معرض الفنّ العالمي ـ بينالي البندقية لعام 2017، ويعرض «شمش» في لبنان، قبل أن ينطلق في جولة عالمية تشمل فنلندا، المملكة المتحدة، النروج وأستراليا.
يجمع «شمش»، وهو مجسّم ضخم، بتناغم تام وتآزر لافت بين الأشكال والمواد والأصوات، ليمزج بين الابتكار الموسيقيّ والبحث البصري وليدمج التكنولوجيا الحديثة بالآثار القديمة.
أما النتيجة، فمحرّك ضخم مركز أمام حائط براق، يستحضر صورة «العجل الذهبي» ويصدر موسيقى الغسق التي تسكن الروح، من تأليف زاد ملتقى.
في هذا التجهيز الضخم، يستعد ملتقى لاستحضار الأبوكاليبس العربي، الذي يقول إنه «لا يمكن تجنّبه»، وذلك من خلال استخدام الرمزية المستوحاة من الآثار، ومواجهة الوحشية بيديه الاثنتين.
في هذا الإطار، قال ملتقى إن يستمد مشروع «شمش» جذوره من قانون حمورابي، الذي يعتبر أول قانون لناحيتي التكاملية والشمولية، وهو محفور على نصب عال من حجر البازالت الأسود قبل نحو ألفي عام. على رأس هذا الطوطم يتربّع «شمش»، إله الشمس. تماماً كما يوزّع الضوء الظلال، كذلك يفضح شمش الشرّ في وضح النهار ويضع حدّاً للظلم.
ولفت ملتقى إلى أن هذا التجهيز يفرض نفسه وسط الأسئلة التي تدور حول فكرة ما الذي سيبقى مقدّساً في صميم قلب الانسان، من خلال الحوار الذي يشمل الجميع بين أور في العراق، بيروت في لبنان، حلب في سورية، وكلّ المواقع التي كانت شاهدة على العنف وتفيض اليوم بالقوة الإقليمية الرمزية.
شهدت أمسية الافتتاح معزوفة موسيقيّة عنوانها «شمش ايتيما» أي الشمس المظلمة أدّتها جوقة الجامعة الأنطونية، بقيادة الأب توفيق معتوق.
تشكّل هذه المعزوفة جزءاً أساسياً من المعرض، علماً أن زاد ملتقى ألفها لـ32 مغنياً، وهي مستوحاة من اللغات القديمة. أما كلماتها فمستمدة من نشيد إله العدل السومري، وتستند إلى مفردات أكادية مشوّهة ومبتورة، وكأن صاروخاً سقط وسط اللغة، وأشعل حريقاً هائلاً في الكلمات.
في حين أن أصوات الإنسان والأرض تعجز عن مواصلة مسيرتها وسط مادة موحلة تحبس الأصوات، يحوم لحن سماوي فوقي، لحن غريب ينطلق من مفاعل محرّك قاذفة قنابل يعود إلى خمسينات القرن الفائت. في خضم هذه المأساة التي ترزح منطقة الشرق الأوسط تحت وطأتها، فإن «شمش» يجبر العنف على الغناء من أجل أن يكم فاه.
أقيم معرض «شمش» لصالح الجناح اللبناني المشارك في الدورة 57 من بينالي البندقية للعام 2017، وكان من تنسيق إيمانويل دايدي.
وسيكون زاد ملتقى في حوار مع غريغوري بوشكجيان عند السادسة مساء الاثنين 4 حزيران في متحف سرسق. ويستمر المعرض حتى الاثنين 25 حزيران في متحف سرسق.
«العنقاء»… باكورة أعمال الفنان أيهم المحيثاوي
ينطلق الفنان التشكيليّ أيهم خير المحيثاوي من المدرسة السريالية لتجسيد رؤيته الفنية لمفهوم الفناء والولادة والتجدّد في معرضه الأول الذي افتتح مساء أمس في المركز الثقافي العربي في مدينة السويداء.
المعرض الذي حمل اسم «العنقاء» ويستمر ستة أيام يضمّ 20 لوحة بمقاسات مختلفة اشتغلها المحيثاوي بالزيتي وطغت عليها الألوان الترابية، إضافةً إلى نحو 50 عملاً صغيراً لدراسات فنّية سريعة لكيانات في معظمها أنثوية تجسّد حالات إنسانية تعبيرية متنوعة مستخدماً فيها الزيتيّ والحواري والرصاص.
المحيثاوي اختار الأنثى رمزاً للخصوبة والاستمرارية والتجدّد ليعبّر من خلالها عن طائر العنقاء الأسطوري الذي ما إن يفنى حتى ينهض من تحت الرماد من جديد ليعكس به حالات إنسانية عايشها في صراعه مع مرض عضال تناغمت مع حالته الصحية والنفسية وأفكاره لافتاً إلى أن السريالية باعتبارها تعتمد على الحلم وتخرج دوماً عن إطار أي مفهوم بسيط للإدراك، فإنه يمكن من خلالها التعبير عن هواجسنا وأفكارنا بتلقائية أكبر.
الفنان ربيع بلان رأى أن المحيثاوي امتلك حرية وجرأة بالتعبير بصدق وتلقائية عن إحساسه وأفكاره مجسّداً حالات إنسانية بتناقضاتها وتطلّعاتها ومخاوفها ومشكّلاً حوارية وازدواجية بين الذكر والأنثى في لوحاته التي ذهب فيها باتجاه الأبيض والأسود معتمداً على قوة الخطّ والفراغ فيها.
والفنان المحيثاوي من مواليد السويداء 1995 وخريج كلية الفنون الجميلة الثانية فيها عام 2017.
معرض غرافيتي لبانكسي في موسكو
احتضنت قاعة العرض الرئيسة في متحف الفنّان في العاصمة الروسية موسكو، المعرض الشخصي الأول لفنان الغرافيتي البريطاني المجهول «برانكسي».
وحول فكرة المعرض، صرّح منظموه بأنه يتضمّن لوحات يمكن أن تستوعبها قاعة العرض في المتحف، وسوف تصاحب اللوحات عروض وسائط متعددة.
ويفتتح المعرض برعاية وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي، ويتضمّن 100 معروضة بما فيها أعمال مركّبة في ثلاثة أبعاد، وكذلك وسائط متعددة «مالتيميديا» تعبّر عن المشوار الفنّي لفنان الغرافيتي ذائع الصيت حول العالم.
ويقول منظّمو المعرض إن أهم عقبة تمثلت في التأكد من أصالة الأعمال الفنّية للفنان، حيث أن الكثير من أعماله تنتمي إلى «فنّ الشارع» الذي يرسمه على الجدران في أماكن كثيرة حول العالم، لذلك كان على المعرض أن يتأكد من الشهادات المصاحبة للأعمال الفنّية الدالة على أن تلك الأعمال تعود إلى الفنان بانكسي مجهول الهوية!
يذكر أن الفنان بانكسي رسم عدداً من أشهر رسوماته على الجدار العازل في الضفة الغربية، وكذلك في بيت حانون بقطاع غزة.