لقاء ثلاثي في بعبدا يبحث في ترسيم الحدود ورئيس الجمهورية: الفلتان الأمني في بعلبك لن يستمرّ
عقد في القصر الجمهوري في بعبدا اجتماع ضمّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيسي مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، بحضور المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم خصص للبحث في موضوع الحدود الجنوبية، وتحديداً في المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية التي تجري بواسطة الأمم المتحدة لتصحيح الحدود في النقاط المتنازع عليها في ضوء نية «اسرائيل» بناء الجدار الاسمنتي على طول الحدود الجنوبية.
وفي حين اكتفى بري بعد اللقاء بالقول: «لم نبحث موضوع الحكومة إنما موضوع ترسيم الحدود»، أكد الرئيس الحريري أنه «لم يتم الحديث عن الحكومة، إنما عن الحدود وهذا الاجتماع بطلب من الرئيس عون لتوحيد الأفكار حول هذا الموضوع»، مشدداً على أن «الأجواء إيجابية».
وعن تشكيل الحكومة قال: «هناك إيجابيات ونأمل أن تستمر».
وعن موضوع التجنيس قال: «النقاش حول التجنيس يجب أن يحصل في مجلس النواب، ومن لديه اعتراض على التجنيس فليذهب الى القضاء. وما الضرر إذا أعطينا الجنسية لعدد معين من الأشخاص».
أضاف: «المشكل في مرسوم التجنيس طائفي وحرام الكلام عن أن المرسوم فاسد ومخالف، وهناك عمل تمّ من وزارة الداخلية والقرارت اتخذت والمرسوم أقرّ. من كل حبّة بدنا نعمل فيها قبة».
ولفت الى ان «مناطق بعلبك – الهرمل والبقاع الشمالي وعكار تعيش مأساة، وفي بعلبك الهرمل هناك ارتفاع في عدد الجرائم، ذلك لأن الخطة الأمنية التي وضعت لا تُنفذ كما يجب».
وكان الرئيس عون استقبل نائب بعلبك الهرمل علي المقداد مع وفد من نقابة أصحاب المؤسسات والمحلات التجارية في منطقة البقاع برئاسة محمد كنعان عرض له «الوضع الأمني في بعلبك والاعتداءات التي يتعرّض لها المواطنون والتجار من قبل مسلّحين يعبثون بالأمن من دون أن تتمكّن القوى الأمنية من توقيفهم».
وأكد رئيس الجمهورية، أن «الفلتان الأمني الذي تشهده منطقة بعلبك لن يستمر، وأن إجراءات وتدابير أمنية ستتخذ لإعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة التي ستبقى «مدينة الشمس» والمعلم الأثري والحضاري الابرز في لبنان».
ودعا الرئيس عون «أبناء المنطقة إلى التعاون أكثر مع الأجهزة الأمنية وإرشادها إلى مرتكبي الاعتداءات والسرقات الذين يستهدفون أمن المنطقة وسلامة أبنائها». وأكد أن «المجلس الأعلى للدفاع الذي التأم برئاسته قبل أسبوعين، طلب إلى القوى الأمنية التشدد في ملاحقة المتهمين بالأعمال المخلة بالأمن، وثمّة إجراءات إضافية ستعتمد خلال فترة المهرجانات الدولية التي ستُقام في قلعة بعلبك الأثرية».
وقال النائب المقداد: «إن الاستقرار مهدّد يومياً في بعلبك».
كذلك تحدّث أعضاء الوفد عن «معاناة التجار وأصحاب المؤسسات في المدينة»، متمنين «إعادة الأمن إليها بالتزامن مع انطلاق مهرجان التسوّق والسياحة العشرين في البقاع الذي يبدأ في الاول من آب المقبل، ويتضمن معرضاً تجارياً وزراعياً وصناعياً وعرساً جماعياً ونشاطات فنية وثقافية ورياضية وعروضاً كشفية وتربوية نموذجية، إضافة الى سهرات فنية ومهرجانات شعرية وزجلية. وتشارك في المهرجانات وزارات وسفارات واتحادات وغرف التجارة والصناعة والمجالس البلدية والاختيارية وجمعيات وتعاونيات وأندية رياضية وكشفية وشركات ومؤسسات تجارية وصناعية وسياحية وزراعية».
الى ذلك، شهد قصر بعبدا قبل ظهر اليوم سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية وتربوية واجتماعية.
وفي هذا السياق، استقبل الرئيس عون، رئيس «المجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية في سورية ولبنان» القس الدكتور سليم صهيون على رأس وفد ضمّ النائب عن الطائفة الانجيلية القس الدكتور ادكار طرابلسي، القاضي فوزي داغر والقس فادي داغر، وأجرى معهم جولة أفق تناولت الأوضاع العامة في البلاد.
بعد اللقاء، اوضح القس صهيون أن «الطائفة لها حقوقها كما لغيرها من الطوائف حقوق، لذلك تمنينا على فخامة الرئيس أن يصار إلى تمثيل الانجيليين بوزير في الحكومة الجديدة».
وبحث الرئيس عون مع النائب عن دائرة زحلة قيصر المعلوف «الاوضاع العامة في البقاع، لا سيما ما يتعلق منها بالوضع الامني». كما تطرق البحث الى «الوضع السياسي ومسار تشكيل الحكومة الجديدة».
واستقبل الرئيس عون بحضور النائب سيمون ابي رميا والنائب العام لأبرشية البترون المارونية المونسنيور بطرس خليل، وفداً من مدينة سانت اتيان الفرنسية، ضم النائب السابق والمعاون الأول لرئيس بلديتها جيل ارتيغ، السيدة ميراي ارتيغ، ايمانويل ماندون، معاون عمدة المدينة للعلاقات الخارجية ليونيل بوشيه ومعاون العمدة دوني شامب، الذين نقلوا الى رئيس الجمهورية «تحيات أبناء المدينة الذين كان الرئيس عون زارهم مراراً خلال فترة وجوده في فرنسا وزرع أرزة لبنانية في الحديقة العامة».
وقال عون: نحن نعاني من نتائج الحروب في المنطقة المحيطة بنا، وبصورة خاصة بالنسبة إلى عدد النازحين السوريين الكبير الى لبنان، الأمر الذي يكون مشكلة كبرى لنا، وعلينا إيجاد الحل الملائم لها. وهذا أمر صعب، لأن المجتمع الدولي لا يساعدنا على حلّها، بل يشترط التوصل الى سلام وحلّ سياسيين كاملين في سورية قبل عودتهم، وهذا ما يجعلنا عرضة لمخاطر كبرى».
وأشار الرئيس عون الى أن «النزاع في سورية تحوّل الى صراع بين قوى عظمى، الأمر الذي يجعل معه من الصعوبة بمكان التكهّن متى يتم التوصل الى حل سياسي له، وأمامنا نموذج اللاجئين الفلسطينيين الذين لا يزالون في لبنان ينتظرون منذ قرابة سبعين سنة الحل السياسي في فلسطين، ولا أفق لحل كهذا بل موجة نزوح جديدة، خصوصاً مع إعلان إسرائيل يهودية الدولة».
وأوضح رئيس الجمهورية أن «بإمكان النازحين السوريين العودة الى ديارهم، لأن قسماً كبيراً من سورية بات يعيش في ظل الأمن والاستقرار، ولا يجب انتظار الحل السياسي النهائي لعودتهم».
تربوياً، استقبل الرئيس عون، وفداً من جامعة سيدة اللويزة، ودعا الوفد رئيس الجمهورية الى المشاركة في ذكرى تأسيس الجامعة في 8 ايلول المقبل، حيث ستطلق مبادرتها الوطنية الأولى تحت عنوان «الرئاسة الجامعة».
كما شكر الوفد رئيس الجمهورية على «توقيع مرسوم ترخيص المستشفى الجامعي».
وردّ الرئيس عون مرحباً بالوفد، ومنوّهاً بـ «المبادرة التي اطلقتها جامعة سيدة اللويزة حول اضطراب إدمان الانترنت»، معتبراً أن «معالجة هذا الموضوع مبادرة ضرورية، لان الإنترنت هو مصدر معلومات وليس مصدر ثقافة، لأن هذه تتوافر من خلال الكتاب الذي يبقى الأساس في التثقيف وإنماء الفكر».
وفي قصر بعبدا أيضاً، الرئيسة العامة لرهبانية مار يوحنا المعمدان في حراش الام صوفيا آصاف، على رأس وفد من الرهبانية، والتي وجهت للرئيس عون دعوة لحضور الاحتفال بعيد الرهبنة في 24 حزيران الحالي في قداس احتفالي يترأسه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يوم عيد شفيع الرهبنة.
واستقبل الرئيس عون، أفراد عائلة الأمين العام السابق لمجلس الوزراء الراحل سهيل بوجي، الذين شكروه على مواساته بفقيدهم ومنحه وسام الاستحقاق اللبناني المذهّب تقديراً لعطاءاته في حقلي الإدارة والقضاء.