عبد الله الثاني يطلب من الرزاز الدعوة إلى الحوار
كلّف الملك الأردنيّ عبد الله الثاني عمر الرزاز رسمياً تأليف الحكومة الجديدة بعد استقالة هاني الملقي. وشدّد في كتاب التكليف على ضرورة إطلاق حوار بشأن ضريبة الدخل ومراجعة المنظومة الضريبية.
وخلال لقائه عدداً من الإعلاميين قال إن بلاده «تواجه ظرفاً اقتصادياً وإقليمياً غير متوقع وتقف اليوم أمام مفترق طرق بين الخروج من الأزمة أو الدخول في المجهول».
وأوضح الملك أن المساعدات الدولية لبلاده انخفضت برغم تحمّل الأردن عبء استضافة اللاجئين السوريين، مشيراً إلى أن «هناك تقصيراً من العالم».
من جهته، قال رئيس الوزراء الأردني الجديد عمر الرزاز في أول تغريدة له بعد تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، أمس، إنه سيكون جندياً مخلصاً للوطن وخدمة أبنائه.
وكتب الرزاز على تويتر: «سأكون إن شاء الله جندياً مخلصاً لهذا الوطن وخدمة أبنائه، لكي نصل معاً إلى ما فيه خير أردننا، وذلك عبر الحوار بين الجميع، والله يقدرنا على الحمل».
إلى ذلك، أجرى الأمير ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتصالاً هاتفياً بالملك الأردني عبد الله الثاني، على خلفية الاحتجاجات العارمة في الأردن والتي أسفرت عن إقالة الحكومة هناك.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس» أنه «تم خلال الاتصال، بحث العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تعزيزها، واستعراض القضايا ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع في المنطقة».
وكان موقع «خبرني» الأردني، أفاد مساء أمس، بأن مجلس النقباء جدّد الدعوة لإضراب اليوم الأربعاء.
وأعلن رئيس مجلس النقباء نقيب الأطباء علي العبوس، إضراباً ووقفة احتجاجية أمام مجلس النقباء اليوم الأربعاء. وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقب الاجتماع الطارئ أن «القرار بالإجماع».
ودعا حكومة عمر الرزاز بالتزام كتاب التكليف الملكي.
وقالت وكالة «عمون» الأردنية إن خلافات وقعت بين أعضاء مجلس النقباء قبيل بدء التصويت على تأجيل الإضراب المقرر اليوم الأربعاء أو استمرار المضي فيه.
وعقد مجلس النقباء جلسة طارئة لاتخاذ قرار نهائي من أجل تحديد مصير الإضراب المقرر تنفيذه احتجاجاً على مشروع قانون ضريبة الدخل والمبيعات، وسط احتجاجات تعم الشارع الأردني مطالبة بتغيير نهج الحكومات المتعاقبة.
وأعلن «التجمع الوطني للفعاليات الاقتصادية» الاثنين تعليق مشاركته في إضراب الأربعاء الذي دعت إليه النقابات المهنية حتى بعد إقالة حكومة الملقي، بذريعة أن الخلاف على النهج وليس الأشخاص.
هذا واستمرت الاحتجاجات في الدواّر الرابع وسط العاصمة عمّان، للمطالبة بإلغاء مشروع قانون الضريبة المعدّل ورفع الأسعار، ولم تخلُ الاحتجاجات من احتكاكات محدودة بين متظاهرين وقوات الأمن.
الناشط السياسي عبد العزيز شديد أكد أن الاعتصامات مستمرة وتغيير الحكومة لا يمثل سوى 10 من المطالب، مضيفاً «نطالب بتغيير النهج وليس فقط الوجوه وإعادة النظر في الضريبة»، لافتاً إلى أنه لم يتمّ قمع أي اعتصام حتى الآن منذ بدء الاحتجاجات.
من جهة ثانية، قال المعارض الأردني ليث شبيلات إن الجمهور «فقد الثقة بالحكومة الأردنية»، ورأى أن «المشكلة الرئيسية تكمن في تفرّد الملك بكل القرارات وسوء إدارة الأخير وتصرّفاته».