متحفان بريطانيّان يقتنيان مراسلات وليامز وبروك
ابتاع متحف فكتوريا وألبرت في لندن مجموعة أوراق شخصية للمسرحي البريطاني بيتر بروك، ضمنها رسائل بينه وبين الكاتب المسرحي الأميركي تينسي وليامز الذي يناشده في إحدى الرسائل ان تُقدَّم «قطة على سطح صفيح ساخن» مثلما كتبها من دون تحريف. وأعلن المتحف أن صندوق التراث قدم مساهمة مالية قدرها 690 ألف جنيه استرليني، وأن مانحاً ساهم بمبلغ طلب ألا يُكشف عنه أو عن هويته لشراء أرشيف بروك الذي يعتبر أكبر مخرج مسرحي على قيد الحياة في بريطانيا. وتتضمن أوراق بروك الشخصية يوميات وصوراً فوتوغرافية وملاحظات عن بروفات ومسودات نصوص مسرحية ومراسلات تمتد أكثر من 60 عاماً مع عمالقة مسرحيين مثل جي. بي. بريستلي ولورنس أوليفييه وصامويل بيكيت.
تكشف رسائل متبادلة بين وليامز وبروك عام 1956 شعور الكاتب المسرحي الأميركي بالإحباط بعدما أُعيدت كتابة المشهد الثالث من «قطة على سطح صفيح ساخن» للعرض الأول في برودواي عام 1955، بإلحاح من المخرج المسرحي والسينمائي الكبير إيليا كازان. وكتب بروك الى وليامز عام 1956 كاشفاً أنه تلقى عرضاً لإخراج المسرحية مشيراً الى أن مسرحية «عربة اسمها اللذة» عُرضت بالفرنسية قبل أن يتمكن هو من اخراجها بالإنكليزية. وكتب بروك «أنا متشوّق وسعيد لأني كنتُ أتطلع دائماً الى إخراج إحدى مسرحياتك وسأبذل كل ما في وسعي لإخراجها على أفضل نحو». وطلب بروك في المقابل أن يكتب له وليامز ما يخطر له «من أفكار وتعليقات وخواطر وردود أفعال وانتقادات خطرت ببالك في ما يتعلق بإنتاج المسرحية في نيويورك وأداء المسرحية عامة والشخوص والخلفية وما الى ذلك». وفرح وليامز بما قاله بروك فرد قائلاً «كنتُ أرغب دوماً في مشاهدة إحدى مسرحياتي من إخراجك وسأُنحي كل شيء جانباً وأركب طائرة لمشاهدتها لو قدَّمت المشهد الثالث مثلما تصورتُه وكتبتُه، ولكن لا جدوى من مشاهدتها مرة أخرى بالشكل الذي يفتقر الى الأمانة الرفيعة التي أعتقد أنها فضيلة المسرحية الرئيسية».
نقلت صحيفة «الغارديان» عن بروك 89 عاماً الذي ما برح ناشطاً مسرحياً أنه مغتبط بأن يكون مآل أوراقه الشخصية في متحف فكتوريا وألبرت حيث «ستوضع في متناول الطلاب والباحثين والمسرحيين والجمهور المسرحي»، مشدّداً على أهمية أن تكون أورواقه متاحة للأجيال المقبلة من المسرحيين.
توفر أوراق بروك الشخصية مادة غنية للباحثين، بما فيها رسائل من فيفيان لي وتيد هيوز وهارولد بنتر وآخرين. كما يتضمن أرشيف بروك أوراقاً توثق إخراج أعمال بينها تقديم دار الأوبرا الملكية مسرحية «سالومي» للكاتب أوسكار وايلد وتصميم سلفادور دالي للديكور المسرحي عام 1949 وفيلم «سيد الذباب» المقتبس من رواية وليام غولدنغ عام 1963 ومسرحية شكسبير «حلم منتصف ليلة صيف» عام 1970. وقالت كايت دورني مديرة قسم المسرح والفنون الأدائية في متحف فكتوريا وألبرت أن هناك في أرشيف بروك نحو 3000 رسالة، فضلاً عن دفاتر ملاحظات ودفاتر تخطيطات وبرامج مسرحية. وأكدت دورني «أن لعمل بيتر بروك تأثيراً كبيراً في الثقافة البريطانية ونحن سعداء باختياره متحف فكتوريا وألبرت لاقتناء هذه المجموعة الرائعة من الوثائق الشخصية».