من دفاتر الذكريات
من دفاتر الذكريات
في ليالي الحصاد، وبينما كان أهلنا يتسامرون على البيدر، كانت متعتنا القصوى أن نركض وراء حشرة صغيرة نسمّيها «البصبوص»، وهي تُضيء ليلاً. نمسكها بأكفّنا الصغيرة، ونحاول معرفة من أين يأتي هذا الضوء.
هذا الشغف الطفولي استمرّ معي حتى اليوم. فبينما كان الظلام يطغى على كلّ حياتنا، كنت ألاحق من ينشرون الضوء بكلمة، بصورة، بفعل أو حتى بمجرّد وجودهم بيننا.
صباح تلك الأمّ التي زرعت النور في ولدها… صباح ذلك الأب الذي علّم طفله كيف ينشر النور… صباح العقول التي تُنير في زمن الجهل… صباح الجيش السوري الذي كان ولا يزال النور الذي يقهر الظلاميين، وتُشعّ علينا انتصاراته في كلّ يوم.
وفاء حسن