حركة النهضة تقرّ بخسارتها وتهنئ «نداء تونس»
أقرت حركة النهضة التونسية بتقدم حزب «نداء تونس» في الانتخابات البرلمانية التي يراها كثير من التونسيين حجر الزاوية في انتقال البلاد إلى النظام الديمقراطي.
وقال المتحدث باسم النهضة زياد العذاري: لدينا تقديرات ليست نهائية تفيد بأن حزب نداء تونس متقدم بحوالى عشرة مقاعد.»
وحصلت «النهضة» على حوالى 70 مقعداً في حين حصل «نداء تونس» على حوالى 80» من إجمالي 217 مقعداً في البرلمان التونسي، تلاهما حزب الاتحاد الوطني الحر بـ17 مقعداً، والجبهة الشعبية بـ12 مقعداً.
ولفت العذاري إلى أن هذه التقديرات تعتمد على بيانات قدمها مراقبون تابعون لحركة النهضة في مراكز الاقتراع «لكنها ليست نهائية».
وكان رئيس «نداء تونس» الباجي قائد السبسي قد أشار مساء أول من أمس الأحد إلى أن ثمة «مؤشرات إيجابية» على أن حزبه متقدم في الانتخابات.
من جهته، قال لطفي زيتون، القيادي في حركة النهضة: «نقبل نتيجة الانتخابات، ونهنئ حزب نداء تونس الفائز». ودعا زيتون إلى تشكيل حكومة ائتلافية جديدة بمشاركة النهضة.
وكانت المشاكل الاقتصادية والوضع الأمني على رأس أولويات برامج المرشحين الانتخابية.
وظلت حركة النهضة تتزعم حكومة ائتلافية منذ تصدرها انتخابات المجلس الوطني التأسيسي عام 2011 عقب الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي.
لكن الحركة أجبرت في مطلع العام الحالي على القبول بتولي حكومة تصريف أعمال وإدارة شؤون البلاد حتى إجراء الانتخابات العامة، بعدما تجنبت إلى حد كبير الفوضى التي عانت منها دول مجاورة.
وبينما سيطر الجدل حول دور الإسلام في السياسة في انتخابات 2011، يبدو أن قضايا العمل وغلاء الأسعار والنمو الاقتصادي ومواجهة متشددين إسلاميين استحوذت على اهتمام التونسيين هذه المرة.
وقالت وكالة أنباء «أناضول» إن «نداء تونس» سيكلّف بتشكيل الحكومة التونسية المقبلة بناء على هذه النتائج. وحسب المصدر فإن حزب «النهضة» أتى في المرتبة الثانية وحصد نحو 31 في المئة من الأصوات.
وسيضطر «نداء تونس» بقيادة الباجي قايد السبسي إلى إنشاء تحالف مع أطراف سياسية أخرى للتمكن من تشكيل الحكومة.
وفي ردود الفعل الدولية على الانتخابات، رأت فرنسا أمس أن التونسيين «قطعوا مرحلة تاريخية» بتصويتهم لانتخاب برلمان، مشيرة إلى أنهم قدموا الدليل على أن الديمقراطية ممكنة في العالم العربي.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس: «بعد حوالى أربع سنوات على الثورة التونسية توجه الناخبون إلى مراكز الاقتراع لهذه الانتخابات الحاسمة التي تدشن إقامة مؤسسات دائمة وديمقراطية للجمهورية التونسية الثانية»، مؤكداً أن «فرنسا تشعر بالسرور» لذلك.
من جهتها، أعلنت الحكومة الألمانية بعد إجراء الانتخابات التشريعية في تونس أن هذا البلد وصل لمرحلة مهمة في طريقه نحو الديمقراطية والحرية، كما أنه يلعب دوراً ريادياً في المنطقة العربية.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفان زيابرت في العاصمة برلين، إنه على رغم عدم تقديم أية نتائج للانتخابات حتى الآن، فإنه يمكن التأكيد على أن تونس وصلت لمرحلة مهمة في الطريق نحو الديموقراطية.