الفنانة التشكيليّة زينب حمود لـ«البناء» : ألواني تشبهني… والحزن يصقل اللوحة
عبير حمدان
بين دراسة الاقتصاد والريشة تتبدّى هوية الفنانة التشكيليّة زينب حمود التي وجدت ذاتها ضمن خطوط اللوحة، وسعت إلى ترسيخ حضورها ضمن الإطار الذي تحبّه، فكان الرسم حالة لا تخلو من المخاطرة، ولكنها تمسّكت بالتجربة كما تصفها وتابعت الطريق الذي ترى من خلاله أن الأحلام يمكنها أن تصبح واقعاً.
لا تنكر حمود أهمية الدراسة الأكاديمية لاكتساب التقنية المطلوبة، ومن هنا تؤكّد أنها ستعود إلى مقاعد الدراسة وتلتحق بكلّية الفنون الجميلة، مشيرة إلى أن ألوانها تشبهها كثيراً وأن الحزن يصقل اللوحة بشكل كبير، ولكن الفرح يبقى مقيماً بين الخطوط كما الأمل والحبّ.
تستفيد حمود من النقد وتتقبله وترى أن وسائل التواصل الالكتروني لها إيجابياتها لناحية الانتشار، وهي التي شاركت في سمبوزيوم مع مجموعة من الفنانين، وتعمل على التحضير لعرض لوحاتها ويكون لها معرض منفرد عنوانه «تجربة».
نسأل حمود عن علاقتها بالرسم والسبب الذي جعلها تلجأ إلى الريشة والالوان وهي التي درست الاقتصاد، فتجيب: وصلت إلى مكان شعرت فيه بالانكسار من جرّاء بعض الظروف الحياتية الصعبة، ولم أجد أمامي سوى الريشة والألوان كي أعبّر عمّا في داخلي من مشاعر متناقضة وترجمته على اللوحة، صحيح أني درست الاقتصاد ولكن موهبتي الفطرية حفزتني لخوض التجربة ووجدت أنني أمتلك المقدرة على ذلك.
وتتابع حمود في إطار متصل: علاقتي مع الرسم ليست وليدة اللحظة، فقد كنت أرسم في صغري ولكن لاحقاً أخذتني الحياة إلى مكان آخر لفترة طويلة وربما لم أدرك ذاتي الفنية كما يجب ولكن الآن أظن أن هذه الذات تحرّرت وانطلقت من خلال الخطوط والألوان. لكن هذا لا يعني أن الموهبة وحدها تكفي ولذلك قررت العودة إلى مقاعد الدراسة والالتحاق بكلية الفنون كي أمتلك التقنية المطلوبة وأعرف كل القواعد الأساسية لهذا العالم.
وتبدو علاقة حمود بالطبيعة واضحة من خلال لوحاتها وعن ذلك تقول: بيني وبين الطبيعة رابط سحري، مع أني أحب أن ارسم كل شيء يخطر في بالي، ومن جهتي أنتمي إلى المدرسة الانطباعية التي تركز على اللون والمنظر ككل من دون التدقيق في التفاصيل، بمعنى أنني أركز على الشكل العام للوحة.
لكن إلى أيّ مدى تشبهها لوحاتها، وما الذي يتفوق أكثر عندها هل هو الفرح أو الأمل أو الحزن أو الحب؟ فتجيب: لوحاتي تشبهني كثيراً فهي جزء مني، وأظن أن الحزن يتفوق على باقي الأمور ويصقل اللوحة، حين أرسم بتركيز تكون ملامحي غاضبة وكأني أطلق العنان لكل مكنونات نفسي وأسكبها مع الألوان.
أما عن الصعوبات التي تواجهها في عالم شاسع وفيه الكثير من الأسماء، تقول: من البديهي أن يكون هناك صعوبات وهي موجودة في المجالات كافة وليس في الفن وحسب، من جهتي لا أعير أي اهتمام لمن يتقصّد التشكيك بقدراتي، ولكن في المقابل أرحب بالنقد الذي يساعدني لتجنب أي خطأ محتمل وأستفيد من خبرة كبار الفنانين والنقاد الذين يخاطبونني بمحبة.
ومن جهة ثانية تعتبر حمود أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في تشجيع الجميع في إظهار مواهبهم، فتقول: أنا أعتبر أن وسائل التواصل خدمتني واختصرت الكثير من الوقت كي يتعرف الناس إلى موهبتي في وقت قياسي، وكثيراً ما تصلني تعليقات إيجابية على لوحاتي ما يحثّني على الاستمرار مع الإصرار على أن تكون التعليقات ضمن إطار المجاملة وحسب.
ترسم حمود الحقول والقرى الغارقة بألوان المغيب، وللمدينة وبيوتها القديمة مكان ضمن مجموعتها الفنية وتقول: أبحث عن مدى لا حدود له بين الأرض والسماء وأسعى للوصول إلى أبعد مدى، الفنّ يبعث على الفرح وليس مجرّد صناعة غايتها الربح، وقريباً سيكون لي معرضي الفردي الذي سيحمل عنوان «تجربة»، على أمل أن تترك هذه التجربة بصمة حقيقية في هذا العالم.